“المرأة هي الحياة.. شرط أن لا تكون مطلقة”

“نكتة بايخة” أطلقها رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في الذكرى الـ78 لاستقلال لبنان، حين شبه الاستقلال “بالمرأة المطلقة”. ولم ينسَ خلال هذه الذكرى، أن يستثمر موقعه السياسي لـ”يطعّم هضامته” بذكورية تسعى إلى تذنيب النساء ووصمهن اجتماعياً.
خلاصة “النكتة”، التي يفترض أنها تصريح في مناسبةٍ وطنية، تفيد بأنه “لو حافظت السيدة المطلقة على التفاهم مع الزوج لما وصلت إلى الطلاق”.

تذنيبٌ اجتماعي يمارس بحق النساء بشكلٍ مهين يأتي من رأس الهرم، في الوقت الذي تتكثف فيه جهود المنظمات النسوية في لبنان لمكافحة جميع مظاهر العنف، ووضع حدٍ لوصم النساء وإهانتهن.
سقطة ميقاتي الذكورية جاءت خلال تصريحٍ أدلى به، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري صباح 22 تشرين الثاني/نوفمبر في قصر بعبدا، فقال: “قرأت عن الاستقلال بالأمس، ولفت نظري شخصاً أشار إلى أن احتفالكم بالاستقلال أشبه بسيدة مُطلقة تحتفل بعيد زواجها صحيح، ولكن لا ننسى أن قبل طلاقها لو بقيت على تفاهم الزواج لما وصلت إلى الطلاق”.
تصريحٌ ترافق مع موجة من الانتقادات، فشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة على ميقاتي معتبرين أنه يعكس ذكوريةً مطلقة وإهانة للنساء.

نجيب ميقاتي

هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ميقاتي النساء في خطاباته، فسبق أن قال: “وقت ينقال المرأة بس سطر و نص بالبيان الوزاري. كلا أنا بالنسبة لإلي المرأة كلمة واحدة. المرأة هي الحياة. المرأة هي الأم والزوجة والأخت والبنت والحفيدة. المرأة هي كل شيء”.

كما أضاف: “المرأة موجودة في قلب كل واحد منا، ونحنا بدنا نمكّنها”، في تصريحٍ يعكس مدى تجذر المفاهيم الذكورية واعتبار النساء تابعات.


كما أن ميقاتي ليس السياسي الوحيد في هذه السلطة الفاسدة الأبوية التي تتحدث عن النساء بأسلوبٍ مهين. فسجلها حافل بالتصريحات الذكورية، التي لطالما أتحفونا بها من باب الفكاهة التسخيفية لقضايا النساء في ظل تنامي مظاهر التعنيف.

وئام وهاب

ومن ضمن هذه الأمثلة لا يمكننا أن ننسى السقطة الأخلاقية والدبلوماسية التي وقع بها رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني وئام وهاب حين قال: “إذا كان هذا البلد بلد دعارة، خبرونا بدنا نجيب 100 ألف وحدة حلوة من روسيا وأوكرانيا”.

تصريحٌ ينتهك الكرامة الإنسانية بشكلٍ عام، والنساء على وجه الخصوص، أثار غضب الجاليات الأوكرانية التي اعتبرت أن وهاب أهان مواطنيها. كما طالبت السفارة الأوكرانية في لبنان بالاعتذار العلني. بدورها، استنكرت بينما استنكرت السفارة الروسية في بيروت بشدة كلام وهاب، وطالبت الخارجية اللبنانية بإصدار موقفٍ واضح يُدين ما ذكره من عباراتٍ بعيدةٍ عن أخلاقيات الشعب اللبناني، على حد تعبيرها.

جبران باسيل
وكان أيضاً لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل تصريح شبه به لبنان بـ”امرأة حلوة بس مبخوش وجهها”، في مقاربةٍ سطحية ترسم معايير نمطية مرفوضة بحق النساء.
ولم يسلم وزير الإعلام جورج قرداحي من الإدلاء بسقطةٍ ذكورية من باب “الفكاهة”، فقال: “أنا حنون بس مع الصبايا”.

جورج قرداحي
وفي تصريحٍ ذكوري من العيار الثقيل، ينطوي على ترسبات النظرة المجتمعية المهينة للنساء والفتيات، أدلى الوزير اللبناني السابق رشيد درباس بتصريح شبّه خلاله الدعوى القضائية “إذا فقدت سريتها بالبنت البكر التي فقدت بكارتها”!

رشيد درباس

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد