“بالسحل والإجبار”.. حكومة غزة تحاول إعادة وسام وفاطمة الطويل بالقوة إلى معنفهما

لا تزال الشقيقتان الفلسطينيتان وسام وفاطمة الطويل تواجهان تهديدات والدهما عماد العاصي، وتواطؤ المجتمع والحكومة والمنظمات بمفردهما.

فـ”بيت الأمان” الذي لجأن إليه، الذي يفترض أن يحميهما من العنف المتربص بهما، تحوّل اليوم إلى مصدر تهديدٍ جديدٍ.

وسام  الطويل لـ”شريكة ولكن”:

“أطالب بمحاسبة الحكومة على محاولة إعادتنا إلى معنفنا رغماً عنّا!”

وكشفت وسام، في حوارٍ مع “شريكة ولكن”، أن القيّمين/ات على بين الأمان “مارسوا/ن علي وعلى أختي الضغط لإعادتنا إلى معنفنا رغماً عنّا”.

وطالبت وسام التي هربت مجدداً مع شقيقتها “بطريقة انتحارية قبل أن يتم تسليمنا إليه”، على حد تعبيرها، بـ”محاسبة المتورطين بالضغط عليهما لإجبارهما على الخروج من بيت الأمان وإعادتهما إلى معنّفهما، لا سيما الحكومة. إذ تم إبلاغنا أن قرار إعادتنا هو قرار حكومي”.

وناشدت كل الجهات المعنية “من منظمات دولية وأمم متحدة، وأي جهة تستطيع تأمين الحماية لنا، أن تساعدنا على الخروج من غزة، تحت حماية دولية”.

وشددت على ضرورة خروجهما “بأسرع وقت، قبل أن يجدوننا ويسلموننا إلى المعنف مجدداً”.

وأملت “انتهاء هذا الكابوس الذي رافقنا لما يزيد عن 3 أشهر، وما ترافق معه من حفلات جنون ونظريات مؤامرة وأمور لا أساس لها من الصحة”.

“ستغادرا بيت الأمان لو بالسحل والإجبار”!

وظهرت وسام في فيديو مصور، وبدت على وجهها علامات الإرهاب والتعب، بعد 98 يوماً من مقاومة التهديد والمطاردة والتواطؤ.

تحدثت خلاله عن “فقدان الثقة بالحصول على الأمان من كل الجهات داخل غزة”، خصوصاً بعد محاولة إعادتهما تحت التهديد والقوة إلى والدهما المعنف.

كما نشرت عبر فيسبوك بيان، كشفت فيه عن تعرضها وشقيتها فاطمة لـ”السحل” داخل بيت الأمان، أثناء محاولة إخراجهما.

وأفادت بتعرضهما لـ”المساومة بالقوة وبطرق مؤذية على حقنا الأساسي بالأمان والحياة الكريمة”.

وقالت إن ما تعرضتا له هو “هجوم وضغط واستنزاف ممنهج، وصل حد الجنون المطلق”.

وأكدت أن وجودهما في غزة “ما هو إلا خطر دائم، خصوصاً مع تصعيد القضية والتدخلات من جميع اللجان والحكومة”.

وأشارت إلى أنهما لا تشعران بالأمان في غزة “سواء في بيت والدي، أو في بيوت الأمان أو بيوت الآخرين”.

وأوضحت أنه تم “تهديدنا بإحضار قوة من الشرطة النسائية لإخراجنا من بيت الأمان بالقوة”.

ولفتت إلى أنهم بالفعل “أحضروا شرطة بيت الأمان، وحاولوا أخذ هواتفنا المحمولة، وجعل المحافظ يقتحم غرفتنا لمنع أي محاولة اتصالٍ خارجية”.

وأضافت: “اختبأنا في الحمام، قمنا بالصراخ وطلب النجدة. إلا أنهم أخبرونا حرفياً بأن قرار عودتنا أصبح قراراً حكومياً، وستغادران حتى لو بالسحل والإجبار”!

وختمت وسام بيانها: “ما أكتبه الآن ربما توثيق أخير لما عشناه، نحن نفقد أنفسنا كل يوم. نريد منكم إيصال رسالتنا ومساعدتنا بالهروب من هذا البيت، نحن في سجن من صنع والدي، والقادم خلال أيام تسليمنا له من دون قيدٍ أو شرط”.

حملة “أنقذوا وسام وفاطمة” مستمرة

“إلى متى يستمر مسلسل الإرهاب الذكوري؟”

في سياقٍ متصل، لا يزال وسم #انقذوا_وسام_وفاطمة” متداولاً على مواقع التواصل الاجتماعي، للمطالبة بحماية الفتاتين، وإبعادهما عن معنفهما.

وأعرب/ت ناشطون/ات عن غضبهم/ن من موقف حكومة غزة التي قررت تسليم الفتاتين إلى والدهما، وإعادتهما إلى دائرة الخطر.

ووصفت إحدى الناشطات، عبر تويتر، ما تتعرض له وسام وفاطمة الطويل بـ”استمرار مسلسل الإرهاب والاستعباد”.

ونددت بمحاولة “إعادتهن إلى والدهن المعنف من قبل الحكومة”.

وتساءلت “إلى متى يستمر الصمت أمام كل هذه الانتهاكات؟ وإلى متى تبقى حياتنا ومصيرنا رهينة قرارات الذكور؟!”

في حين انتقدت مغرّدة أخرى “طرد وسام وفاطمة بالقوة من بيت الأمان”.

إذ يفترض أن بيوت الأمان هي “المكان الوحيد الذي تلجأ إليه الفتيات والنساء طلباً للأمان، وتوخياً للتعرض للأذى من أهلهن أو أي طرف آخر”.

وأضافت: “إنهما تحت خطرٍ كبير، وهما بحاجة لكل الدعم منّا جميعاً”.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد