مستغلًّا منصبه ومتحصّنًا دبلوماسيًا.. سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان أمام القضاء بتهم الاغتصاب والتعنيف

يواجه السفير اللبناني في فرنسا رامي عدوان دعوى قضائية، بتهمة الاعتداء الجنسي والجسدي المُتعمّد على موظفتين سابقتين في السفارة.

وبحسب تحقيق نشره موقع “ميديابار” الفرنسي، فإن رامي عدوان أقدم على اغتصاب والاعتداء بالضرب والتنكيل ومحاولة الدهس والاحتجاز والشتم على الامرأتين. وذلك أثناء فترة عملهما في السفارة، بين أيلول/سبتمبر 2017 وكانون الأول/ديسمبر 2022.

اغتصاب وخطف ومحاولة قتل..

في تفاصيل الاعتداء، كشفت غابريال، وهي إحدى الناجيتين، أن رامي عدوان “استغلّ نفوذه عندما أرغمهما على إقامة علاقة معه مبنيّة على الخوف والسيطرة والقوّة وديناميكيّة العقاب والمكافآت”.

وقالت غابريال في شهادتها: “كنت على وشك الموت حين أمسكني من يدي ورقبتي وحشر وجهي في السرير محاولًا خنقي. ثمّ نزع يده عني وقال لي: الآن لا تدّعي أني أخنقك”.

وأشارت الناجية إلى أنه “عندما رفضتْ إقامة علاقة جنسية معه، في أيلول/سبتمبر 2022، حبسها في سيارته وضربها على رأسها”.

ثمّ سمح لها بالخروج وحاول دهسها مع إطلاقه تهديدات بقتلها قائلًا: “بدّك تفلّي؟ رح إقتلك”، بحسب التحقيق نفسه.

وفي الشهر نفسه، قام رامي عدوان بالاعتداء مرّة جديدة على غابريال، وفق شهادتها، فصفعها على وجهها. حينها وثّقت الناجية الكدمات بصورٍ ضمّتها إلى ملف القضيّة.

وفي إحدى المرّات، احتجزها أيضًا ولكن هذه المرّة داخل غرفة وجرّها بشعرها قبل أن يبرحها ضربًا.

أما الناجية الثانية، التي تُطلق على نفسها “أفا”، وهو اسم مستعار، فتطرّقت في شهادتها، إلى تعرُّضها للضرب المبرح والركل والسحل على يد عدوان. وذلك بتاريخ 26 آب/أغسطس 2020.

وكرّر اعتداءاته عليها في نيسان/أبريل 2021، بحسب تقرير طبي وثّقت فيه الناجية تعرُّضها للسحل من شعرها ثمّ الضرب بتعليقة ثياب.

هذا بالإضافة إلى الاعتداءات المعنوية والشتائم عندما رماها رامي عدوان بمنفضة بحضور موظفين/ات في السفارة، خلال تشرين الأوّل/أكتوبر 2018.

كما اعتدى عليها بالصفع على رجلها مرّات عديدة في سيارة تاكسي تشاركاها في ربيع 2019، بذريعة أنها تحدّثت مع السائق بينما كان السفير اللبناني في محادثة هاتفية.

فيما يحتوي الملف القضائي على دلائل ومستندات بالتهم الموجهة ضدّه، والتي حاول رامي عدوان التنصّل منها، متذرّعًا بحججٍ ذكوريّة مثل أن “الموظفتين أرادتا الاستفادة من العلاقة الجنسية التي حدثت برضى الطرفين لترفيعهما وظيفيًا”.

كما زعم أن “القضية اليوم هي محاولةٌ لتصفية حسابات سياسيّة معه”.

يستغلّ رامي عدوان الحصانة الدبلوماسية الممنوحة إليه من الخارجية اللبنانية بحسب اتفاقية “فيينا” للعلاقات الدبلوماسية.

وتسمح هذه الاتفاقية بملاحقة الدبلوماسيين/ات في حالات محدّدة لا تنطبق على جرائم الاغتصاب والتعنيف إلّا إذا اتخذت الدولة اللبنانية إجراءً برفع الحصانة الدبلوماسية.

وبحسب مصادر صحفية، فإن الشرطة الفرنسية فتحت ملفًا في التحقيق من دون أن تستدعي السفير أو توقفه لتمتّعه بهذه الحصانة.

وبعدما طلبت فرنسا من لبنان رفع الحصانة عنه ليتاح لها ملاحقته، سافر عدوان إلى هولندا، بحسب ما كشفت المصادر نفسها.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد