
مصر: قصة الطفلة “حور”..حاولت الانتحار بسبب التنمر
استدعت النيابة العامة المصرية، اليوم الثلاثاء 18 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري الطفلة “حور محمد” ” ووالديها للاستماع لها وأخذ أقوالها، بعدما أثارت جريمة تعرض الطفلة الطالبة بالصف الثاني الابتدائي، للتنمر داخل مدرسة المنزلة الرسمية للغات بمحافظة الدقهلية (شمال مصر) موجة غضب واسعة، بعد أن دفعتها المضايقات المتكررة إلى محاولة إنهاء حياتها.
وقررت الجهات الرسمية فتح تحقيقًا موسعًا للوقوف على حقيقة الأمر، وذلك بعد تدخل النائب العام المصري ومتابعته لما حدث.
” شكلك وحش ورائحتك كريهة”
وقالت الطفلة حور: “حاولت القفز من الشرفة، بسبب ما يحدث من زميلاتي، وأنهن يرفضن وجودي ولعبي معهن، وعدم جلوسي بجوارهن، ويقُلن لي بأن شكلي وحش ورائحتي كريهة، لذا لجأت ان بالقفز من شرفه الفصل، ومس زينب هي الي مسكتني من رجليا”.
أم الطفلة: ابنتي تعرضت لتنمر بشع لكونها سمراء وشعرها مجعد
وظهرت الطفلة “حور” صاحبة الـ 8 سنوات من عمرها لأول مرة، برفقة والدتها، السيدة ندا عبد العزيز أثناء ذهابها للنيابة العامة.
وروت ندا لوسائل إعلام محلية تفاصيل ما حدث لطفلتها: ” حاولت إنهاء الأمر بشكل ودي عن طريق جروب ” الماميز” الخاص بأولياء/ات الأمور، منذ بداية العام الدراسي، في محاولة لتهدئة الأمور والسيطرة على الموقف دون جدوى”
أضافت: “حور تعرضت لأسوأ أنواع التنمر، دون تدخل من أولياء الأمور، ومحاولة الحل بين الأطفال/ات، بل تعرضت لكلمات قاسية بسبب لون البشرة كونها سمراء اللون، وأيضا أنها ذات شعر مجعد وترتدى نظارة نظر.”
أكدت والدة الطفلة حور إنها تقدمت بالشكوى عدة مرات لإدارة المدرسة دون اتخاذ أي إجراء، قائلة: “كان الرد ليس هناك عقوبة للأطفال/ت”
مكالمة النائب العام لعائلة الطفلة
ومن جانبه، قال محمد فتوح بدران، والد الطفلة “حور” أنه تلقى اتصاًلا هاتفيًا من مكتب النائب العام المصري، اليوم للاطمئنان على صحة الطفلة، والتأكيد على فتح تحقيق ومتابعة الأمر بصورة مستمرة من قبل الجهات المختصة.
فيما ذكر أنه تم استدعاؤهم للنيابة منذ قليل، للاستماع للطفلة، وطمأنتها، وعبر والد الطفلة عن تقديره لتحرك المؤسسات الرسمية لمتابعة الشكوى والاهتمام والتواصل بطريقة مباشرة معهم.
أشار أن هذه التحركات ساعدت على دعم الطفلة نفسيًا، وأعادت الثقة لنفسها، وشجعتها على العودة للمدرسة مرة أخرى في حالة نفسية جيدة، بعد طول فترة غيابها بسبب حالتها النفسية السيئة بسبب ما حدث.
التنمر مسؤولية الجميع
ومن جانبها، قالت مؤسسة اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم وائتلاف أولياء/ات الأمور عبير أحمد، إن الانتهاك التي تعرضت له الطفلة حور، يمثل ناقوس خطر يستدعي التوقف أمامه بجدية، مؤكدة أن أي طفل/ة ي/تتعرض لضغط نفسي أو تنمّر قد يصل إلى لحظة يأس لا يُمكن الاستهانة بها مهما كانت تفاصيل الخلافات “طفولية”، وشددت على أن حماية أطفالنا/طفلاتنا نفسيًا واجتماعيًا لا تقل أهمية عن حمايتهم/ن تعليميًا.
وأضافت عبير، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أن المعلومات المتداولة حول تعرض الطفلة حور للتنمر من بعض زميلاتها، تُحمل الجميع مسؤولية واضحة؛ فالمدرسة مطالبة بالتدخل المبكر، ورصد أي علامات تشير لنبذ طفل/ة أو عجزه عن الاندماج، إلى جانب ضرورة تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي وتواجده الحقيقي داخل الفصول، وليس فقط على الورق، كما أن غياب استجابة ولى/ة الأمر عند استدعائه يزيد من تفاقم أي أزمة، ويجعل الطفل بلا سند في لحظة يحتاج فيها للدعم.