السلطات تُطوّع التكنولوجيا لقمع النساء .. تقنية التعرّف إلى الوجه لفرض قانون الحجاب

في تحدٍّ سافرٍ جديدٍ للأصوات المطالبة برفع القيود عن النساء في إيران، تخطط الحكومة لاستخدام تقنية التعرف إلى الوجه في وسائل النقل العام، لرصد النساء اللواتي لا يمتثلن لقانونٍ جديدٍ صارمٍ بشأن ارتداء الحجاب.

ويواصل النظام حملته العقابية المتصاعدة لملاحقة أجساد النساء، وهذه المرة عبر تطويع التكنولوجيا لتعقّبهن في الأماكن العامة.

إذ أعلن سكرتير “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، محمد صالح هاشمي كلبايكاني، عن الخطة الحكومية الجديدة لفرض الحجاب.

وذلك بعد توقيع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على مرسوم جديد يتعلق بتقييد ملابس النساء، في 25 آب/أغسطس الجاري.

فرض الحجاب .. “سيطرة قديمة بتقيات حديثة”

وتعليقاً على قانون الحجاب الجديد، أشارت الباحثة في جامعة توينتي في هولندا، أزاده أكبري إلى أنه “لطالما روّجت الحكومة الإيرانية لفكرة استخدام تقنية التعرّف إلى الوجه للتعرف إلى الأشخاص الذين ينتهكون القانون”.

واعتبرت أن “النظام يحاول الجمع بين الأشكال القديمة العنيفة للسيطرة الشمولية والتقنيات الحديثة”.

“اليوم الوطني للحجاب والعفة” في مواجهة حملة “لا للحجاب”..

اعتقالات ودعوات للتعامل بشدّة مع النساء

أتى التوقيع على المرسوم الجديد بعد شهرٍ من إحياء “اليوم الوطني للحجاب والعفة”، الذي يصادف في 12 تموز/يوليو من كل عام.

وشهد شهر تموز/يوليو الماضي إطلاق حملة واسعة لنزع غطاء الرأس في إيران، تحت عنوان “لا للحجاب”.

ساهمت فيها إيرانيات يرفضن غطاء الرأس الإجباري، والأعمال العنيفة التي يمارسها النظام.

وأظهرت المشارِكات معارضتهنّ للأحكام التقييدية وعدم اتباعهن لقواعد النقل العام.

 


وأثارت احتجاجات النساء، اللاتي نشرن مقاطع مصوّرة لأنفسهن على وسائل التواصل الاجتماعي ورؤوسهن مكشوفة في الشوارع وفي الحافلات والقطارات، ردود أفعال متباينة بين مؤيدات/ين ومعارضات/ين في الشارع الإيراني.

كما تعرّضت بعض المحتجّات اللاتي خرقن قواعد الحافلات والقطارات للاحتجاز.


في هذا السياق، سبق أن أعلنت وكالة أنباء “فارس”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن اعتقال امرأتين بسبب خلاف بينهما وبين امرأة محجبة في إحدى الحافلات، على خلفية الاعتراض على توجيهات الأخيرة لهما بشأن الحجاب.

كما انتشر مقطعاً مصوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، يُظهر راكبات في إحدى الحافلات وهنّ يعترضن على توجيهات امرأة ترتدي الحجاب، وتحذرهن من عدم الالتزام به.

وبعد الدعم الواسع النطاق الذي أظهرته نساء في مختلف المدن الإيرانية مع الحملة المناهضة للحجاب الإلزامي، طالب مسؤولون إيرانيون بالتعامل بشدة مع النساء.

في هذا السياق، علّق وزير الداخلية أحمد وحيدي على نشر الصور والمقاطع المصورة في إطار حملة “لا للحجاب”.

وشدد على أن “النظام الإيراني لن يتسامح مع احتجاج النساء على الحجاب الإجباري”.

واستحضر وحيدي نظرية المؤامرة، متجاهلاً المطالبات النسوية الواسعة في هذا الصدد.

إذ اعتبر أن “بعض هذه الحالات لا علاقة لها بالداخل إطلاقاً، ويتم دعمها وإدارتها من الخارج”.

يُشار إلى أنه منذ ثورة 1979، ألزمت السلطات الإيرانية النساء بتغطية شعرهن، وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، تحت طائلة عقوبة التوبيخ العلني أو دفع غرامة أو الاعتقال.

إلا أن الكثير من النساء بدأن بالتراجع التدريجي عن قواعد اللباس، إذ بدأ تخفيف القيود عن الحجاب في فترة الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي.

هل تُستخدم الهوية البيومترية لملاحقة النساء والفتيات؟

تعمل الحكومة الإيرانية، منذ عام 2015 تدريجياً، على إصدار بطاقات الهوية البيومترية، التي تحتوي على شريحة إلكترونية تخزن البيانات، مثل مسح قزحية العين، وبصمات الأصابع، وصور الوجه.

ويشعر الخبراء/الخبيرات والنشطاء/الناشطات السياسيون/ السياسيات بالقلق من استخدام هذه البيانات، مع تقنية التعرف إلى الوجه، لتحديد الفتيات والنساء اللاتي ينتهكن قواعد اللباس المفروضة، سواء في الشوارع أو في الصور ومقاطع الفيديو، التي تتم مشاركتها على الإنترنت.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد