طفلة تربي طفلة!

روت إيمان الشابة اللبنانية التي تعيش في البقاع قصتها مع الأمومة المبكّرة ، قائلة لقد أجبرني أهلي على الزواج من ابنّ عمّي في الخامسة عشرة من عمري، لأنه وفق العادات والتقاليد عندما يتقدم ابن عم أي فتاة للزواج منها فلا خيار أمامها إلاّ الموافقة”.

وهكذا أصبحت إيمان أماً بعمرٍ صغيرٍ ،كانت حينها لا تزال تلعب مع رفاقها ، لتتحوّل بعد عامين أيّ في السابعة عشر من عمرها إلى أم.

كيف لطفلة أن تربي طفلة؟ تساءلت إيمان،  وأضافت ” كان اهتمامي مقصور باللعب واللهو، وجسدي لم ينضج بعد، كيف لي أن أُنشئ أسرة وأنا بحاجة لمن يرعاني” .

بعد خوضها هذه التجربة تندم إيمان رغم محبتها لطفلها على الزواج،  وتتمنى لو بقيت حينها على مقاعد الدراسة ، وناشدت المجلس النيابي بإقرار قوانين تمنع الزواج المبكر .

وأكدت أنها لو أنجبت فتاة فكانت ستُحارب المجتمع بأسره كي لا يُعيد التاريخ نفسه معها .

تجربة ايمان تتشابه وتجربة فتيات كثيرات تم تزويجهنّ باكراً ، خاصة أنّ في لبنان لا يوجد سن أدنى للزواج أو قانون مدني ينظّم شؤون الأحوال الشخصية، بل تُحدّد المحاكم الدينية السن الدنيا حسب 15 قانون للأحوال الشخصية، منها ما يسمح بزواج  فتيات لا يبلغ عمرهنّ 15 سنة.

وبحسب تقرير لـ”اليونيسيف” في العام 2016 ، تم تزويج 6% من النساء اللبنانيات اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 20 و 24 قبل بلوغهنّ سن 18 .

ويُسجّل تزويج الأطفال ارتفاعاً في أوساط اللاجئين/ات /ات الذين يفوق عددهم المليون في لبنان ، حيث وجدت دراسة في 2017 أن 24% من الفتيات اللاجئات مابين 15 و17 عام متزوجات .

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد