الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 7 آلاف .. من بينهن 164 امرأة وفتاة
شهدت عمليات المقاومة خلال عام 2022 تصاعداً في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي لها، عبر مزيد من الاعتقالات.
حملات تهدف إلى تحقيق سياسة الردع والتخويف، ورفع فاتورة التصدي لسياساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني المحتل.
وأكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى والأسيرات، أن سلطات الاحتلال واصلت خلال عام 2022 من الاعتقالات التي باتت حدثاً يومياً ملازماً للفلسطينيين/ات.
إذ رصد المركز 7 آلاف حالة اعتقال، منذ بداية العام، من بينهن 164 امرأة وفتاة.
وفي تقرير في صحيفة دنيا الوطن الإلكترونية، أوضح الباحث ومدير مركز فلسطين لدراسات الأسرى/الأسيرات رياض الأشقر، أن الاعتقالات لم تتوقف على مدار الساعة خلال عام 2022″.
وأضاف إنه لا يكاد يمضي يوم، إلا وتُسجّل فيه حالات اعتقالات، وصل عددها في بعض الأيام إلى العشرات.
المعتقلات من النساء والفتيات
وفي ما يخص النساء والفتيات، وصلت حالات الاعتقال إلى 164 حالة، بينهن 6 أسيرات محررات.
منهن الأسيرة المحررة فلسطين فريد نجم، من نابلس، التي أمضت 8 سنوات في سجون الاحتلال.
ثم أعاد الاحتلال اعتقالها في آب/أغسطس 2022، وما تزال موقوفة حتى اليوم، بحسب المركز.
ولم تسلم الصحافة من انتهاكات الاحتلال، إذ اعتُقلت الصحافية والمحررة بشرى الطويل من البيرة لمدة 8 شهور إدارياً.
كما اعتُقلت الفتاة رغد الفنّي، من مدينة طولكرم على أحد الحواجز، وتم تحويلها إلى الاعتقال الإداري.
بينما لم يشفع المرض لبعض الأسيرات، فاعتُقلت المريضة أزهار عساف، من بلدة الجيب شمال غرب القدس.
إذ تعاني أزهار من مشاكل نفسية وعصبية، وضعف في السمع والنظر، وفاقمت ظروف العزل من أوضاعها الصحية القاسية.
كما اعتُقلت العديد من المرابطات، أبرزهن منتهى أمارة، وخديجة خويص، وهنادي الحلواني، ورائدة سعيد، ونفيسة خويص، وفاطمة خضر، والحاجة أم طارق داعور من مدينة عكا في الداخل.
وأبعدتهن عن المسجد الأقصى لفتراتٍ مختلفة، بينما تم استدعاء أخريات للتحقيق ووُجّهت لهن تهديدات لمنعهن من الرباط في المسجد الأقصى.
وبحسب ما ذكر المركز أيضاً، اعتقلت عناصر إدارة سجن ريمون الفتاة أسيل الطيطي (23 عاماً)، من سكان نابلس.
وجرى اعتقالها خلال زيارة شقيقها الأسير سبع الطيطي في سجن رامون، وادعى الاحتلال أنها طعنت مجندة وأصابتها بجروح.
كما اعتقلت عدداً من القاصرات بينهن الطفلة جنين سلمان (14 عاماً)، من مدينة النقب.
والطفلة حلا سرور (16 عاماً) من رام الله، خلال زيارتها لشقيقها الأسير خالد في سجن ايشل.
ثم أطلق سراحها بعد اعتقال استمر 15 يوماً.
والطفلة جنات زيدات (16 عاماً) من الخليل، بعد توقيفها على حاجز أبو الريش، وأُفرج عنها بعد 16 يوماً من الاعتقال.
اعتقالات على خلفية التعبير عن الرأي
وكشف الأشقر، أن الاحتلال صعّد خلال عام 2022 من سياسة الاعتقال على خلفية التعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً فيسبوك.
فاعتقل ما يزيد عن 410 مواطناً/ة، بذريعة التحريض على الاحتلال، وصدرت أحكام بحق بعضهن/م لفتراتٍ مختلفة.
بينما آخرين/أخريات تم تحويلهن/م إلى “الاعتقال الإداري” من دون محاكمة.
واشترطت على غالبيتهم/ن قبل إطلاق سراحهن/م الامتناع عن استخدام فيسبوك، لفتراتٍ تصل إلى عدة أشهر، لمنعهن/م من التعبير عن الرأي.
كانت من ضمنهن الصحافية المقدسية لمى غوشه، التي اعتُقلت بتهمة التحريض، بزعم نشر صورة الشهيد إبراهيم النابلسي على فيسبوك، مع صور مقاومين/ات وشهداء وشهيدات من العدوان الأخير على قطاع غزة.
وأُفرج عنها بعد 10 أيام من الاعتقال في ظروفٍ قاسية، شملت شرط الحبس المنزلي المفتوح، ومنعها من استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي.
اضطهاد الاحتلال يطال الأطفال والطفلات
ولم تفلت/يفلت الأطفال والطفلات من اضطهاد الاحتلال وحملات اعتقالاته.
فأشار الأشقر، إلى أن “الاحتلال واصل استهداف الأطفال والطفلات القاصرين/ات بالاعتقال والاستدعاء وفرض الأحكام القاسية. وفرضت عليهن/م غرامات مالية باهظة”.
إذ شملت الاعتقالات 865 من الأطفال والطفلات القاصرين/ات، منهن/م 142 طفل/ة لم تتجاوز أعمارهم/ن الثانية عشر.
وبعضهن/م لا تتجاوز أعمارهم/ن 9 سنوات فقط.
بينما جرى الافراج عن غالبية من اعُتقل/ت بعد التحقيق أو الاعتقال لفتراتٍ قصيرة، الذين/اللواتي تعرضوا/ن جميعاً للتنكيل والتعذيب والإهانة.
بينما فرضت محاكم الاحتلال غرامات مالية على الأطفال والطفلات، بلغت نحو 140 ألف دولار، خلال العام.
وتهدف هذه الغرامات إلى استنزاف ذويهن/م مادياً، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد.
أما عن شهداء الحركة الأسيرة، فأوضح المركز أنه “خلال عام 2022 ارتفعت قائمة شهداء وشهيدات الحركة الأسيرة، إلى 232 شهيداً/ة”.
كانت من بينهن الأسيرة المسنة، سعدية سالم فرج الله (65 عاماً)، من بلدة اذنا قضاء الخليل.
إذ استشهدت سعدية في سجن الدامون، بعد وقتٍ قصير من إصابتها بجلطةٍ قلبيةٍ حادة خلال وجودها في ساحة الفورة.
وقد توفيت نتيجة تراكم تردي وضعها الصحي، بسبب سياسة الإهمال الطبي المتعمّد.
لماذا التركيز على المقدسيين/ات؟
وأكد الأشقر أن “الاحتلال يستخدم سياسة الاعتقالات المكثفة في القدس كعقاب جماعي لاستنزاف المقدسيين/ات، وردعهم/ن عن الدفاع عن المدينة المقدسة، والتصدي للاقتحامات المتصاعدة للمسجد الأقصى”.
وكشف أن سلطات الاحتلال صعّدت بشكلٍ خطير جداً من الاعتقالات بحق المقدسيين/ات، التي تأتي ضمن الاستهداف المباشر للوجود الفلسطيني والمكانة التاريخية والدينية للمدينة المقدسة”.
وذكر أن المركز “رصد ما يزيد عن 2990 حالة اعتقال خلال عام 2022، طالت كافة فئات المجتمع المقدسي، مع التركيز على فئة الأطفال والطفلات.
وهي تشكل نسبة 44% من إجمالي الاعتقالات، في كافة المناطق الفلسطينية.
وأصدرت سلطات الاحتلال مئات قرارات الإبعاد عن المسجد الأقصى، والشوارع والبلدات المحيطة به.
كما أصدرت المئات من قرارات الحبس المنزلي بحق المقدسيين/ات، وغرامات مالية باهظة.
وأكد الأشقر أن “محاكم الاحتلال الصورية، وبتعليمات من المخابرات، صعدت بشكل كبير خلال عام 2022 من إصدار الأوامر الادارية بحق الاسرى/السيرات”.
وأشار إلى أن التقرير رصد 2340 قراراً إدارياً خلال العام، ما بين جديد وتجديد، من بينها 1239 قرار تجديد اعتقال إداري لفتراتٍ إضافية تمتد من شهرين إلى 6 شهور.
ووصلت إلى 5 مرات لبعض الأسرى، بينما صدر 1101 قرار إداري، بحق أسرى/أسيرات للمرة الأولى.
ومعظمهم/ن أسرى وأسيرات محررين/ات أعيد اعتقالهم/ن، بينهم/ن نساء وأطفال وطفلات ونواب في المجلس التشريعي، وقادة العمل الوطني.