الهرشة السابعة.. ضد التنميط ومعه في آنٍ واحد

على غرار الفيلم الأميركي الحائز على الأوسكار (قصة زواج – Marriage Story)، تناول المسلسل الرمضاني “الهرشة السابعة” الشراكات داخل مؤسسة الزواج، والعلاقات الاجتماعية بوجهٍ عام.

بذات فريق عمل مسلسل “خلّي بالك من زيزي”، الذي تم عرضه في رمضان 2022، يستكمل المخرج الصاعد بقوة كريم الشناوي لمساته الإنسانية للشخصيات وتركيباتها المتداخلة في المنطقة الرمادية بين الجيد والسيء. فيقدم أعمالاً مريحة نفسياً وبصرياً بمشاركة ورشة كتابة السيناريست المصرية مريم نعوم والمعروفة بكتاباتها عن حيوات النساء وواقعهن في المجتمع المصري.

ربما تسببت هذه الراحة والبساطة في جعل المسلسل ضمن أكثر أعمال رمضان مشاهدة على منصة “شاهد”، إلى جانب الموسيقى والأغاني المميزة في الحلقات.

وبطريقة التركيز أو الزووم إن، يأخذنا “الهرشة السابعة” في رحلةٍ إنسانيةٍ لطيفة مع شخصياته الرئيسية والثانوية. إلا أن هذه الرحلة كانت أقرب لـ”فانتازيا” أو حلمٍ جميل ينتهي بانتهاء العرض. ونعود مرةً أخرى إلى واقعٍ شديد القبح والظلم، لاسيما في حق النساء.

برؤية قاصرة، قُدمت تعقيدات الشراكات العاطفية والجنسية بين الشخصيات على أنها خطأ مشترك. وبنفس القدر الذي نتمنى أن يكون ذلك فيه ليس حلمًا أو فيلماً خيالياً، يصفعنا الواقع على وجوهنا في كل مرة لم يُحاسب فيها رجلاً على أخطائه.

ضد تنميط الرجال، لكن مع تنميط النساء

بدأ المسلسل بتقديم صور مختلفة عن الرجال، يُعتقد أنها ضد التنميط والوصم الاجتماعي الناتج عن انتشار مفاهيم الرجولة السامة.

فالرجال في هذا العمل يعيدون النظر في أفعالهم، يراجعون أنفسهم، والأهم، يعتذرون ويتغيرون للأفضل.

يبكي الرجال على الشاشة ويشعرون بمشاعر تم تأنيثها وحصرها بالنساء وربطها بالضعف وقلة الحيلة. لكن، في المقابل، هناك مشاهد تعيد إنتاج التنميط في حق النساء.

فمثلاً، عندما يعرض “شريف” (علي قاسم) على “سلمى” (أسماء جلال) أن يعيشا معاً قبل الزواج، تتعرض إلى اللوم من “فيفي” (حنان سليمان) و”آدم” (محمد شاهين). ويُرجعا سبب طلب شريف إلى تساهل سلمى معه كامرأة.

أما “سلمى” نفسها، فهي معتادة على وصم نادين (أمينة خليل) بالدراما و”الأفورة” أي المبالغة. فكلما انفعلت نادين، تطلب منها سلمى الهدوء وعدم المبالغة، كما هو الحال مع كل النساء اللواتي يُعبّرن عن غضبهن في مجتمعاتنا.

وبالحديث عن “نادين”، فقد تم تنميط شخصيتها أنها تصدر أحكاماً على الناس، دون أن يكون ذلك واضحاً في الحلقات الأولى.

فجأة، نجد وصمة الأحكام محيطة بنادين من كل جانب، حتى أنها في الحلقات الأخيرة تشبعت بهذه الفكرة وبدأت في الدفاع المسبق عن نفسها.

تجاوز وصم شخصية نادين العمل نفسه إلى الجمهور. ففي الحلقات الأولى التي يحتويها آدم عند الانفعال، تم اتهامها بأنها زوجة “نكدية” و”عصبية”، دون نظر إلى حقها في التعبير عن مشاعرها.

تمامًا كما تم تخصيص مساحة تعبير عن المشاعر للرجال، لاقت ترحيب الجمهور. كما لو أن هناك درجة تسامح مع المشاعر التي يتم التعبير عنها: الهشاشة مرحب بها، والغضب غير مقبول.

تجاهل السياق.. من فقّاعةٍ إلى أخرى

بسبب التركيز المفرط على العلاقات والشراكات العاطفية، تجاهل صناع/صانعات العمل سياق تلك العلاقات التي لا تحدث أبداً بمعزلٍ عمّا يدور حولها، من مناخٍ سياسي أو اقتصادي أو وضع قانوني مؤسف.

وهذا يأتي ضمن التركيز على طبقةٍ اجتماعيةٍ واحدة من جهة. ومن جهةٍ أخرى، وبشكلٍ غير مقصود، حصر مشكلات الانفصال في طبقات مُفقرة.

فمثلاً عند انفصال أم نادين وأبيها، ورغم أن الأم لا تعمل ولا تملك منزلاً منفصلاً، إلا أننا لا نرى كيف تعاملت بعد الطلاق مع هذه الأمور الاقتصادية.

اكتفى طاقم العمل بالإشارة إلى تعويم الجنيه المصري أواخر عام 2016، دون أن يؤثر ذلك في الأوضاع الاقتصادية للشخصيات.

وفي فترة الرجوع بعد تفشي وباء الكوفيد 19، والتي أثرت اقتصادياً بالسلب على الجميع، بدأ آدم مشروعه ونجح في وقت قياسي!

كما غاب البُعد الاقتصادي عن طلاق نادين وآدم الذي تم بمنتهى السهولة والسلاسة، دون أن يقف أحدهما أمام الآخر في محكمة الأسرة. كتكرارٍ طبقي ممل لقصة الطلاق في مسلسل “البحث عن عُلا”.

كان رد فعل النساء على الإنترنت يخلط بين السخرية من هذه الرؤية الحالمة للطلاق. خصوصاً في بلد تفتقر قوانينه إلى أبسط قواعد المنطق في التعامل مع قضايا الأحوال الشخصية، وبين السخط على أوضاعهن الاقتصادية لأنهن لسن من الطبقات التي ينتهي فيها الطلاق بهذه الطريقة “المتحضرة”.

إلا أن ذلك ليس واقعياً. إذ أنه هناك وجه آخر للشريك/ة يظهر بفجاجة في البُعد الاقتصادي عند الطلاق مهما اختلفت الطبقة.

دراما “كومباوند بامتياز”..

لا تستطيع الكثيرات اللجوء إلى العلاج النفسي قبل وأثناء وبعد الطلاق بسبب ارتفاع أسعار الجلسات. ويجعل ذلك من التعافي أو حتى محاولات الإصلاح رفاهية تحتكرها الطبقات العليا.

ربما أراد فريق العمل أن يركّز على العلاقات الشخصية، لكن هذه العلاقات ليست فردية بنسبة مائة في المئة.

فهناك عوامل تؤثر عليها وعلى سلوكيات الشخصيات لم يُلمح لها فريق عمل “الهرشة السابعة” في كل قصص الطلاق المعروضة.

على العكس، تم تصوير كل المنفصلات/ين كشخصياتٍ ناضجة تعرف كيف تتعامل بعد الانفصال دون محاولات انتقامٍ أو نزاعٍ على مسكن أو نفقة، أو كسب الأطفال في صف أحدهما. بدايةً من نونّة (عايدة رياض) وزوجها، إلى نادين وآدم، وحتى هلال وماجي وشريف وإيما.

بل قامت شخصية نادين بوصم النساء اللواتي لا تسمح أوضاعهن الاقتصادية بطلب الطلاق في حالة الخيانة.

كما لو أنها تترفع طبقياً عن قبول الخيانة لأن وضعها الاقتصادي أفضل منهن، ودون أن يتم معالجة هذا الرأي درامياً بجملة تعاطف واحدة معهن.

لعل هذا المسلسل لا تدور أحداثه داخل “كومباوند”، أي مجمع سكني تسكنه طبقة اجتماعية معزولة عن محيطها، لكنه قدّم دراما “كومباوند” بامتياز.

 

تعتبر فيفي أن أوضاع النساء في بلد يعانين فيها من العنف داخل الأسرة، والقتل في الشوارع والجامعات، بجانب الغياب التام لآليات العدالة، هو الأمان الذي تهدده النسويات.

متى نُحاسب الرجال؟

برؤيةٍ قاصرة، قُدمت تعقيدات الشراكات العاطفية والجنسية بين الشخصيات على أنها خطأ مشترك. فلا يوجد شخصٌ مخطئ تماماً، ولا يوجد شخص على صواب دائماً.

وبنفس القدر الذي نتمنى أن يكون ذلك فيه ليس حلماً أو فيلماً خيالياً، يصفعنا الواقع على وجوهنا في كل مرة لم يُحاسب فيها رجلاً على أخطائه.

وبالمُحاسبة، لا نعني نظام العدالة الجنائية والقوانين وأروقة المحاكم الممتلئة بقضايا الأحوال الشخصية فحسب. بل نعني أن لا يتم تقديم أخطاء الرجال داخل العلاقات على أنها متساوية مع أخطاء النساء.

فمثلاً، في مشهد المصارحة بين آدم ونادين، تم إبراز مشاركته المحدودة في العبء الرعائي والمنزلي بأنه أمر يستحق الشكر والعرفان من زوجته.

وفي المقابل، تنقلب فجأة “الترابيزة”، أي الطاولة، عليها وتُلام على خيانته لها لأنها مُستهلكة في رعاية الأطفال!

فإن كانت نادين غير داعمة لزوجها، وهو مجرد افتراضٍ لأنه لم يكن داعماً لها أيضاً، فلا يوجد مبررٌ واحدٌ لمساواة هذا مع إلقاء آدم عبء الرعاية والعمل المنزلي بالكامل على أكتاف نادين. ثم السماح لنفسه بالانجذاب لامرأةٍ أخرى لا تعاني منزلياً ومهنياً، لأنها ببساطة غير متزوجة من شخص مثل آدم.

ثم يعود آدم لنادين كملاذٍ أخير، بعدما انفصلت عنه داليا (يارا عزمي). أي دون أن يبادر بنفسه إلى الانفصال رغبةً في العودة لنادين.

كذلك، لم تُحاسب سلمى شريف على عدم اخبارها بأنه لا يُريد الإنجاب. في حين تحتضنه في الحلقة الأخيرة عندما يُعلن استعداده للإنجاب.

في “الهرشة السابعة”.. النساء تابعات ولسن شريكات

تنتظر فيفي رد فعل آدم على زواجها بسلبية، دون أن تعبر ولو لمرةٍ واحدة أنه في حال رفض، فسيكون ذلك حقها وقرارها.

لو نظرنا إلى العمل بعينٍ نسوية، لرأينا أنه يحكي رحلات الرجال لاكتشاف أنفسهم. بينما تلعب النساء أدواراً ثانوية في هذه الرحلات.

النساء لسن شريكات في “الهرشة السابعة”، لكنهن مساحة مسلَّم بوجودها، يعود لها الرجال دائماً بعد مراجعة أنفسهم. مع استثناءٍ وحيدٍ لشخصية نونّة.

نحن بحاجة إلى مساءلة الرجال عن أدوارهم داخل الشراكات. وأن لا تكون هذه المساءلة محدودة بتوزيع الأدوار الاجتماعية داخل مؤسسة الزواج. فرغم أهميتها، لا بد من مطالبةٍ أوسع، كحدٍ أدنى لأسس الشراكة.

محاضرات وإعادة توجيه

لم يخلُ العمل من المباشرة المملة أحياناً. تمثلت في محاضراتٍ قصيرةٍ وطويلة، تتحدث فيها الشخصيات عمّا يجب فعله في العلاقات.

وكان أكثرها مللاً برنامج نادين الإذاعي. فمن خلال البرنامج، يتم تلقين الجمهور دروساً حياتية عن الزواج والشراكات.

ومنذ الحلقات الأولى، تتردد جملة مستفزة على لسان الشخصيات: (أنا مش بعمم/ مينفعش نعمم/ إلخ)، خاصة عند الحديث عن الرجال.

في حلقة فيفي مع نادين، تقوم الأولى بدور المصلحة الاجتماعية ذات النظرة الثاقبة. تنتقد النساء اللواتي يدعمن نساء أخريات لتكون حيواتهن مستقلة، وتقول إنه فكرٌ دخيل (مش شبهنا). وتستطرد أن الإنترنت وبرامج التلفاز حصرت الرجال “في أدوار الشر”.

تتهم النساء المتزوجات بالانسياق وراء هذه البرامج ومقاطع الفيديو التي تنشرها النسويات، كما لو أن تلك الزوجات بلا أهلية. كما تعتبر فيفي أن أوضاع النساء، رغم كل ما يعانينه من عنفٍ أسري، وقتلٍ في الشوارع والجامعات، إلى جانب الغياب التام لآليات العدالة، هو الأمان الذي تهدده النسويات.

والظريف في الأمر، أن أغلب جمهور المسلسل من النساء. وتلك ليست إلا رسالة لفريق العمل بأن الرجال الذين تم حصرهم في أدوار الشر كما تقول فيفي. ويحاول المسلسل بكل جهده إضفاء الإنسانية على مشاعرهم، لا يهتمون بهذه الأعمال من الأصل.

يرجع السبب في ذلك إلى شعور الرجال بالاستحقاق داخل العلاقات، وبأنهم ليسوا بحاجة إلى مراجعة أنفسهم ولو بمشاهدة مسلسل.

بالتالي، وللأسف، ذهب مجهود التركيز على أنسنة الرجال ومشاعرهم هباء.

منظور نسوي أم منظور إنساني؟

بينما يتسم العمل في مجمله بالإنسانية في تناول المشاعر والشخصيات الواقعة في المنطقة الرمادية بين الخير والشر، يفتقر بشدّة إلى المنظور النسوي.

وفي الحقيقة، المنظور النسوي هو نفسه منظور إنساني، أي أنهما ليسا متضادين.

على العكس، يرجع الفضل الأكبر في محاولات أنسنة النفس البشرية إلى النسوية بوصفها أيدولوجيا مناهضة للسلطة وللسحق الإنساني الممنهج للبشر (Systematic dehumanization). خصوصاً في تفكيك التراتيب الأبوية داخل المجتمعات التي أوجدت السحق الإنساني لمشاعر الرجال مقابل حصولهم على امتيازات وهمية من نفس المنظومة التي تسحق إنسانيتهم.

بالتالي، فهذا العمل وغيره سواء في مجال الدراما أو خارجه، هو نتيجة للخطابات النسوية التفكيكية. ولا يوجد أي معنى في “تحييد النسوية” أو بالأحرى شيطنتها من أجل إعلاء المنظور الإنساني.

كان ذلك جلياً في موقف حلقة فيفي مع نادين، الذي لم يتم معالجته درامياً من منظور نسوي. إنما ارتكزت المعالجة على اعتبار النسوية أمر دخيل على المجتمع، وأن النسويات هن سبب “خراب البيوت”.

هذه المعالجة المتحيزة ضد النسوية لم تنشأ من فراغ. بل كان هدفها الرئيسي هو استمالة الأغلبية “المحافظة” الكارهة للنسوية في سبيل ما يراه فريق العمل “أكثر حيادية” من الخطاب النسوي. ما يؤصل للنسوية بوصفها تطرفاً وغضباً غير مستحق من النساء والنسويات.

ونحن إذ مللنا تكرار الدفاع عن أنفسنا ضد محاولة الوصم هذه، فإننا لا نعتبرها وصمة من الأصل.

فالنسويات يعظّمن الغضب ويعتبرنه محركاً رئيسياً لحراك النساء والأقليات المهمشة ضد السلطة، وضد السحق الإنساني. كما يعتبرن أنفسهن ضد تحييد مشاعر غضبٍ أو حزنٍ أنتجها واقعهن غير العادل. فلا يخيفهن الوصم أو النبذ لكونهن متحيزات للنساء.

محاولة “الهرشة السابعة” ترويض للنسوية.. وترويج لعلاقات القوة!

هذا التحيّز ليس مبنياً على افتراضاتٍ وأوهام، بل على معايشةٍ حقيقية لهذا الواقع. ودفعهن إلى الانهيار دون توفير مساحة للتعبير عنه، ولو بمشاعر مجردة.

لذا فتحييد المشاعر أو الوصم بالغضب، في هذا الصدد، هو قفزٌ فوق الحراك النسوي ومكتسباته. حراكٌ كلّف النسويات أثماناً باهظة، بمختلف أعمارهن ومدارسهن النسوية، داخل مصر وخارجها. وعندما نقول اليوم أن هذا العمل الدرامي يفتقر إلى المنظور النسوي، فنحن لا نحلله ونفككه فقط. بل نرفض أن يتم “استئناس” النسوية لتنال قبول الأغلبية.

هذا الاستئناس والترويض للنسوية أدى إلى وجود سقطات غير مقبولة.

فمثلاً، في مشهدٍ سريعٍ وأثناء تركيزنا على الصراعات الشخصية بين آدم ونادين، تظهر عاملة منزلية ذات بشرة سوداء في منزلهما كدليل على تحسن وضعهما الاقتصادي بعد نجاح مشروع آدم.

فالعمل الدرامي الذي يتغنى الكثيرون/ات برفعه الوصم عن مشاعر الرجال، لم يتعنّى صنّاعه/ صانعاته للتدقيق اللازم بدلالات علاقات القوة.

تلك العلاقات نفسها التي يتم من خلالها استغلال حاجة النساء من أصولٍ أفريقية، فيتم استقدامهن للعمل المنزلي المأجور.

استغلالٌ ضربته الدراما المعنية بعرض الحائط، متجاهلةً ما يؤصّل له من وصماتٍ عنصرية وطبقية بحق بعض النساء، إلى جانب استغلالهن اقتصادياً.

ناهيك عن ظهور آدم ونادين مع أطفالهما/ طفلاتهما بأزياء مقتبسة من أزياء قبائل السكان الأصليين التي عاشت في الأميركيتين. إذ يعتبر ارتداء هذه الأزياء في المناسبات والاحتفالات تجاوزاً في حق الشعوب الأصلانية التي تمّت إبادتها تحت مسمى اكتشاف القارات وبذريعة نشر “الحضارة”.

يبدو أن التركيز على الرجال ومشاعرهم، أخذ وقت فريق العمل المُخصص للبحث، فبذلوا/ن على ذلك مجهوداً أكبر من جعل العمل أكثر حساسية، و”إنسانية”.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد