“تغنيج” المجرم وتهديد أهالي الضحايا .. ما جديد محاكمة سفاحَي “جريمة أنصار”؟
بعد تأجيل محكمة جنايات بيروت لمحاكمة سفّاحَي جريمة أنصار “بطريقةٍ استعلائية”، أمر رئيس المحكمة سامي صدقي بتحويل المجرم حسين فياض إلى الطبيب النفسي، وإرجاء المحكمة مجدداً إلى شهر أيار/مايو المقبل.
وينتظر أهالي ضحايا جريمة أنصار تحقيق العدالة لأرواح كل من باسمة عباس، وبناتها ريما وتالا ومنال صفاوي، في ظلّ تباطؤٍ قضائي لا يراعي خصوصية الفاجعة.
إذ سبق أن أرجأت المحكمة جلسة محاكمة القاتلين حسين فياض وحسن الغناش، للمرة الثانية، من 18 كانون الثاني/يناير الماضي إلى 6 آذار/مارس الجاري.
وكانت أرجأتها سابقاً لمدة شهرين بسبب غياب الهيئة القضائية والاعتكاف القضائي.
بعد انتظار سنة لإحقاق العدالة لأرواح ضحايا “جريمة أنصار”
تحويل المجرم حسين فياض إلى طبيب نفسي
تقدم الوكلاء القانونيون للمجرم حسين فياض بطلب عرض الأخير على طبيب نفسي، سعياً للحصول على أعذار تخفيفية له.
لاقى الطلب تجاوباً سريعاً من القاضي سامي صدقي، الذي أكد قبول الطلب، وتأجيل المحاكمة إلى شهر أيار/مايو المقبل.
في هذا السياق، اعتبر وكيل الضحايا القانوني، المحامي ماهر جابر، أن “هذا التأجيل هو تأكيد على استهتار وعدم جدّية القضاء”.
وأكد “تفهّم الإجراءات القانونية“، لكنه قال إن “ما يدعو للقلق هو تأجيل الجلسة لمدة شهرين، في ظل مماطلاتٍ وتأجيلاتٍ متكررة”. كما اعتبر هذا الأمر “معيباً”.
ووصفه بالـ”استهتار بتحقيق العدالة للضحايا، إذ كان يمكن التأجيل لمدة أيام أو أسبوع، لمتابعة هذا الطلب”.
وأَسِف لكون القاضي “أخذ بالحالة النفسية للقاتل، وضرب مشاعر أهالي الضحايا بعرض الحائط”.
أمر بتوقيف الخالة والأب لاعتراضهما على الظلم!
حضر الجلسة، التي عُقدت بعد مرور عام على الجريمة، مجموعة من أهالي الضحايا.
بعد إعلان القاضي قراره، أعربن/وا عن رفضهن/م للتأجيل، ولمحاولة إيجاد أسباب تخفيفية للمجرم حسين فياض، من بوابة “الحالة النفسية”.
في هذا السياق، أشار المحامي ماهر جابر إلى أن “والد الضحايا اعترض على مدة التأجيل”.
“القاضي غنّج المجرم، وهدد الضحايا”!
وقال إنه “قد يكون والد الضحايا وخالتهن انفعلا قليلاً”، إلا أن “هذا أمر طبيعي، فهما مفجوعان، وينتظران تحقيق عدالة تأجلت مراراً”.
وأكد أن القاضي أمر بـ”توقيف كل من والد الفتيات الـ3 ريما وتالا ومنال صفاوي، زكريا صفاوي، وخالتهن، شقيقة والدتهن الضحية باسمة عباس، أمل عباس، بسبب ردة فعلهما على القرار”.
وعلّق قائلاً: “القاضي غنّج المجرم، وهدد الضحايا”!
بينما أشار إلى أنه تم إنزالهما للتوقيف. إلا أنهما خرجا بعد حدوث تدخلات.
القاضي تهجم على والد الضحايا .. “جيبولي ياه لهون”!
من ناحيته، أشار باسم عباس، خال الضحايا وشقيق باسمة، إلى أن القاضي “تهجّم على والد الضحايا، وحمل جهاز الميكروفون في وجهه، قاصداً تهديده بالضرب”.
وأضاف أنه طلب من العناصر الأمنية إحضاره: “جيبولي ياه لقلكن”، بنيّة التهديد.
واستغرب الأخ والخال المفجوع من “استهتار القضاء”. واعتبر أن التجاوب مع طلب وكيل المجرم “هو لعب على الوقت”.
ورأى أنه “كان بالإمكان أن يرد القاضي الطلب، فجميع الأدلة أثبتت أن المجرم خطط ونفذ وحاول إخفاء معالم الجريمة، بكامل إرادته وقواه العقلية”.
وقال إنه “بدلاً من أن يتم التعاطي مع جريمة بهذا الحجم، مُنح القاتل فرصةً للتبرير له، وإيجاد أحكام تخفيفية”.
وأضاف: “هذه استهانة بأرواح الضحايا وظلم جديد واقع في حقهن، وللأسف من بوابة القضاء”.
وشدد على أن هذه الجريمة “متكاملة الأركان، نُفذت عن سابق إصرار وتصميم”.