المغتصب سعد لمجرد حرًّا “بإشرافٍ قضائي”!

في قرارٍ لا شك في أنه يتجاهل الآثار النفسية والمعنوية التي تلاحق الناجيات من الاعتداءات الجنسية والجسدية، أخلى القضاء الفرنسي سبيل سعد لمجرد.

وغادر الفنان المغربي المدان بقضايا اغتصاب أسوار حبسه بتاريخ 20 نيسان/أبريل 2023.

ورغم أنه محكوم بـ6 سنوات سجنًا بتهمة اغتصاب شابة فرنسية، “عانق لمجرّد الحرية” بسراحٍ مؤقت تقدم بطلبه فريق دفاعه، وفق تصريحات عائلته ومحاميه.

منشورات مستفزّة لعائلة سعد لمجرد

عبر حساباتهم/ن الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدى لمجرّد وأفراد عائلته شروط المحكمة بعدم الإدلاء بتصريحاتٍ للصحافة.

وبوقاحةٍ معهودةٍ عن المتحرشين والمغتصبين، خرج سعد لمجرّد في صورة عائلية عبر “إنستغرام” شاكرًا “داعميه/داعماته” ومهنّئهم/ن بعيد الفطر.

 

 

View this post on Instagram

 

A post shared by saadlamjarred (@saadlamjarred1)

ولم يتوقف استفزاز الفنان المغتصب عند هذا الحد، إذ كشف عن طرحه أغنية جديدة بعنوان “إيش أخبارك”، في 4 أيار/مايو 2023.

من جانبها، تواصل الفنانة المغربية نزهة الركراكي “احتفالها” بالإفراج عن ابنها سعد لمجرّد.

ونشرت صورة جمعتها به مع تعليق جاء فيه تهنئةً بعيد الفطر.

كما كان قد صرّح والد الفنان المغتصب، البشير لمجرّد، لجريدة “هسبريس” المغربية، أن ابنه “سيعود إلى أحضان عائلته قبل عيد الفطر”.

وأبدى الوالد “سعادة كبيرة بعودة ابنه، شاكرًا جمهوره على رسائل الحب والدعم التي كان يتلقاها طيلة الفترة الماضية”.

شروط فرضها القضاء الفرنسي

وفقًا لنص القرار، فإن القضاء الفرنسي اشترط على سعد لمجرّد عدم التصريح للصحافة بأيّ شكلٍ، حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مع التزامه بالبقاء في فرنسا.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن جواز سفر لمجرّد بقي محتجزًا في عهدة المحكمة، ما يمنعه من مغادرة الأراضي الفرنسية.

كما أنه سيخضع للمراقبة القضائية الذكية عبر السوار الإلكتروني.

وكشفت المصادر نفسها أن سعد لمجرّد سيبقى حرًّا إلى غاية مرحلة الاستئناف.

وتقدّم لمجرّد رسميًا بطلبٍ لاستئناف الحكم، من المتوقع أن تبدأ مع نهاية العام الجاري.

ولكن في المقابل، صرّح محامي لمجرّد، جان مارك فاديدا، أن إطلاق السراح حصل “دون قيد أو كفالة مالية”. وشدّد على أنه “لن يعود إلى السجن مرة أخرى”.

وأضاف أن “القضية مستمرة”، مدعيًا أن موكّله “يمكنه السفر بشرط أن يكون مقر سكنه فرنسا في حال طلبه القضاء مرة أخرى لسماع أقواله”.

ونفى المحامي أخبار احتجاز جواز سفر الفنان المغتصب أو إطلاق سراحه بشرط ارتدائه سوار لمراقبة حركته.

جدل واسع في المغرب إزاء إطلاق السراح

أثار قرار إطلاق سعد لمجرد ردات فعلٍ متضاربة في المغرب، بين مؤيدين/ات “تعهدوا/ن” بالتضامن معه، ومعارضين/ات اعتبروا/ن التضامن مع “الفنان” بمثابة دفاعٍ عن الاغتصاب.

ولجأ البعض إلى مواقع التواصل الاجتماعي لـ”الاحتفال” بالأنباء، فيما استنكر/ت آخرون/أخريات بشدة قرار المحكمة.

وكتب أحد هؤلاء: “إنه لمن الجنون أن تفلت من العقاب لمجرد أنك من المشاهير”.

وقال آخر: “نعيش اليوم في عالم يتمتع فيه المغتصبون بالحرية والتقدير، ويصفقون ويشجعونهم”.

فيما توجه عدد من الفنانين المغربيين، من بينهم المطرب حاتم عمور والممثل عمر لطفي، إلى مواقع التواصل الاجتماعي، لـ”تهنئة” زميلهم والتعبير عن تضامنهم معه.

وأثار ذلك مزيدًا من الغضب بين المغاربة الذين اتهموا الفنانيْن المذكوريْن بالتطبيع مع ثقافة الاغتصاب.

ونشر أحدهم: “منذ متى أصبحت تهنئة المغتصب أمرًا طبيعيًا؟”.

وكان سعد لمجرّد يقبع في إحدى زنزانات باريس منذ شباط/فبراير 2023، بعد إدانته بتهمة الاغتصاب والحكم عليه بالسجن في قضية تعود فصولها إلى تشرين الأول/أكتوبر 2016.

وأبدت محكمة الجنايات في باريس “قناعتها” بحصول واقعة الاغتصاب التي وصفتها المدعية والناجية لورا ب. “بطريقة ثابتة ودقيقة”، حسب نص الحكم.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد