الكونغو.. محرقةٌ صامتة يُنفِّذها الاستعمار الامبريالي

تشهد الكونغو عمليات قتلٍ واغتصابٍ وتطهيرٍ عرقيّ جماعية على أيدي الأنظمة الرأسمالية الامبريالية المجرمة. فالأخيرة تنفِّذ حملاتها الاستعمارية بالجملة في كافة دول الجنوب العالمي، كما نشهد منذ أسابيع على أرض غزّة.

واعتمدت دول الغرب الاستعماري -على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا- سياسات دموية لاستخراج خام “الكولتان” في الكونغو. إذ تقوم شركات متعددة الجنسيات تابعة لها باستعباد الكونغيات/ين بهدف تسخيرهنَّ/م في عمليات التعدين.

وتموّل هذه الدول حكومتيّ رواندا وأوغندا الحدوديتين. كما تزوّدهما بالدعم العسكريّ لتنفيذ عمليات الاجتياح والتطهير العرقيّ في المناطق الكونغية الممتلئة بـ”الكولتان”. وخلال ذلك يرتكب جيشا البلدين مجازر وجرائم حرب بحقّ الملايين.

و”الكولتان” هو الخام المعدني الطبيعي لعنصريّ النيوبيوم والتانتالوم. وقد تسبَّبت عمليات نهب الغرب لهذا الخام في تأجيج كثير من الصراعات في الكونغو -التي يوجد فيها أكبر مخزون في العالم- وكذلك جارتها رواندا.

وحصد طمع الاستعمار بالثروة الأفريقية كثيرًا من الأرواح في حروب طاحنة للسيطرة على أماكن التنقيب عن هذا الخام المعدني. فالأخير هام ولازم للغاية في عدد كبير من الصناعات التكنولوجية الحديثة. مثل الأجهزة الإلكترونية ومعدات الفضاء المتطوّرة. هذه الصناعات التي تتغنّى بها دول الشمال العالمي وتصدِّرها إلينا لاستهلاكها.

عمليات قتل واغتصاب وتهجير جماعية..

بحسب تقارير حقوقية نشرت مؤخَّرًا، تتعرّض النساء الكونغيات للاستعباد الجنسيّ، إذ تغتصب 48 امرأة كل ساعة. كما قُتل حتى الآن أكثر من 6 ملايين شخص نصفهنَّ/م من الطفلات والأطفال. بجانب عمليات نزوح جماعية للملايين.

يتعرّض الملايين من صاحبات وأصحاب الأرض في الكونغو للمحو الممنهج من قبل دول الغرب الاستعماريّ، لعلَّ الأخير يستمر في سرقة موارد البلاد الطبيعية، وبناء أمجاده من خلالها.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد