إجازة الأبوة .. متى يتحمّل الرجال مسؤولياتهم؟

لا يزال العالم العربي بعيداً تماماً عن تحقيق إجازة أبوة عادلة. ويمكن القول إن هذا الحق، وزيادة عدد أيام هذه الإجازة بات مطلباً للنساء قبل الرجال. وهو ما تنادي به العديد من المنظمات النسوية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويمكن القول إن هذا الحق بات مطلباً للنساء قبل الرجال، ليشاركن أزواجهن في تحمل مسؤولية الطفل/ة الجديد/ة. وليس فقط لمشاركتها استقبال الزائرات والزوار، وتلقي التهنئات والتبريكات لمدة يوم أو يومين، وهو ما يتوجب على الرجال والنساء التشارك به في الأساس.

ما هي إجازة الأبوة؟

إجازة الأبوة هي التي تُمنح للآباء حين يرزقون بمولودٍ/ة جديد/ة. وفي معظم الأحيان يضطر بعضهم إلى أخذ يوم عطلة غير مدفوعة وتحمل نفقتها، للوقوف إلى جانب زوجاتهم ومشاركتهم تفاصيل يوم الولادة، وفي اليوم التالي يعودون إلى عملهم، ويؤدون مهام وظيفتهم تاركين الأم بمفردها.

وفي الوقت الذي تمنح فيه الدول العربية والعالمية إجازة أمومة بين 30 إلى 480 يوماً، تتراوح إجازة الأبوة الممنوحة عالمياً بين صفر يوم أو يوم واحد، وتصل إلى عام على الأكثر في دول الشمال الأوروبي، التي كانت سباقة في تحقيق هذه الخطوة منذ سبعينيات القرن الماضي.

وعام 2014، راجعت منظمة العمل الدولية سياسات إجازة الأبوة في 185 دولة، فوجدت أن جميع البلدان، باستثناء دولة بابوا غينيا الجديدة، تملك قوانيناً تفرض شكلاً من أشكال الإجازة الوالدية.

وأشار تقرير نشرته المنظمة في العام نفسه إلى أن 78 من أصل 167 دولة شملتها دراستها، تقرّ حق إجازة أبوة مدفوعة الأجر.

وهذا يؤكد التوجه نحو زيادة مشاركة الآباء في مرحلة ما بعد الولادة والتربية، في عددٍ من الدول في أوروبا وأفريقيا وشرق أوروبا وآسيا الوسطى.

بينما تشكّل الولايات المتحدة وبابوا غينيا الجديدة وعدد قليل من الدول الجزرية في المحيط الهادئ، الدول الوحيدة في الأمم المتحدة، التي لا تطلب من أصحاب العمل توفير إجازة مدفوعة الأجر للآباء الجدد.

لكن يوفر أصحاب/صاحبات العمل في القطاع الخاص أحياناً إجازة والدية غير مدفوعة، ومدفوعة، أو كليهما خارج أي تفويض قانوني أو بالإضافة إليه.

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” عام 2018 أن ثلثي أطفال/طفلات العالم الذين/اللواتي تقل أعمارهن/م عن سنة واحدة، أي ما يقارب 90 مليون رضيع/ة، يعشن/ون في بلدان لا يحق فيها لآبائهم/ن بمقتضى القانون التمتع بيومٍ واحدٍ من الإجازة المدفوعة.

وأشارت إلى أنه لا يوجد في 92 بلداً سياسات وطنية تضمن للآباء الجدد إجازة كافية مدفوعة لقضائها مع أطفالهن/م حديثي الولادة.

إجازة الأبوة في العالم العربي

في مصر، شهد مجلس الشيوخ كثيراً من الجدل خلال إعادة مناقشة المادة 50 من مشروع قانون العمل المقدم من الحكومة، بموجب طلب مقدم من 12 عضوة/اً من أعضاء/عضوات المجلس.

وكان الاقتراح الأصلي من عضو المجلس عن تنسيقية شباب الأحزاب محمد فريد، ينص على إجازة أبوة 7 أيام متصلة أو متقطعة خلال الأشهر الستة الأولى لميلاد الطفل/ة. على أن يستحق الموظف هذه الإجازة 3 مرات خلال مدة خدمته. لكن المجلس رفضها وأقر بإجازة للأب لمدة يوم واحد فقط!

وفي جولةٍ على بقية الدول العربية، نجد أن الحال ليس أفضل بكثير. فلم ينص قانون العمل في الكويت على أي إجازة للآباء.

وأقرت البحرين يوماً واحداً فقط. كذلك الحال في ليبيا، حيث يحق للموظف بيومٍ واحد فقط كإجازة مدفوعة.

بينما يستحق الأب في القانون التونسي إجازة لمدة يومين فقط عند ولادة طفله/ته، لكن هناك مشروع قانون مقدم لتمديد المدة إلى أسبوعين.

وبحسب قانون العمل في السعودية، يحصل الأب على إجازة لمدة 3 أيام، وفقاً للمادة 153 من قانون العمل.

ولا يختلف الأمر في الإمارات التي أقرّت “منح الموظف الذي يرزق بمولود/ة حي/ة إجازة أبوة مدفوعة الراتب مدة 3 أيام عمل خلال الشهر الأول من ولادة طفله/ته، شرط أن تتم الولادة داخل الدولة. بينما يُمنح موظف القطاع الخاص إجازة لمدة 5 أيام خلال 6 أشهر من ولادة الطفل/ة”.

كذلك الأردن، التي منحت الآباء إجازة أبوة عام 2014، مدتها يومان فقط، بموجب نظام الخدمة المدنية، ثم أصبحت 3 أيام أسوةً بالقطاع الخاص، بعد تعديل النظام عام 2020.

وتنضم الجزائر إلى لائحة الدول التي تمنح الآباء إجازة لـ3 أيام فقط.

كذلك المغرب التي أقرت عام 2003 إجازة مدتها 3 أيام يمكن أن تكون متصلة أو منفصلة بحسب الاتفاق بين صاحب/ة العمل والموظف، على أن تقضي وجوباً في مدة شهر من تاريخ الولادة.

نيفين عبيد: “إجازة الأبوة في مصر .. كأنها لم تكن”

نيفين عبيد

“كأنها لم تكن”. هكذا علّقت رئيسة مجلس الأمناء في مؤسسة المرأة الجديدة نيفين عبيد على إقرار يوم واحد فقط كإجازة ابوة في مصر، في مقابلة خاصة لمنصة “شريكة ولكن”.

وهي تقدمت سابقاً للبرلمان بمشروع لقانون العمل متضمناً مقترحات حول إجازة الأمومة والأبوة.

وقالت: “يوم زي قلته. وهذا لأن لا أحد يفهم الفلسفة من إجازة الأبوة. ونسمع دائماً حججاً واهية تقول إن الرجل حين يأخذ إجازة الأبوة لن يشارك الأم في الاعتناء بالطفل/ة”.

واعتبرت أن “الرد على هذه الحجة هو أن القانون يجب أن يستند إلى فلسفة أخرى، هي تحسين علاقات القوى بين الرجال والنساء في الأسرة، لتصبح المسؤولية مشتركة بينهما خصوصاً في الأدوار الرعائية. وأن لا تكون مهمة الأم فقط، لكسر نمطية الأدوار وهذا ما تطالب به النسويات”.

جاء إقرار هذه الإجازة التي ناضلت نساء وناشطات كثيرات للحصول عليها تماشياً مع رؤية مصر في ما يخص تشريعات جديدة للأسرة المصرية.

وعن هذا الأمر، أوضحت عبيد أن “هناك رؤية لتقاسم الأدوار المشتركة بين الأم والأب، وتغيير في الأدوار النمطية لدى الدولة، لكنها تحتاج إلى إعادة النظر مرة أخرى في ما يخص إجازة الأبوة وزيادتها لأسبوع كحدٍ أدنى”.

وربما تكون مؤسسة المرأة الجديدة، من المؤسسات القليلات جداً التي سعت لوجود إجازة أبوة عادلة في مصر، عبر إصدار ورقة بحثية لتعديل قانون العمل وبيان يطالب بزيادتها.

كما أن المؤسسة، بحسب عبيد، التقت ببرلمانيين منهم النائب محمد فريد، وتسعى حالياً إلى إكمال المسيرة ومقابلة بقية الكتل البرلمانية، ليس فقط للحصول على إجازة أمومة وأبوة عادلة، إنما لمناقشة تعديلات قانون العمل أيضاً.

أما عن التكتيكات اللازمة لضمان وجود إجازة أبوة عادلة في مصر، فقالت نيفين: “لا ضمانة للسياسات التشريعية في مصر، لكننا سنقوم بما علينا فعله، وسنقابل جميع الأطراف المؤثرة في صنع القرار في البرلمان”.

عبير شبارو: لا إجازة أبوة في لبنان

عبير شبارو

أما في لبنان، وهو من أوائل الدول العربية التي قدمت مشروع قانون لإجازة رسمية للآباء مدفوعة الأجر، فأحال رئيس الجمهورية ميشال عون إلى مجلس النواب مشروع قانون لمنح هذه الإجازة بعد موافقة مجلس الوزراء عليه وتوقيعه من قبل رئيس الحكومة ووزير المالية ووزير العمل. مع العلم أن مجلس الوزراء وافق عام 2017 على أن تكون إجازة الأبوة 3 أيام مدفوعة.

