إسقاط تهمة التجسّس عن السبّاحة السورية والناشطة الإغاثية سارة مارديني

أعلنت محكمة يونانية إلغاء تهم التجسّس بحق 24 عاملاً/ةً إنسانياً/ةً في جزيرة ليسبوس اليونانية، من بينهن/م اللاجئة السورية سارة مارديني، في 13 كانون الثاني/يناير الجاري.

وأوضحت محكمة ميتيليني، مركز الجزيرة اليونانية، أنّها “اتخذت هذا القرار لوجود أخطاء إجرائيّة، لا سيما عدم توفير ترجمة للائحة الاتهام للمتهمين/ات الأجانب. وجميعهن/م متطوّعون/ات سابقون/ات يقدمون/ن المساعدة للمهاجرين/ات”.

إلا أن التحقيق في آليةٍ قضائيةٍ منفصلة، تستهدف هؤلاء العاملين/ات الإنسانيين/ات بتهم تهريب مهاجرين/ات، لا تزال متواصلة.

وسارة مارديني لجأت إلى أوروبا عبر قوارب الموت. ثم انتسبت إلى فرقة تطوعية يونانية لإنقاذ مهاجرين/ات في بحر إيجة.

سارة مارديني

رحلة اللجوء

تصدّر اسم سارة مارديني عناوين الصحف العالمية، ونشرات الأخبار لمراتٍ عديدة.

كانت المرة الأولى حين وصلت إلى أوروبا سباحةً، هرباً من الحرب مع شقيقتها البطلة الأولمبية يسرى، عام 2015.

إذ هربت الشقيقتان من تركيا إلى اليونان، عبر قوارب الموت.

كانتا على متن قاربٍ مطاطيٍ يحمل 20 شخصاً، معظمهن/م يجهل السباحة، حين قفزتا ومعهما 3 سبّاحين آخرين تفادياً لغرقه.

وتمسك/ت السباحات/ون بالحبال المتدلية من القارب لمدة 3 ساعات، حتى وصلن/وا إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.

وعند وصولهما إلى الجزيرة، تابعتا رحلةً برية طويلة إلى النمسا، ثم إلى ألمانيا.

وكانت المرة الثانية حين اعتُقلت سارة بتهمة الاتجار بالبشر، بعد عودتها إلى اليونان وانتسابها كمتطوعة في منظمة إغاثة لإنقاذ اللاجئين/ ات قبالة السواحل اليونانية.

فهما من ألمع نجوم/نجمات السباحة في سوريا قبل أن تختارا اللجوء إلى ألمانيا، بحثاً عن الاستقرار والمستقبل الآمن.

كما ألهمت الشقيقتان فيلماً روائيا بثته منصة “نتفليكس” عام 2022، حمل عنوان “السباحتان”.

فيلم السباحتان

تنديد دولي بالمحاكمة “المهزلة”

أثارت هذه المحاكمة جدلاً واسعاً، ولاقت تنديداً من قبل المنظمات الدولية، التي وصفتها بـ”المهزلة”.

فقد عرّضتها خدمتها التطوعية لإنقاذ اللاجئين/ ات قبالة السواحل للمحاكمة، بتهمة المساعدة على الهجرة غير الشرعية وغسيل الأموال والتجسس.

وهي تهم قد تصل عقوبتها إلى نحو 25 عاماً.

وعام 2018 أُودعت في الحبس الاحتياطي نحو 100 يوم، ثم أُفرج عنها بكفالة وغادرت اليونان.

وعند انطلاق المحاكمة عام 2021، عبّرت سارة في تصريحٍ صحفي عن صدمتها.

فقالت: “لم أتوقع أن يكون ثمن اختياري للعمل الإنساني هو وصولي إلى هذه المرحلة والاتهامات الكبيرة جداً”.

وأضافت: “حين اخترتُ مجال الإنقاذ البحري، علمت أنني سأواجه مصاعب، لأنني سأقف إلى جانب أشخاص مضطهدين/ات في وجه جهاتٍ أقوى. لكن لم أتوقع أن تصل إلى هذه الدرجة، أي مواجهة السجن لسنواتٍ طويلة واتهامات بهذا الحجم”.

يسرى وسارة مارديني

من جهتها، اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المحاكمة أن “هذا النوع من المحاكمات مقلق جداً لأنه يُجرّم الأفعال التي تنقذ حياة الناس، ويولّد سابقة خطيرة”.

في حين ندد البرلمان الأوروبي بالمحاكمة، ووصفها بـ”أكبر قضية تجريم للتضامن في أوروبا”.

كما طالبت منظمة العفو الدولية بإسقاط جميع التهم، واصفةً المحاكمة بـ”المهزلة”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد