في اليوم الوطني للحجاب و”العفة”.. استهداف للنساء في إيران وموجة قمع جديدة

اعتقلت السلطات الإيرانية في 11 تموز/يوليو الجاري، نساء مُشاركات في حملة احتجاجية ضد الحجاب الإلزامي في البلاد.

بينما حث نشطاء وناشطات حقوقيون/ات إيرانيون/ات النساء على خلع الحجاب في الأماكن العامة يوم الثلاثاء 12 تموز/يونيو، الذي يصادف “اليوم الوطني للحجاب والعفة”. ليواجهن خطر الاعتقال، بتهمة “انتهاك قواعد اللباس الإسلامي”. في حين يشن النظام الإيراني حملة قمع جديدة باسم “السلوك غير الأخلاقي”.

وانطلقت حملة ضد الحجاب الإلزامي، في ظل استمرار احتجاجات للمعلمين/ات والمتقاعدين/ات والعمال والعاملات والموظفين/ات الحكوميين/ات، على الأجور غير المدفوعة والمنخفضة، وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لنساء يخلعن حجابهن أثناء سيرهن في الشوارع، وأثناء مقاومتهن للشرطة.

كما احتجت عشرات من الناشطات النسويات البارزات وحرّرن بياناً مشتركاً، اعتبرن فيه أن “اليوم الوطني للحجاب والعفة ليس سوى ذريعة لاستهداف النساء وبدء موجة قمع جديدة ضد الشعب الإيراني، خصوصاً النساء”.

وفي استعراض للعصيان المدني الذي نُفذ عقب موجة القمع التي يشنها النظام، نشر إيرانيون/ات خارج البلاد وداخلها وسماً (هاشتاغ) بعنوان #نو_تو_حجاب الذي يعني لا للحجاب، على نطاقٍ واسع على وسائل التواصل الاجتماعي على مدى أيام.

وكتبت إحدى المستخدمات على تويتر عبارة “ينبغي أن يكون لي حق تقرير ما أريد أن أرتديه وأن لا أتعرض للسجن بسبب اختياري”.

كما انضم للحملة بعضاً من الرجال، بالاضافة إلى النساء اللواتي يرتدين الحجاب طواعية.

وكتب شخص يُدعى ماشمولاك على تويتر “ليس لدي حجاب لأخعله غير أنني سأخرج إلى الشارع لدعم نساء وفتيات وطني والدفاع عنهن”.

وأكدت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، يوم الاثنين 11 تموز/يونيو، “وجود مخاوف جدية بخصوص المزيد من أعمال العنف والاعتقالات المحتملة في 12 تموز/يونيو”.

بينما أوضحت وكالة فارس الإيرانية للأنباء شبه الرسمية، أن “أشخاصاً كثيرين/كثيرات اعتقلن/وا يوم الاثنين.

وقال مسؤول حكومي إيراني سابق إن “هذا الأمر يشبه سكب زيت على النار. الناس غاضبون/ات بالفعل بسبب ارتفاع التضخم وزيادة الأسعار. هن/م محبطون/ات للغاية. القهر لا ينجح أبداً”.

وتتعرض المؤسسة الدينية في السنوات الماضية لموجات احتجاجات بسبب الحجاب.

ففي عام 2014، أطلقت الناشطة الحقوقية مسيح علي نجاد، حملة على فيسبوك عنوانها “حريتي الخفية”، نشرت فيها صوراً لإيرانيات غير محجبات مرسلة لها.

وعام 2017، انطلقت حملة لارتداء النساء حجاباً أبيض، ثم وقعت احتجاجات ضد الحجاب عام 2018.

حينها، نزلت النساء إلى الشوارع وهن يرفعن الحجاب عالياً. وذكرت جماعات حقوقية، أن “عشرات النساء وضعن في السجن في إيران بسبب نشاطهن ضد الحجاب الإجباري.

وقالت مسيح علي نجاد لرويترز: “المؤسسة تخشى ثورة نسائية تبدأ اليوم بالفعل”.

وبموجب الشريعة الإسلامية، التي فُرضت بعد ثورة 1979، تُلزم  النساء بتغطية شعرهن، وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة. وتواجه المُخالِفات عقوبة التوبيخ العلني أو دفع غرامة أو الاعتقال.

لكن بعد مضي عقود على الثورة، لا يزال الحكام من رجال الدين يبذلون جهوداً مضنية لتطبيق القانون.

إذ ترتدي كثيرات من جميع الأعمار والخلفيات الثقافية معاطف ضيقة وأوشحة ذات ألوان زاهية، يتم دفعها للخلف تكشف جزءاً كبيراً من الشعر.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد