لماذا تمتنع النساء عن التبليغ عن العنف؟

كشفت إحصائيات رسمية مغربية أن “أكثر من 82% من النساء تعرضن للعنف باختلاف أشكاله خلال فترةٍ ما في حياتهن”.

وسجلت إحصائيات المديرية العامة للأمن الوطني في المغرب، منذ بداية عام 2021 حتى تشرين الثاني/نوفمبر الماضي “ما يفوق الـ61 ألف قضية عنف ضد النساء والفتيات بجميع أشكاله”. وأوضحت أن “8% من مجموع النساء الضحايا والناجيات من العنف تراجعن عن المتابعة بعد تقديم شكوى بتعرضهن للعنف”، في حين “تصدر العنف الجسدي القضايا المسجلة بنسبة 41%، يليه العنف الاقتصادي بنسبة 27%، متبوعاً بالعنف النفسي بنسبة 26%”.

وفي حين أشارت الإحصائيات إلى أن “عدداً من النساء والفتيات اخترن التزام الصمت وعدم متابعة الجاني، لاعتبارات مختلفة ومتداخلة”، أطلق المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب حملة لتشجيعهن على التبليغ والتصدي لظاهرة العنف ضد النساء ومناهضة الإفلات من العقاب.

الحملة، التي أُطلق عليها شعار “مانسكتوش” (لن نسكت)، أتت في إطار حملة الـ16 يوم لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وطالبت بـ”دعم دخول تطبيق الإطار القانوني والمؤسساتي الخاص بحماية النساء من العنف وتحقيق العدالة بحقهن”.

واستند المجلس في إطلاق الحملة التوعوية على مجموعةٍ من المعطيات، من بينها “استفحال العنف في الشارع العام وفي الفضاء الرقمي، وتماهي خطاب هجومي يتساهل مع الجاني ويحمّل الضحايا/الناجيات المسؤولية بذريعة تجاوزهن المعايير الثقافية والاجتماعية أو التقاليد والأعراف المتعلقة بالسلوك المناسب للنساء أو الفتيات”.

واعتبرت رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة بشرى عبدو، في تصريحٍ لـ”سكاي نيوز عربية”، أن “تكتُّم بعض النساء عن تعرضهن للعنف، وعدم التبليغ عن مرتكبيه، يعود إلى عدة أسباب من بينها الخوف من انتقام المعتدي، ومن ردة فعل المحيط العائلي الذي يشرعن ثقافة العنف ويبحث لها عن المبررات”.

ولفتت عبدو إلى “غياب الوعي لدى العديد من ضحايا العنف من النساء بكل أشكاله بالحقوق التي يكفلها لهن القانون، ما لا يشجعهن في حالات عديدة على التبليغ عن الجاني”.

وأكدت أن “إفلات مرتكبي العنف ضد النساء من العقاب يساهم في استفحال الظاهرة، وفي اتساع ثقافة التسامح مع هذا الفعل، بل وفي تكراره وتطور الأساليب والأدوات التي يمارس بها، سواء على الضحية أو على أشخاص آخرين”.

في سياقٍ متصل، أشارت نتائج دراسة أجرتها المندوبية السامية للتخطيط “جهاز الإحصاء المغربي”، في بحثٍ وطني حول العنف ضد النساء، أن “82.6% من النساء كن ضحايا عنف مرة واحدة على الأقل في حياتهن”. وشملت أشكال العنف التي تم تحديدها في دراسة مندوبية التخطيط “العنف الجسدي والجنسي والنفسي والاقتصادي والإلكتروني إلى جانب عنف تطبيق القانون”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد