عن إلهام أم ليلى رستم ووقوفها في وجه التشريعات والقوانين

"بنتي قاصر ما بدي زوّجها"

“أين أخذت مني بنتي؟ ابنتي ما زالت صغيرة، قاصر.. وأنا حرة، لا أريد تزويجها”. هذا النداء أطلقته لاجئة سورية حرة بعد خطف طفلتها ليلى رستم.

أطلقت صرختها المدوّية في وجه متاريس التشريعات، والقوانين الداعمة لتزويج الطفلات.

ففي مقطعٍ مصورٍ، نشرته “صفحة تجمع اللاجئين السوريين في لبنان” على فيسبوك، ناشدت الأم الدولة اللبنانية، ان تعيد إليها طفلتها ليلى (14 عاماً)، بعد خطفها من قبل شخص تقدّم للزواج منها.

أم ملهمة.. شجاعتها مكّنتها من إعادة طفلتها وحمايتها من التزويج المبكر

تزويج الطفلات

وأكدت أم ليلى أنها رفضت تزويج طفلتها “بسبب صغر سنها، وكبر سن العريس”.

وقالت: “بعد رفضي بعدة أيام، اختفت ابنتي. وتواصل معي الشاب، ليخبرني بأنها موجودة عنده، وأنه يحبها وسيتزوجها”!

ولفتت إلى أنها سرعان ما “لجأت إلى المنظمات لحماية ليلى من تزويجها، وتقدمت ببلاغٍ باختطافها إلى الشرطة، وطالبت بإعادتها بأسرع وقت”.

موقف الأم الملهم والشجاع، الذي يكاد يعتبر استثنائياً، في ظل الأعراف، والقوانين، والتشريعات الأبوية المباركة لتزويج الطفلات، مكّنها من إيصال صوتها إلى الجهات المعنية.

ففي اتصالٍ خاص لـ”شريكة ولكن”، أكد مصدر أمني إعادة ليلى إلى والدتها، وفتح محضرٍ بالحادثة.

لولا مناشدة الأم لكانت الطفلة ليلى “زوجة” بمباركةٍ شرعيةٍ وقانونيةٍ

الملفت هو أنه لولا شجاعة الأم، ورفضها تزويج طفلتها في سنٍ مبكرة، لما كانت القاصر محمية اليوم من مخاطر هذه الآفة المتفشية، سواء في المجتمع اللبناني أو السوري.

كما أنه لولا مناشدتها لحماية ابنتها، لكانت الطفلة اليوم ضحيةً لهذه القوانين، ولتمّ تسجيلها “زوجة” بمباركةٍ شرعيةٍ وقانونية.

فالقوانين في لبنان، التي لجأت إليها أم ليلى مع ابنتها، ليست فقط عاجزة عن حماية القاصرات، بل تساهم أيضاً في جعلهن ضحايا للتزويج المبكر، وما ينتج عنه من مخاطر وسلبيات.

إذ لا يوجد في لبنان قانون يحظر هذه الظاهرة، بل تتيح جميع قوانين الأحوال الشخصية الطائفية، عند مختلف المذاهب، تزويج الطفلات/ الأطفال.

سن الزواج لدى الطوائف

وتتفاقم هذه الآفة، ويتعمق تجذّرها في مجتمعنا اللبناني، كنتيجةٍ حتميةٍ لتشريعها دينياً وقانونياً.

لهذه الأسباب، تنشط منظماتٍ حقوقيةٍ في لبنان لمناهضتها، وخلق بيئة رافضة لاستمرارها، والمطالبة برفع سن الزواج وتحديده بـ18 عاماً.

وأطلقت بعض المنظمات مبادراتٍ في سبيل الضغط على الجهات المؤثرة، السياسية، والدينية والقانونية، للحد منها.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Sharika Wa Laken (@sharikawalaken)

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد