
الاحتلال وسياسات العزل الانتقامية بحق خالدة جرار
ضمن السياسات الانتقامية من الأسيرات/الأسرى، يواصل الاحتلال الصهيوني عزل القيادية بالجبهة الشعبية والنائبة بالمجلس التشريعي الفلسطيني خالدة جرار في عزل “نفي تيرتسيا” في سجن الرملة لليوم السابع على التوالي.
ظروف سجن وحشية عانتها خالدة جرار
في التفاصيل أصدرت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير/ة وحقوق الإنسان، بيانًا حول وضعية الأسيرة خالدة جرار، بعد زيارة أحد المحامين لها، التي كشفت عن ظروف العزل القاسية والانتقامية التي تضع فيها إدارة سجون الاحتلال خالدة.
ووفقًا لما ذكرته خالدة جرار للمحامي، فقد “اقتحمت إدارة السجون الغرفة التي كانت تقيم فيها في سجن الدامون بتاريخ 12 آب/أغسطس 2024، واقتادتها للاستجواب. ووضعت في زنزانة متسخة مليئة بالحشرات، ومكثت فيها يومًا كاملًا دون التحقيق معها، قبل أن تُنقل دون توضيح التفاصيل حول جهة النقل أو الأسباب”.
وأضاف البيان نقلاً عن تصريح جرار للمحامي أن “زنزانة العزل التي وضعت فيها صغيرة جدًا ولا تتسع إلا لفراش، ويحتوي الحمام على مرحاض ودش صغيرين.
الزنزانة مغلقة تمامًا دون نافذة للتهوية، وتُعطى كميات قليلة جدًا من المياه وطعام بجودة رديئة. كما تُمنع من الخروج إلى الفورة منذ اليوم الأول من عزلها، رغم معاناتها من مشاكل صحية تتطلب غذاءً صحيًا خاصًا”.
يترافق العزل مع سياسة تجويع ممنهجة يفرضها الاحتلال على الأسيرة خالدة، تمامًا كما يستخدمها في بشدة ووحشية في حربه على غزة.
في هذا السياق فإن قوات الاحتلال كانت قد أعتقلت خالدة جرار مجددًا في 26 كانون الأول/ديسمبر 2023 من منزلها في رام الله، وتم تحويلها إلى الاعتقال الإداري. ومنذ ذلك الحين، ظلّت محتجزة في سجن الدامون إلى جانب الأسيرات، قبل أن تُنقل مؤخرًا إلى العزل بسجن الرملة.
جدير بالذكر أنّ خالدة جرار هي أسيرة سابقة تعرضت للاعتقال لنحو خمس سنوات، وهي ناشطة حقوقية ونسوية ونائبة سابقة في المجلس التشريعي. وفي كافة مراحل اعتقالها المتكررة واجهت إجراءات انتقامية بحقها، وكان أقساها حرمانها من إلقاء نظرة الوداع على ابنتها التي توفيت في اعتقالها السابق.
الاحتلال وسياسات الانتقام
وفي بيانه حول الموضوع أوضح نادي الأسير/ة بأن عزل خالدة جرار “يأتي في إطار الإجراءات الانتقامية الممنهجة التي تنفذها إدارة السّجون بحقّ الأسرى وكجزء من الجرائم الممنهجة التي تنفذها بشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة”.
ووصف النادي ما تتعرض له خالدة بـ “الإجراء الانتقامي، ذو امتداد لعملية استهداف ممنهجة تعرضت لها على مدار السنوات الماضية”.
حيث “شكّلت عملية اعتقالها الإداري المتكرر أبرز أوجه ذلك”.
ومنذ اعتقالها تواجه جرار -كما كافة الأسرى والأسيرات- “ظروف اعتقال قاسية وصعبة، وعمليات تنكيل وجرائم ممنهجة”.
كما تعتبر الأسيرة خالدة جرار، واحدة من بين 86 أسيرة في سجون الاحتلال، غالبيتهن يقبعن في سجن (الدامون)، بينهن أسيرة حامل، وأمهات، ومن بينهن أمّ لشهيد، بالإضافة إلى شقيقات شهداء وأسرى، وأسيرات سابقات، وطالبات، وصحفيات، وناشطات، ومحاميات.
ووفقًا لبيان نادي الأسير/ة فقد صعّد الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة الاستعمارية من حملات الاعتقال بين صفوف النّساء، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوفهن نحو (350)، وهذا العدد لا يشمل حالات الاعتقال بين صفوف النّساء من غزة ويقدر عددهن بالعشرات.