وفي مقابلة لمنصة “شريكة ولكن”، قالت المستشارة السابقة لوزير الدولة لشؤون المرأة في لبنان عبير شبارو إنه “لا يوجد لدينا إجازة أبوة رسمية. لم يقر القانون إعطاء إجازة للأب، إنما هناك تدبير خاص تطلب فيه وزارة العمل من أصحاب/صاحبات العمل بمنح الموظفين إجازة أبوة لمدة 3 أيام”.

 

بينما أعدّت الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية مشروع قانون ينص على 10 أيام مدفوعة خلال 3 أشهر من الولادة.

لكن الاقتراح لم يُدرس ولم يُبتّ من قبل أي جهة رسمية. وبحسب شبارو، فإنه “مشروع حديث”، وأكدت أنها لم تكن في الهيئة وقت إعداده.

ويبدو أن مشروع القانون حينها لم يمر مرور الكرام، إذ “قامت قيامة الرجال” على حد تعبير شبارو، التي أكدت أن “العقلية الذكورية لا تزال تسيطر على المشهد في لبنان”.

وكان ذلك واضحاً من ردود أفعال أصحاب العمل الذين “قامت قيامتهم، وقالوا هل سيحمل الرجال ويضعون المولود هم حتى يأخذوا إجازة؟”، أضافت عبير.

 

وأشارت إلى أن “عقلية الناس في لبنان لا تفهم دور وأهمية مساندة الرجال للنساء في الرعاية، وأهمية دور الأب، المحصور عادةً بالدور الاقتصادي فقط، من دون لعب أي دور في تربية أطفاله/طفلاته. لذلك الوصم والعيب الذي يطال الرجال الذين يلعبون دوراً في تربية أبنائهم/ن كبير، ما يحصر الأمهات في الدور الرعائي فقط”.

أما عن أهمية دور الأب في التربية، فأوضحت أن “الأم قد تضطر أحياناً إلى ترك عملها لتربية  أبنائها وبناتها وهذا يؤثر على الاقتصاد العام للدولة”.

 

عبير شبارو غير راضية عن إجازة الأبوة في لبنان، لذلك اعتبرت أننا “ما زلنا متأخرين كثيراً لناحية النظرة التشاركية لعمل النساء والرجال وتقدير عمل النساء الرعائي والاقتصادي، وتقدير أهمية دور الأب في رعاية الأبناء والبنات”.

وأوضحت أن “إجازة الأبوة لم تكن على أجندة الحركة النسوية في لبنان، ولم تكن ضمن الأولويات، ولم تتم المطالبة بها. لكن مؤخراً بات ينتشر الحديث عنها من قبل الأمهات الجدد”.

وأضافت أن “البعض يعمل، في القطاع الخاص وفي القطاع الأكاديمي، على تقليل الفجوة بين الجنسين فيعطين/ون إجازات أبوة، وهذه واحدة من التكتيكات التي تضمن وجود إجازة عادلة، وهي إدخال مبدأ إجازة الأبوة وإعطاء إجازة أمومة أكبر، وهي أشياء لا يلحظها القانون اللبناني”.

ورأت المستشارة السابقة لوزير الدولة لشؤون المرأة أنه “ينبغي الضغط على البرلمان لإقرار الإجازة من خلال توضيح أن تربية الأطفال والطفلات لا يجب أن تقتصر على الأم، فللأب دور أيضاً في هذه العملية”.

 

وأضافت أنه “يجب تغيير عاداتنا، لأن للأب تأثير كبير  في مساعدة زوجته لتتمكن من العودة إلى عملها. ومن المهم جداً التركيز على إعادة الأمهات إلى العمل، خصوصاً الموظفات كقوة اقتصادية، لأن العائد من هذا الأمر كبير، ولأن المقاربة الاقتصادية لهذا الموضوع مختلفة عن المقاربة الحقوقية، وعلينا أن نمشي في المسارين”.

هالة عاهد: إجازة الأبوة في الأردن جاءت بعد نضال النسويات

هالة عاهد

“على عكس ما يعتقده كثيرات/ون بأن إجازة الأبوة في الأردن، التي تبلغ 3 أيام، هي مطلب الرجال إلا أن حقيقة الأمر أنها خطوة جاءت بعد نضالٍ دام سنواتٍ طويلة للنساء وللحركات النسوية في الأردن، ومنظمة العمل الدولية. لكنها أصبحت اليوم مطلباً للرجال”. هكذا بدأت الناشطة الحقوقية الأردنية هالة عاهد حديثها لمنصة “شريكة ولكن”.

وقالت: “في البدايات، قُوبلت المطالبات بالرفض والاستهجان؛ ثم أصبحت مقاومة المطالب أقل حدة. ودَعمها عددٌ من الرجال المناصرين لحقوق النساء، لكن الغالبية كانت رافضة لأن هذا المطلب يكسر الدور النمطي المطلوب أو المتصور عن الرجال. كما أن كثير من أصحاب العمل كانوا ضده لأنه يعني إجازات إضافية للموظفين”.

وتعتبر عاهد أن “مدة الإجازة الممنوحة في الأردن غير كافية لتحقّق الغاية منها، وذلك لأهميتها في تعزيز دور الأب في حياة المولود/ة وإدراكه لمسؤولياته وتقاسم أعباء رعايته/ا بطريقة متساوية مع الأم”.

وأضافت أن هذه الإجازة “تنعكس إيجابياً على حياة الطفل/ة التي/الذي تكبر/يكبر في رعاية والديه/ا بدلاً من أن تضطر الأم إلى إرساله/ا إلى دور الحضانة في سنٍ مبكر. كما أنها تساهم في بقاء النساء في سوق العمل وعدم التسرب منه لرعاية الطفل/ة بمفردهن”.

لكن ترى هالة أنه “ليتحقق هذا كله، ينبغي الاعتراف بإجازة الأبوة لمدة أطول من 3 أيام، ويمكن إقرارها بالتناوب مع إجازة الأمومة ليتبادل كلا الوالدين رعاية طفلتهما/طفلهما”.

وكان لعاهد دور حقوقي في إقرار هذه الإجازة، فهي كانت جزءاً من التحرك لإجراء تعديلات على قانون العمل من ضمنها إجازة الأبوة، من خلال المشاركة في حملة التعديلات خلال الندوات ولقاءات إعلامية ولقاءات مع اللجان البرلمانية المتخصصة.

وهي تعتبر أن هذه التعديلات لم تكن لتنجح لولا جهود الحركة النسوية والمنظمات الحقوقية.

فمنذ سنواتٍ طويلة كان على لائحة مطالب الحركة النسوية، تحسين واقع المشاركة الاقتصادية للنساء في الأردن.

وقدمت العديد من التعديلات المتعلقة بتشريعات العمل سواء للعاملات/ين في القطاع الحكومي أو الخاص.

كما قادت عدداً من الحملات لإجراء تعديلات جوهرية وأساسية على التشريعات، لتغيير الصورة النمطية عن أدوار النساء ودعم بقائهن في سوق العمل.

فاديا كيوان: الأمل في الأجيال القادمة

فاديا كيوان

من جهتها، قالت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية فاديا كيوان، إن “إجازة الأبوة هي خطوة بادرت لها العديد من الدول العربية، والهدف منها تحفيز دور الأب في تنشئة الأطفال/الطفلات. وهي طريقة لإشعار الرجال بأن هذا الدور ليس مسألةً محصورةً بالنساء بل يجب أن تكون مشتركة”.

وأضافت: “بالتالي قد تكون خطوة تحفيزية للرجال خصوصاً من فئات الشباب والشابات اللواتي والذين يقدمون حالياً على الزواج أن يدركن/وا أن الحياة الزوجية هي شراكة في جميع المسؤوليات ومنها تربية الأطفال والطفلات”.

أما عن دور المنظمة الحالي في هذا الأمر، فقالت كيوان إن “للمنظمة دور في تشجيع الدول على اعتماد إجازة الأبوة. وفي خطتنا المستقبلية نريد تحفيز كل الجهات والآليات الوطنية وهن/هم شركاؤنا على المضي بمبادرات في هذا الاتجاه تحقيقاً للهدف، وهو إشعار الرجال بالمسؤولية الأسرية”.

أما عن عدم مطالبة الرجال في الوطن العربي بهذه الإجازة، فاعتبرت “أن الأمر سيتحقق تدريجياً مع أجيال جديدة من الرجال أكثر انفتاحاً على فكرة الشراكة الأسرية”.

لماذا لا يطالب الرجال بإجازة الأبوة؟

من المؤكد أن جميع الناشطات النسويات اللاتي تحدثنا معهن في هذا المقال طالبن بزيادة عدد أيام إجازة الأبوة في بلادهن، واعتبروها غير كافية للأب.

لكن يأتي ذلك في الوقت الذي لا يطالب فيه الرجال بهذه الإجازة من الأساس، “إلا في الأردن”، بحسب هالة عاهد.

أما في مصر، فبعض الرجال يرون أنه ليس لهم دور في يوم الولادة ولا تنشئة الطفل.

لذلك، قالت نيفين عبيد، إن الرجال “لا يفهمون جدوى إجازة الأبوة للمطالبة بها، بينما يرون أن دورهم هو تأديب الطفل/ة ومعاقبته/ا”.

كتابة: إيناس كمال

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد