من “صابرين” إلى “أميرة”.. جرائم قتل النساء مستمرة في تونس

في تسلسل لجرائم قتل النساء والذي لا تتصدي له السلطات في تونس، قُتلت صابرين (33 عامًا) خنقًا على يد زوجها.

حدثت هذه الجريمة في ولاية سوسة في أيار/مايو الجاري. حيث كانت صابرين حاملًا في شهرها الخامس، عندما قتلها الزوج.

“اسمها صابرين”.. ضحية جديدة للعنف الزوجي

وصابرين، هي أمّ لـ4 أطفال/ طفلات، وهي الرقم الحادي عشر في عدّاد قتل النساء على أيدي أزواجهن خلال الأشهر الثلاثة الماضية في تونس، بحسب الديناميكية النسوية.

في حين تجزم الحقوقيات التونسيات أنها لن تكون الأخيرة، في سلسلة قتل النساء التي تتوسّع حلقاتها مع سقوط كل ضحيةٍ جديدةٍ، في ظل تقاعس السلطات.

وأطلق/ت حقوقيات/ون وناشطات/ون على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس خلال الأيام الأخيرة تنديدًا بالجريمة، حملت وسم “اسمها صابرين”.

وحذّرن/وا من استفحال جرائم قتل النساء بشكلٍ عام، وتحديدًا جرائم العنف الزوجي.

تأتي تلك التحذيرات في صدد غيابٍ متعمدٍ لتنفيذ القانون رقم 58 لسنة 2017 والذي يجرم العنف المبني على النوع الاجتماعي، من جهة.

ومن جهةٍ أخرى، بسبب تصريحات مسؤولين حكوميين والتي تطبّع مع العنف تحت ذريعة “حماية الأسرة”.

حيث أدلى الناطق الرسمي للمحكمة الابتدائية بسوسة، بتصريحٍ من شأنه تكريس العنف الزوجي الذي تروح ضحيته التونسيات بلا ردعٍ من الحكومة.

”هي تشكي وبعد تسامحو ماك تعرف العلاقة بين الأزواج تبدى متشنجة شوية. وبعد يهداو ويقدموا اسقاطات لبعضهم وتتفض المشاكل… تاخو بعين الاعتبار الاسقاط هذا والظروف العائلية (…)، الحبس مش ساهل، كي انتي تحكم عليه 3 أشهر سجن ينجم يخسر خدمتو والمشاكل تزيد تتعمق، هاي المحكمة كيفاش تخمم والقاضي كيفاش يخمم”.

قبلها أميرة.. والكثيرات

جددت هذه الجريمة مطالب عائلة ضحية العنف الزوجي أميرة (35 عامًا)، بالقبض على زوجها القاتل.

ترجع قضية أميرة إلى آذار/مارس الماضي، حينما اكتشفت عائلتها مقتلها بعد مرور 3 أيامٍ على قتلها داخل مسكن الزوجية في منطقة المروج في ولاية بن عروس.

وصرّحت أم الخير فرجاني، والدة أميرة، بأن ابنتها قد تعرضت للقتل نتيجة للعنف المتكرر من الزوج.

كما أضافت أن العنف الذي تعرضت له أميرة، كان من الزوج وأم الزوج أيضًا.

وذكرت في مقابلة صحفية مع إذاعة راديو تونسية، بأن أميرة قتلها زوجها ثم لاذ بالفرار إلى ليبيا.

وهو إلى الآن حرًّا طليقًا، إذ لم يتم القبض عليه في أي من البلدين.

وقد عبّرت والدة أميرة، أنها توجهت إلى السلطات التونسية للاستغاثة من عنف الزوج الذي يهدد حياة ابنتها.

إلا أن السلطات لم تستجب إلى البلاغ، ولم تتعامل معه بجديةٍ واجبة. خاصةً مع تصاعد وتيرة القتل العمد للنساء التونسيات منذ بداية العام.

لينتهي الأمر بمقتل أميرة، وهروب القاتل إلى ليبيا.

مطالبٌ متجددة بوقف جرائم قتل النساء

يتجدد يوميًا مطلب “الديناميكية النسوية” في تونس بضرورة إنهاء جرائم قتل النساء والفتيات.

وقد نظّمت “الديناميكية النسوية”، وتضم مجموعات نسوية ونسائية مختلفة، مسيرةً نسائية أواخر نيسان/أبريل الماضي. نددت خلالها بجرائم القتل المستمرة في ظلّ تقاعس السلطات التونسية عن إيقافها.

وتحت عنوان جنازة رمزية ضد قتل النساء والفتيات، انطلقت المسيرة من ساحة الحكومة في منطقة القصبة إلى وزارة العدل.

حيث سارت النساء جنبًا إلى جنب، وندّدن بموقف الدولة السلبي من جرائم قتل النساء عمدًا.

ورفعن لافتات لشواهد قبور النساء اللاتي تم قتلهن في تونس.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد