مطالبات شعبية في مصر بوقف “أوبر” و”كريم” احتجاجًا على العنف ضد النساء
أثارت جريمة اعتداء جنسي جديدة على فتاة في وسائل النقل بمصر غضبًا واسعًا بين رواد وسائل التواصل الإجتماعي، وذلك بعد تعرضها لإصابة خطيرة بسبب تصديها للمعتدي ومحاولة النجاة منه.
يأتي ذلك بعد تزايد حالات التحرش والاختطاف في وسائل النقل وتحديداً بشركتي “أوبر” و “كريم”.
View this post on Instagram
تكرار الاعتداءات يشعل احتجاجًا شعبيًّا
ألقت الشرطة المصرية القبض على سائق سيارة تابعة لشركة “أوبر”، بعد محاولته خطف فتاة والاعتداء عليها تحت تهديد السلاح الأبيض، ما أسفر عن إصابتها بشكلٍ بليغ.
وقالت وزارة الداخلية المصرية، في بيان، إن الفتاة تمكّنت من الفرار.
ولفتت إلى أنه تم ضبط السلاح الأبيض والسيارة المستخدميْن في الجريمة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وكانت شقيقة الفتاة التي تعرضت للاعتداء قد نشرت منشورًا عبر مواقع التواصل، قالت فيه، إن “شقيقتها تعرضت للخطف ومحاولة الاغتصاب من قبل سائق “أوبر” في منطقة التجمع مساء 11 أيار/مايو الجاري”.
وبعد إجراء المتابعة الطبية اللازمة لشقيقتها، “أخبرتها أن السائق هددها بمطواة واعتدى عليها وحاول اغتصابها لكنها قاومت، إلى أن فوجئ السائق بسيارة نقل كبيرة في الطريق إليه، وهي الفرصة التي انتهزتها الضحية للفرار من السيارة التي انطلق صاحبها مبتعدًا”.
كما تناقلت مصادر مصرية أخبار عن قيام سائق بشركة “كريم” بالتحرش بإحدى الفتيات خلال توصيلها من مدينة نصر إلى منطقة التجمع بالقاهرة الجديدة، وذلك من خلال إخراج أعضائه الخاصة.
سبق كل هذا وفاة حبيبة الشماع بعد إلقاء نفسها من سيارة أوبر التي كان سائقها سيختطفها، وهو ما جعل الشارع المصري ينتفض ضد الشركتين معتبرًا أنها تساهم بشكلٍ أساسي في اختطاف الفتيات والاعتداء عليهن.
وأطلقت ناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي حملة للمطالبة بوقف شركة أوبر وكريم وتقديمها للعدالة بسبب انتهاكها لسلامة النساء وأمنهن.
في هذا السياق، أطلقت صفحة “أنتِ الأهم” على فيسبوك، حملة لمنع التعامل مع شركة “أوبر”، رفعت من خلالها وسم stopusinguber، أي “توقف عن استخدام أوبر”.
وشددت العديد من النساء على وسائل التواصل الاجتماعي بأن الشركتين تضعان الربح قبل السلامة، في إشارةٍ إلى توظيفها للمعتدين والمدمنين، وعدم التزامها بقوانين تنظيم النقل.
دعوات قضائية وتحرك برلماني
وفي تفاعلٍ مع هذه الحملة تقدمت الدكتورة حنان عبده عمار، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة للحكومة ممثلة في رئيس مجلس الوزراء ووزيري النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بشأن تكرار حالات الخطف والتحرش بسبب تطبيقات النقل الذكي مثل أوبر وكريم.
وقالت حنان عبده عمار، لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، إن “حوادث السائقين بتلك الشركتين تزايدت وتكررت في الآونة الأخيرة، وشهدت تفاصيل جديدة لا تتناسب مع قواعد الأمان المتبعة بمثل هذه التطبيقات”.
كما قام المحامي بالنقض عمرو عبد السلام، بتقديم دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، للمطالبة بإلغاء تراخيص شركتي أوبر وكريم داخل مصر، وذلك بسبب مخالفة الشركة لشروط التراخيص الصادرة لها بعد تزايد معدل جرائم الخطف والاعتداء التي تعرضت لها النساء والفتيات خلال الأشهر القليلة الماضية.
كما طالبت الدعوى القضائية بإلزام شركات النقل الذكي باعتماد أنظمة المراقبة الإلكترونية داخل السيارات، وربطها بالنظام الداخلي للشركات ووزارة الداخلية لمراقبة سلوك السائقين منذ بدء الرحلة حتى نهايتها حتى تكون الرحلة مؤمنة وذلك لضمان سلامة وأرواح المواطنات/ين.
أوبر تاريخ من تعريض النساء للخطر..
998 اعتداء جنسي بينها 141 حالة اغتصاب في عام واحد!
جدير بالذكر أن شركة “أوبر” قد تعرضت لانتقادات وشكاوى بسبب الاعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات في أماكن كثيرة من العالم.
حيث رفعت 550 امرأة دعاوى قضائية على هذه الشركة بتهم الاعتداء الجنسي عليهن لدى المحكمة العليا في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة في يوليو/تموز من سنة 2022.
وقالت المشتكيات بأنهن تعرضن “للاختطاف، الاعتداء الجنسي، والتعنيف الجنسي، والاغتصاب، والاحتجاز، المضايقات، والتحرش، أو الاعتداء على يد سائقي أوبر”.
وجاء في الشكوى أن الشركة كانت على علم منذ 2014 بأن سائقيها يعتدون جنسيًّا ويغتصبون الراكبات. ولكن “أوبر” أعطت الأولوية للنمو والربح بدل السلامة.
ونشرت أوبر في تقريرها الثاني عن السلامة في الولايات المتحدة في حزيران/يونيو لسنة 2022، عن وقوع 998 قضية اعتداء جنسي، بينها 141 حالة اغتصاب في 2020.
وتقول الشركة في تقريرها إنها تلقت مجموع 3824 بلاغًا عن 5 من أخطر أنواع الاعتداء الجنسي بين 2019 و2020.
وتحدث التقرير الأول للشركة، الذي شمل الحوادث ما بين 2017 و2018، عن وقوع 5981 اعتداء جنسي.
وتترواح أنواع الاعتداء الجنسي الأكثر خطورة في تقرير أوبر بين “تقبيل أعضاء غير جنسية دون رضا”، إلى الاغتصاب.
بينما لم تقدم الشركة في فروعها في المنطقة الناطقة بالعربية أي تقارير أو معلومات حول جرائم الاعتداء الجنسي، ولم تعلق إلا بعدما تحركت الناس لمقاطعتها، لتكون بذلك مساهمًا أساسي في انتهاك أمن النساء وسلامتهن وتعريضهن للعنف الأبوي.