من طبق مكرونة إلى القبر: لماذا لا تنجو النساء في مصر؟

سبع سنوات فقط لقاتل الطفلة فاتن زكي!

أصدرت محكمة جنايات طنطا (شمال مصر)، أول أمس 13 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، حكمها النهائي في قضية قتل الطفلة فاتن زكي، المعروفة إعلاميًا بـ “فتاة طبق المكرونة”. وقضى الحكم بمعاقبة القاتل، زوج الطفلة الضحية، بالسجن لمدة 7 سنوات فقط.

وكانت المحكمة قد أحالت أوراق القاتل في شباط/فبراير الماضي إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه شنقًا، بعد أن وجهت إليه النيابة العامة تهمة القتل العمد إثر تعديه بالضرب المبرح على زوجته بسبب تناولها “طبق مكرونة” دون إذنه.

قُتلت لإنها جاعت فقط!

تعود الواقعة لشهر آب/ أغسطس 2024، عندما تعرضت الطفلة فاتن زكي البالغة من العمر 14 عامًا، للضرب المبرح والتعذيب على يد زوجها، قبل أن يلقي بها من أعلى سطح المنزل بقرية “كفر يعقوب” في محافظة الغربية.

وكما ذكرت وسائل إعلام محلية آنذاك، أن الجريمة وقعت بعد شعور فاتن بالجوع ولم يكن زوجها وأهله قد وصلوا إلى المنزل بعد، فأكلت “طبق معكرونة” لتسد جوعها. وحين عاد الزوج (23 عامًا) الذي يعمل سائق توكتوك إلى المنزل علم بأمر أكلها “بدون إذن منه”.

وانهال الزوج القاتل بالضرب المبرح على جسد الطفلة، مع كيها بالمكواة، وضربها على رأسها بـ “عصا عريضة”، ثم جذبها إلى سطح البيت وألقاها من أعلى المبنى، لتفارق الحياة بعد ساعات في المستشفى.

تزويج قاصرات وعنف وقتل

القضية التي هزّت الرأي العام، ليست مجرد جريمة قتل، بل هو عنف مركب تعرضت له الطفلة الصغيرة فاتن، التي فضلت عائلتها التخلص من أعبائها الاقتصادية والانفاق عليها وعلى أخواتها بالتزويج القسري، لتواجه الطفلة عنف أسري، الفقر، وتزويج القاصرات والجوع، وعندما تجرأت وأكلت دون إذن زوجها.. قُتلت!

جريمة قتل الطفلة فاتن زكي، وتخفيف العقوبة على الزوج القاتل ليس حادثة فردية، بل تذهب أراوح النساء المصريات بلا محاسبة ولا عقاب حقيقي، في ظل ذكورية القوانين الحاكمة، وخاصة المادة (17) من قانون العقوبات المصري.

وتُخوّل المادة (17) للقاضي تخفيف عقوبات الجنايات بناءً على رأفة القضاة إذا اقتضت ظروف الجريمة ذلك. يمكنها تبديل عقوبة الإعدام بالسجن المؤبد أو المشدد، أو السجن المؤبد بالسجن المشدد أو السجن، أو السجن المشدد بالسجن أو الحبس الذي لا يقل عن ستة أشهر. يُعدّ تقدير العقوبة وتطبيق أحكام الرأفة من سلطة محكمة الموضوع التقديرية.

قاتل مرام أسامة وحكم مخفف بـ 7 سنوات أيضًا

في أيار/ مايو 2025 أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن المشدد 7 سنوات للزوج القاتل معتز هنداوي المتهم بقتل زوجته مرام أسامة (32 عامًا) بدل من المؤبد أو الإعدام لأن القاضي اعتبر الجريمة ضرب أفضى إلى الموت وليس جريمة قتل!

وتعود الجريمة إلى شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024، عندما لقيت مرام أسامة العماوي، وأم لطفلتين، حتفها بعد قيام زوجها معتز هنداوي بخنقها، ما أدى إلى إصابتها بقطع في البلعوم بطول 8 سم وسحجات حول الرقبة. ورغم حالتها الحرجة، احتجزها زوجها في المنزل تصارع الموت وحدها لمدة 5 أيام دون تقديم أي مساعدة طبية.

وبعدها تم نقلها إلى المستشفى وهي في حالة حرجة، وخضعت لعدة عمليات جراحية، لكنها فارقت الحياة نتيجة الإصابات والنزيف.

ويبقى السؤال، إذا كانت القوانين لا تحمي النساء من القتل، فهل على كل امرأة مصرية أن تستعدّ لتكون الضحية القادمة؟!

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد