إهانات وضرب وتجويع.. الطفلة الأسيرة نفوذ حماد تفضح انتهاكات السجون الإسرائيلية

غردت منظمة العفو الدولية أمس على حسابها الرسمي خبراً وصفته بـ”الجيد”، يفيد بأن العدو الإسرائيلي يحظر الممارسة القاسية والمدمرة لـ “علاج التحويل“.انسانيةٌ زائفةٌ طبّلت لها المنظمة، في حين تفضح الأسيرات الفلسطينيات بشكلٍ مستمرٍ أبشع وسائل التعذيب الممارس ضدهن في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي العنصري.

في هذا السياق، روت الطفلة الفلسطينية الأسيرة نفوذ حماد (١٥ عاماً) ، الموقوفة منذ أشهر في السجون الإسرائيلي من دون إصدار حكم بحقها، تفاصيل الاعتداء الوحشي الذي يمارس عليها وسط تمعن الاحتلال في انتهاك كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حقوق الطفل.

وكشفت الأسيرة القاصرة، وهي من سكّان حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، لمحامية “هيئة الأسرى” حنان الخطيب عن ما تتعرض له من تنكيلٍ واعتداءٍ وحشي ومعاملة مهينة منذ اعتقالها وخلال استجوابها داخل سجون الاحتلال.

وفي تفاصيل الاعتقال التعسفي والفجائي الذي يشبه مشاهد من أفلام تروي تفاصيل عن المحرقة اليهودية والحكم النازي، قالت نفوذ للمحامية إنه “بتاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر 2021 كنت بالمدرسة بالحصة الأولى عندما دخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدرسة بنات الروضة الحديثة الثانوية، وبدأوا تفتيش الطالبات. وعندما أوقف الجنود عدة طالبات بجانب الحائط لتفتيشهن، أمروا جميع الطالبات والمعلمات والعاملين/ات في المدرسة بالخروج إلى الساحة وأوقفوا الجميع على شكل طوابير وتم فصل الطالبات اللواتي تم تفتيشهن”.

وأضافت “عندما وصل دوري بالتفتيش سألوني عن اسمي أنا وصديقتي إسراء غتيت، ومن ثم اقتادوني جانباً، عندها طلبت أن ترافقني معلمة فرفضوا ذلك، وطلبت أيضاً أن ترافقني أختي التي تكبرني بسنة، رفضوا أيضاً. بعدها أخذوني إلى جانب مكتب المديرة وقيدوا يديّ للخلف بالأصفاد الحديدية وأحاط بي 5 جنود، وكانوا يسألوني ويصرخون في وجهي ويشتمونني بكلام بذيء جدًّا”.

عن لا إنسانية الاحتلال: إهانة طفلة وضربها وتجويعها

وتابعت الطفلة شرحها عن المعاملة اللا إنسانية التي واجهتها منذ اعتقالها، قائلةً:  “أدخلوني بعدها لإحدى غرف المدرسة مع مجندتين قمن بتفتيشي وصادروا هاتفي وأعادوا تقييدي بالقيود الحديدية للخلف، وعصّبوا عيني بكمامة وأنزلوني على درج المدرسة، وحينها طلبت مرة أخرى مرافقة أختي أو معلمتي فرفضوا ذلك، وقاموا بالصراخ في وجهي وأمروني بالسكوت، وزجّوا بي داخل سيارة عادية وكنت محاطة بجنود الاحتلال من جميع الجهات، ويداي مقيدتان للخلف ومعصوبة العينين بكمامة”.

وأكملت نفوذ “تم اقتيادي فيما بعد لمركز تحقيق المسكوبية، وتم استجوابي من قبل 6 أو 7 محققين، أحدهم كان يصرخ بوجهي ويشتمني بألفاظ نابية، وقام محقق آخر بضربي على وجهي بعنف فاصطدم رأسي بالحائط من شدة اللكمة”.

وتابعت “كما قام بركلي على خاصرتي وشد شعري، ولم يتوقف عن الصراخ في وجهي وتهديدي باحتجازي داخل الزنازين لفترة طويلة وحرماني من رؤية أهلي، ومن ثم نقلوني إلى زنزانة أخرى، وهناك قام محقق آخر برمي كرسي تجاهي، وتهديدي بهدم بيتي واعتقال والديّ”.

وأردفت “نقلوني بعدها إلى قسم المعبار في الشارون أنا وصديقتي إسراء ومنعونا من الكلام، وكانت الساعة 12:30 بعد منتصف الليل تقريبًا، وحوالي الساعة 2:30  بعد منتصف الليل أيقظونا ليأخذونا إلى مركز تحقيق المسكوبية مرة أخرى، وبقينا على هذا الحال حوالي 10 أيام متتالية، حيث لم نكن ننام سوى ساعتين، عدا ظروف النقل القاسية داخل ما يسمى عربة البوسطة، فالكراسي حديدية وباردة جدّاً”.

وذكرت القاصرة أن “ظروف الزنازين في معبار الشارون صعبة للغاية، فالنافذة كبيرة ومفتوحة بشكل دائم. طلبنا من السجانين إغلاقها عدة مرات لكنهم رفضوا، ولم يحضروا لنا طعاما أول يومين، وفي إحدى المرات طلبنا ماء فأحضروا لنا ثلجاً وكانوا يماطلون جدّاً بإحضار وجبات الطعام”.

وتابعت “إضافة إلى ذلك، فإن الأغطية التي توفرها إدارة السجن عبارة عن شرشف خفيف والفرشة جلدية ولا يوجد وسادة ورائحتهم كريهة، والزنزانة قذرة جدّاً ويوجد على جدرانها صراصير وحشرات، وأول يومين لم يكن هناك مياه ساخنة، وبعد حوالي 5 أيام استطاع أهلي إدخال ملابس لي ولكن السجّانين تعمّدوا احتجاز الأغراض لأيام أخرى قبل إدخالها لنا حيث كنا ننام ونستيقظ بنفس الملابس وكنت بالزي الرسمي للمدرسة وبعد حوالي 6 أيام استطعنا تبديل ملابسنا”.

“بقيت بالزي المدرسي 6 أيام، ونقلوني إلى زنزانة انفرادية”

وأكملت “بعد حوالي أسبوعين تم إطلاق سراح صديقتي إسراء من المحكمة بكفالة مالية وبقيت لوحدي بالغرفة مدة يوم، بعدها أحضروا الأسيرة عبيدة الحروب وحينها طلبت من السجانين إحضار شامبو وفرشاة أسنان، وعندها دخلت سجانة اسمها نعمة إلى سجن الشارون وبدأت بضربي والصراخ في وجهي، فقلت لها إنني لا أفهم العبرية فانهالت علي ضربًا فسألتها عن سبب ضربها لي، فأنا أطلب شامبو وفرشاة أسنان فقط، ولكنها استمرت بالضرب دون توقف، وكان هناك سجانون آخرون صرخوا في وجهي وشتموني بألفاظ بذيئة”.

وتابعت “بعدها قيّدوني ونقلوني إلى زنزانة انفرادية وبقيت فيها لمدة 4 ساعات، وفيما بعد اقتادوني لزنزانة أخرى بجانب قسم السجناء الجنائيين، ومن ثم استجوبوني مرة أخرى بسبب المشكلة التي حصلت بيني وبين السجانة، ومكثت عدة أيام بالشارون وبعدها نقلت إلى قسم الأسيرات بمعتقل الدامون حيث أقبع الآن”.

وعلقت هيئة شؤن الأسرى، أن سلطات الاحتلال تمعن في انتهاك كافة المواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على احترام حقوق الطفل، وترتكب بشكل يومي انتهاكات وأساليب تعذيب ومعاملة حاطة للكرامة بحق أطفال فلسطين سواء عند اعتقالهم أو أثناء احتجازهم داخل السجون، وهذا ما يشكل وصمة عار في حق المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية التي تعجز عن توفير الحماية لأطفال فلسطين المستهدفين.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد