“إنتي عانس” إعلان يستفزّ الشارع المصري
“إنتي عانس”.. “ضل راجل ولا ضل حيطة”.. “راجل في البيت أحسن من شهادة على الحيط”.. “اكسر للبنت ضلع يطلعلها 24″، لتُكوّن صورة كاملة عن تلك اللوحة الدعائية التي استخدمتها شركة إعلانات للترويج عن منتج ما لزيت القلي في مصر.
في خمسة أيام ، انتشرت اللافتات في أنحاء القاهرة ، حاملة تلك المصطلحات المأخوذة من أمثال وموروثات شعبية قديمة ، فأثارت غضب الرأي العام بصفة عامة والنساء بصفة خاصة، كون الإعلان إهانة للمرأة ولحريتها.
الشركة التي أطلقت الإعلان وعلى صفحتها على الفايسبوك ، تؤكد أن الحملة انطلقت تحت اسم “إنتي المثل”، لتناقش بعض المعتقدات والموروثات التي وقفت عائقا في وجه الفتاه المصرية، وطلبت من الفتيات والنساء إرسال قصصهن الشخصية مع المثل الذي يشير إليه الهاشتاج، وشرح كيف تعاملن معه وتأثيره عليهن.
الإعلان دفع المجلس القومي للمرأة إلى تقديم شكوى لجهاز حماية المستهلك ، مطالبا بالتوقف عن بث إعلانات الشركة، وإزالة اللافتات التي تقلل من قيمة المرأة أكثر منها دفاعا عنها، ما دعا جهاز حماية المستهلك لوقفها بالفعل.وفي هذا السياق قال اللواء عاطف يعقوب، مدير جهاز حماية المستهلك، إن مثل هذه الإعلانات تخالف المواصفات القياسية، وتحرّض على العنف ضد المرأة وتقلل من شأنها.
وأوضح يعقوب أنه ستتم مخاطبة الشركات صاحبة هذه الإعلانات لإيقافها؛ تنفيذا لقرار مجلس إدارة الجهاز، وفي حالة عدم التزام الشركات، ستتم إحالة الأمر للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم، تطبيقًا لنص المواد “1، 19، 24” من قانون حماية المستهلك رقم 67 لسنة 2006.
بدورها أوضحت الدكتورة داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية، أن طرح الفكرة بهذا الشكل أمر غريب ومٌشين ولا يصح تداوله في إعلان ترويجي لمنتج ما، حيث لم يعد مطروحا حاليا كقضية أو موضع نقاش في المجتمع، مشيرة إلى أن مجرد طرح الفكرة إشارة لمجتمع ذكوري.وتابعت زيادة أن “العنوسة فيما مضى كان لقب يُطلق على المرأة لأنها كانت معتمدة على الرجل، حيث كان يراها المجتمع عالة على الأب لفترة معينة وبعد فترة يتولى مسؤوليتها رجل آخر حتى تموت، فتبلور لقب “عانس” على احتياج المرأة للرجل واعتمادها عليه في كفالتها وحمايتها، أما الآن فالمرأة استطاعت الاعتماد على ذاتها وتقلّدت مناصب المحافظ والوزير وأيضا أصبحت سيدة أعمال ناجحة.”
المصدر: مصراوي