الصهاينة والسخرية من غزة.. عندما يكشف الاستعمار عن حقيقته

كان وما يزال سلاح السخرية والانتقاص من السكان الأصلانيات/ين أحد أهم أدوات المنظومة الاستعمارية للصهاينة. يحدث ذلك بهدف إعطاء شعور زائف بالتفوق في صفوف المستفيدات/ين منها وتشجيعهن/م على الاستمرار فيها. 

فتاريخ الاستعمار بدأ بأسطورة التفوق العرقي والحضاري. ثم ما لبث أن وصل إلى مرحلة السخرية، خصوصًا من انعدام المقومات الأساسية للحياة الكريمة، أو ما يطلق عليه “تخلف البلدان المستعمرة”. فكان تحضير الأمم البدائية أو “المتخلّفة”، كما يسمونها، هو تبريرٌ سخّر الاستعمار له أدواته الدعائية، وعلى رأسها الأكاديميا والإعلام.

هذه الأسطورة هي ركيزة جوهرية للاستعمار واستمراره. ولكنها تكشف أيضًا عن مركب النقص والعقد التي يتخبط فيها هذا النظام. فكل ما يحيط بالشعوب الأصلانية يجب احتقاره والانتقاص منه، لدحض أي مقاومة ترفض الغزو والإبادة والنهب.

سيستمر الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل وسيلة. وسنستمر في كشف حقيقة الاستعمار.

السخرية الاستعمارية.. عندما تصبح الإبادة نكتة

لم تستطع الآلة الدعائية الضخمة أن تتحكم في سخرية جحافل الصهاينة على الإنترنت ولا بـ”الترندات” المنتشرة على تطبيق تيك توك. حيث يقمن ويقومون بالسخرية من ضحايا الإجرام الصهيوني في غزة، وانعدام الخدمات الأساسية كالغذاء والكهرباء والماء.

انتشر على التيك توك “ترند” لمستوطنات/ين يرتدين/ون ملابس سوداء وحجابًا، ورسمن/وا على وجوههن/م ملامح تسخر من الفلسطينيين/ات. كل ذلك مع ترديد أغنية تقول: “هذا كان منزلي الذي لا توجد به كهرباء أو ماء”، في إشارةٍ إلى قطع الإمدادات الأساسية للغاز والماء عن غزة. بينما كان تدمير البيوت الدافع الأكبر لسخريتهن/م.


يسخر “الترند” من الإبادة التي يرتكبها  جيشهن/م في غزة، ويضحكن/ون على صور العربات التي تنقل جثامين الشهداء والشهيدات. فرغم كل محاولات تلميعهن/م، يعتقد الصهاينة أن جيشهن/م يستخدم “نسبة قليلة من المتفجرات التي تستحقها غزة”.

لا يعتبَر هذا الترند الاستعماري الوحيد على منصات التواصل الاجتماعي.

فمنذ بداية العدوان، نشر العديد من المستوطنات/يت مقاطع تسخر من قتل الطفلات/الأطفال، وبكاء الأمهات، وانعدام أساسيات الحياة مثل الماء. كما صوّر العديد من الجنود مقاطع سخرية من داخل البيوت التي دمروها في غزة.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Sharika WaLaken (@sharikawalaken)

شارك في هذه الحملة الاستعمارية الأطفال والأشخاص من أعمار وأنواع اجتماعية مختلفة، ليظهرن/وا بوضوح حقيقة مخيفة حاول العالم عبر الإعلام والمنظمات الدولية والمطبعات/يت أن يخفيها. كما تظهر فيه المجندات وهن يرفقن مقاطعهن بسؤال تهكمي لأهل غزة: “كيف هو شعوركم وأنتم تذهبون للحمام بدون ماء؟”

هُن نفس النساء اللواتي صيغت لأجلهن البيانات والاستنكارات من الأمم المتحدة والعديد من المنظمات النسوية والحقوقية الدولية، بوصفهن ضحيات المقاومة الفلسطينية. وهذا بالضبط ما يعطينا الأمل بكسر النظام القائم على كل معاني الشر والظلم والوحشية. فكلما حاول العالم حماية “إسرائيل” وإدانة المقاومة، كشف المستعمِر نفسه بكل وحشية.

لا نستغرب وحشية الصهاينة، لكننا نفضحهن/م

أخيرًا، فإن كشف هذا الشر الاستعماري المتأصل في الكيان الصهيوني وبنيته الاستيطانية ليس نابعًا من الدهشة أو الاستغراب بأن المجتمع الاستيطاني قادر على الظهور بكل هذا الشر والوقاحة. لكنه التزامنا النسوي الإنساني، بفضح الأكاذيب التي وُضعت كدرع حماية لهذا الكيان المسخ.

في هذا التوقيت، يصُم العالم آذانه عن أصوات الشعب الفلسطيني وتجاربه ودمائه التي تثبت، دون شك أو قيد، وحشية الكيان الصهيوني وجحافل المستوطنات/ين. فهؤلاء هن/م العصب العسكري والاستيطاني لاستمراره. كما يتجاهل العالم متعمّدًا صور الإبادة وأعين الأطفال التي خطفها الاحتلال. وبلا شك، سيحاول تبرير سخرية الصهاينة من المأساة التي صنعوها بحق الشعب الفلسطيني في غزة، ويقول بأنهن/م مجرد مدنيات/ين مسالمات/ين.

في أثناء ذلك، سيستمر الشعب الفلسطيني في المقاومة بكل وسيلة. وسنستمر في كشف حقيقة الاستعمار وإنتاجه لأفظع النماذج البشرية على الإطلاق، وحقيقة الصهاينة كتجسيد فعلي للإرهاب.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد