“السبّاحتان” يسرى وسارة مارديني: ضمن قائمة نساء العام 2025

مجلة Glamour Germany

أعلنت مجلة Glamour Germany  اختيار الشقيقتين السوريتين يسرى وسارا مارديني ضمن قائمة “نساء العام 2025” عن فئة “ناشطتَيْ حقوق الإنسان”، تكريمًا لمسيرتهما الإنسانية والشجاعة التي حوّلتهما إلى رمزين عالميين للأمل والمقاومة والصمود. ترى المجلة أنّ قصتهما لم تعد مجرد سرد لرحلة نجاة، بل مساحة لرواية ما عاشه ويعيشه ملايين اللاجئات واللاجئين حول العالم.

قصة نجاة تتجاوز الأسطورة الفردية

تعود المجلة إلى عام 2015، حين غادرت يسرى وسارة سوريا عبر البحر باتجاه أوروبا، على متن قارب متهالك كاد يغرق. قفزت الشقيقتان إلى الماء وسحبتا القارب مع مجموعة من اللاجئات/ين حتى وصل الجميع إلى برّ الأمان، في لحظة أصبحَت رمزًا للشجاعة والإصرار على الحياة. لاحقًا، تحوّلت قصتهما إلى الفيلم العالمي   “Die Schwimmerinnen”  “السباحتان”، الذي كسر الصورة النمطية عن النساء اللاجئات وقدّم رواية إنسانية عن الشجاعة والأختية والأمل.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Dennis Schneider (@bydennisschneider)

يسرى مارديني: السباحة والسياسة والتمكين

باتت يسرى واحدة من أبرز الوجوه الشابة في العمل الإنساني على مستوى العالم. شاركت في فريق اللاجئات/ين بالأولمبياد، ثم أصبحت سفيرة للنوايا الحسنة لدى مفوضية اللاجئات/ين. تعمل اليوم مع قادة عالميات/ين للدفاع عن حقوق اللاجئين واللاجئات، وتؤكد أنّ اهتمامها بالموضة وتمكين النساء جزءٌ من رسالتها في إعادة تعريف صورة المرأة القادمة من الشرق، وكسر القوالب التي تُحاصِر اللاجئات.

سارة مارديني: العمل الميداني والصحة النفسية

بينما اتجهت يسرى نحو الدبلوماسية والعمل الدولي، اختارت سارة طريقًا آخر. عملت على الأرض داخل مخيمات اللاجئات/ين في اليونان، وواجهت الاعتقال والمحاكمة بسبب نشاطها الإغاثي. دفعتها التجربة إلى الدفاع عن الصحة النفسية وتحدّثت بصراحة عن انهيارها بعد الاعتقال، مؤكدة أنّ العلاج والدعم العائلي كانا سببًا في نجاتها. ترى سارة أن الحساسية ليست ضعفًا، بل قوة تساعدها على رؤية الألم البشري بوضوح.

أختان… ومسافة مؤلمة

يُظهر المقال جانبًا إنسانيًا عميقًا، إذ يعترف الطرفان بأن علاقتهما مرت بمرحلة صعبة بعد وصولهما إلى ألمانيا. انفصل مسارهما، وتحمّلت كل واحدة عبء الصورة العامة التي فُرضت عليها. شعرت سارة أنها اختُزلت في صورة “أخت يسرى”، بينما حملت يسرى شعورًا بالذنب تجاه نجاحها. جمعهما فيلم “السباحتان” من جديد، ففتح الباب أمام مصالحة صريحة أعادت بناء رابط الأختية بعيدًا عن ضغط التوقعات.

هوية اللجوء، وانتماء معلّق

تتوقف يسرى عند سؤال الهوية، مؤكدة أنها “ستظلّ لاجئة دائمًا”، لأن جزءًا من حياتها فُقد يوم غادرت سوريا. تقول إنها تشعر بالانتماء إلى بلدين، لكنها لا تنتمي تمامًا لأي منهما. أما سارة، فلا تستطيع العودة بسبب وضعها القانوني وتأخر حصولها على الجنسية، ما يجعل مسألة العودة بالنسبة لها حلماً مؤجلاً.

تروي يسرى لحظة عودتها إلى سوريا بعد عشر سنوات من الغياب، حيث وجدت منزل عائلتها مدمّرًا بالكامل. لم يبقَ سوى جدار حمّام تعرفت إليه من ألوانه. انهارت هناك، لكنها شعرت بواجب أخلاقي تجاه ملايين السوريين والسوريات اللواتي لا يستطعن العودة أو رواية قصصهن.

مواقف سياسية… وثمن الصراحة

لا يتجاهل المقال الجانب السياسي من حياة الشقيقتين، خاصة مواقف سارة العلنية من القضية الفلسطينية. تتحدث عن مضايقات قانونية واجهتها بسبب مشاركتها في تظاهرات داعمة لغزة، وعن اتهامات لاحقتها بعد نشرها مواقف سياسية واضحة. بالنسبة لها، هذا ليس “نشاطًا سياسيًا”، بل دفاع عن حقوق الإنسان.

الصحة النفسية والروحانية

تشدد سارة على أهمية العلاج النفسي والروحانية، معتبرة أن الصلاة جزء من اتزانها الداخلي. أما يسرى، فتعتمد على التنظيم والتخطيط والعمل الإنساني لتستمر. وتجمعهما قناعة واحدة: الأمل قرار، وليس حالة عابرة. تقول يسرى إن العناد كان دائمًا وقود نجاحها، وإن الإيمان بالمستقبل هو ما يجعل الطريق ممكنًا.

تختتم الشقيقتان رسالتهما بدعوة موجّهة لكل فتاة تعيش الخوف أو الغضب أو الضياع. تقول سارة “نجاتك دليل قوتك… لا تتخلي عن نفسك أبدًا”. أما يسرى فتضيف: “كوني عنيدة بأحلامك. كل ما نمرّ به مؤقت… والأمل اختيار”.

 

(المصدر موقع Glamour Germany)

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد