الصهاينة.. لصوص يتفاخرون بسرقة المنازل والمقتنيات من سكان غزة
لم يكتفِ الصهاينة بالقصف والدمار اللذين خلفاهما في غزة، بل عمدوا إلى سرقة المنازل بدافع الانتقام من السكان بعد تهجيرهن/م.
شهادات الجنود الصهاينة عن تبجحهم بسرقة المنازل
منذ بدء الاجتياح البري لغزة في السابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، والمقاطع المصوّرة التي توثق عمليات سرقة قام بها الجنود الصهاينة تملأ مواقع التواصل الاجتماعي.
ونشرت صحيفة هآرتس العبرية شهادات نقلًا عن جنود صهاينة جاء فيها تأكيد وتبجّح بالسرقة الممنهجة التي يرتكبونها في غزة. كما أظهرت الفيديوهات التي شاركها جنود الاحتلال على شبكات التواصل الاجتماعي قبل الحظر، أن عمليات النهب والسرقة تمت بعدة طرق وأساليب، منها اقتحام المنازل التي طالبوا سكانها بمغادرتها، ثم نهبوها كما حدث في بيت لاهيا. وواصل الجنود عند الحواجز على شارع صلاح الدين سلب مقتنيات وأموال الغزيين/ات النازحين/ات من شمالي القطاع إلى الجنوب.
ونقلت الصحيفة عن ضباط في الجيش أن “جنودًا إسرائيليين كانوا في عمليات عسكرية في حي الرمال بغزة، خاطروا بحياتهم من أجل وضع اليد على مئات الملايين من الشواكل من بنك فلسطين، التي كانت مخصصة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية”.
وقد اعترف الصهاينة أن مجموع السرقات خلال الاقتحام البري لمختلف مناطق القطاع وصل إلى ما يقدّر بـ 15 مليون دولار، وأنه تم تحويل المبلغ إلى القسم المالي بوزارة الأمن.
ونقل موقع “سيحا ميكوميت” عن جندي قوله إن الأمر شائع. كما أكّد آخر أن القادة على علم بالنهب، ولا يمنعونه فـ”هم لا يخوضون في الموضوع إطلاقًا.. الكل يعرف أننا ننهب، وينظرون إلى الأمر على أنه مزحة، ويقولون لك أرسلني إلى لاهاي”.
يسوغ هذا الجندي حالات السلب بالرغبة في الاحتفاظ بـ”ذكرى”، بالنسبة له الأمر بسيط، فالبيت مدمّر بالكامل، ولا بأس بالاستيلاء على مسبحة أوصحن.
ولا يسلم أيّ مطبخٍ في غزة من عمليات النهب، “فالمطبخ الغزيّ غنيّ بالبهارات، وزيتهم يحسّن نكهة الطعام”. بحسب شهادة نقلها موقع “سيحا ميكوميت” الذي أكّد أن السرقة كانت تتم بمباركة الحاخام.
فالذي كان يشغل بال الجنود أثناء الاقتحام ليس الوازع الأخلاقي، بل الخوف من التسمم، وهنا يأتي دور الحاخام الذي كان يشرح لهم كيف يجعلون الطعام موافقًا للشريعة اليهودية، في رسالة يختمها بتبريكاته وبآية من سفر التثنية.
الاستيلاء بالقوة على مصاغ النساء الغزاويات
رصد المركز الأورو متوسطي لحقوق الإنسان، سلسلة من حالات تكشف عن تورط جنود إسرائيليين في سرقات ممنهجة لأموال وممتلكات السكان في غزة، بما يشمل الذهب والأموال والهواتف المحمولة والآثار، حيث قدر المركز حصيلة المسروقات بعشرات ملايين الدولارات.
ونقل المرصد شهادات عن سكان غزة جاء فيها أن سرقة متعلقات شخصية للمدنين/ات وأعمال نهب واسعة لمقتنيات ثمينة قام بها الجيش الإسرائيلي قد تتجاوز حصيلتها عشرات الملايين من الدولارات.
وقال الفلسطيني ثابت سليم لفريق الأورومتوسطي، إن قوات الجيش الإسرائيلي عمدت إلى نهب كل ما يتوفر من أموال وذهب لدى اعتقاله واثنين من أبنائه من داخل منزلهم في حي “الزيتون” جنوبي مدينة غزة. وقال “سليم” إنه تم إطلاق سراحه وحده قبل يومين، فيما ما يزال لا يعلم شيئًا عن مصير أبنائه.
وذكر سليم أن: “قيمة ما أخذه الجنود من مبالغ مالية في منزلي تتجاوز 10 آلاف دولار أمريكي موزعة على عدة عملات، يضاف إليها مبلغ مماثل تقريبًا عبارة عن ذهب لزوجتي وزوجة نجلي البكر.”
أما أم محمد غربية”من سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، فأبلغت فريق الأورومتوسطي أن قوات الجيش الإسرائيلي انتزعت بالقوة حليها الذهبية الذي كانت ترتديه خلال مداهمة منزلهم واعتقال زوجها ونجلها البكر.
فيما قال “حسين الطناني ” من سكان حي “الشيخ رضوان” شمالي مدينة غزة إنهم تفاجأوا بعد عودتهم إلى منزلهم الذي تعرض لمداهمة الجيش الإسرائيلي أثناء نزوحهم إلى مدرسة قريبة تابعة للأمم المتحدة بتخريب شامل في محتوياته وسرقة مبالغ مالية وجهاز كمبيوتر.
وقالت علياء النجار (34 عامًا)، إنها شاهدت بعض حليها الذهبية التي كانت تحتفظ بها مع متعلقات والدتها في أحد المقاطع المصوّرة التي نشرها جنود إسرائيليون، من بينها قطعة ذهبية اشترتها من قيمة أول راتب حصلت عليه من عملها، وهي سوار ذهبي مميز كونه مصمم على شكل ورقة شجر من (عيار 24).
وأضافت، أن جنديًا إسرائيليًّا عرض سوارها في مقطع مصور داخل حافظة قماشية تملكها والدتها، وتضع فيها قطع ذهب أخرى ومقتنيات ثمينة، وعندها علقت على الفيديو قائلة للجندي: “أنتم لصوص”، قبل أن يحذف الجندي المقطع.
وظهر مقطع آخر لجندي إسرائيلي يعرض فيه قلادة فضية مكتوب عليها “صنع في غزة”، ويقول إنه سيهديها لصديقته. كما ظهر جندي آخر يمسك غيتارًا موسيقيًّا ويعزف عليه ويغني فوق ركام أنقاض المنازل التي تم تدميرها في غزة.
ودعا المرصد إلى إجراء تحقيق دولي بهذه السرقات والانتهاكات. ولكن ما من تحقيقات يعوّل على نتائجها فمنذ بدء هذا العدوان والمؤسسات والهيئات الدولية تتواطئ مع الكيان المحتل وتتستّر على جميع جرائمه وانتهاكاته من القصف والقتل إلى الاغتصاب والسرقة والتهجير.