“الجلسة الأخيرة والحاسمة”.. محاكمة سعد لمجرد في إحدى قضايا الاغتصاب

انطلقت اليوم محاكمة الفنان المغربي سعد لمجرد، المتهم بعدة قضايا اغتصاب، في باريس، أمام محكمة الجنايات، وستستمر على مدى 5 أيام.

ومثل سعد لمجرد (37 عاماً)، من جديد، أمام القضاء الفرنسي لاستكمال أطوار محاكمته في إحدى جرائمه الجنسية، التي تعود فصولها إلى أواخر عام 2016.

وقال مصدر مقرب من لمجرد، في تصريحٍ صحفي، إن “أزمة سعد اقتربت من نهايتها، بعد مرور أكثر من 7 سنوات”.

وأشار إلى أن “جلسة اليوم 20 شباط/فبراير 2023، ستكون الأخيرة والحاسمة” في القضية الشهيرة، التي عصفت بلمجرد، و”سينطق بعدها بالحكم النهائي في حقه”.

في حين تحفّظ المصدر عن ذكر تفاصيل الجلسة المقبلة.

وادعى أن سعد “إنسان مؤمن ولديه ثقة كاملة في الله والقضاء لإنصافه، وعودته إلى ممارسة أنشطته الفنية من دون قيود”.

أما في حال إدانته، فقد يواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاماً. ومن المقرر أن يصدر الحكم في 24 شباط/فبراير الجاري.

الرواية الكاملة.. اتهام سعد لمجرد باغتصاب لورا ب.

اتهمت شابة فرنسية تدعى لورا ب. سعد لمجرد بتعنيفها واغتصابها، في تشرين الأول/أكتوبر عام 2016، حين كانت تبلغ 20 عاماً.

وقالت إنها “تبعت لمجرد وصديقين له إلى إحدى السهرات، بعد أن التقيا داخل ملهى ليلي”، بحسب التحقيق.

وكشفت أنها “رافقت لمجرد، في نهاية الأمسية، التي جرى فيها تناول كمية كبيرة من الكحول والكوكايين، إلى الفندق الذي كان ينزل فيه، في جادة الشانزليزيه الباريسية”.

وتابعت لورا في شهادتها للمحققين/ات أنه “داخل الغرفة، شربا الشمبانيا، ورقصا، وتبادلا القبل. فحاول لمجرد الاقتراب منها، لكنّها ابتعدت فأمسكها من شعرها، ثم استلقى فوقها واعتدى عليها جنسياً، وعجزت عن صده”.

وأكدت أن لمجرد “وجّه لكمة لها حين حاولت صده. ثم اغتصبها، بينما كانت تدفعه عنها، وتعضّه، وتخدشه، قبل أن يضربها مرةً جديدة”.

وبحسب التحقيق، أوضحت لورا أنها “تمكنت من الإفلات منه، وأخبرته أنها ستتقدم بشكوى ضده. فعرض عليها مبلغاً من المال وسواراً مقابل التزامها الصمت، قبل أن يدفعها مرة جديدة نحو السرير ويعتدي عليها”.

لمجرد بابتسامة متعجرفة: “لا دليل”

سعد لمجرد

في سياقٍ متصل، كشف التحقيق أن “موظفي/ات الفندق أفادوا/أفدن بأن شابة كانت ترتدي قميصاً ممزقاً لجأت إليهم/ن وهي تبكي وتشعر بالرعب”.

وقلن/قالوا إنهم/ن “أوقفوا/ن رجلاً مخموراً كان يطاردها”.

كما أشار أحد عناصر الأمن إلى أن “لمجرد قال حينها مع ابتسامة تنطوي على تعجرف: لا دليل”.

من جهته، ادعى لمجرد أن ما أقدم عليه “مجرد دفاع عن النفس حين هاجمته لورا فجأةً عندما كانا يتبادلان القبل”.

كما اعترض على اتهامه باغتصابها، قائلاً إنه “عاجز عن ضرب أي امرأة”.

وأوضح أنه لحق بها “لتجنّب أي فضيحة، لأنه شخصية معروفة”، بحسب التحقيق.

إثر ذلك، أُودع لمجرد السجن، قبل إطلاق سراحه في نيسان/أبريل 2017. وأرغم حينها على وضع سوار إلكتروني لمراقبة تحركاته.

وحول المحاكمة، أشار محامي الناجية لورا بي (27 عاماً)، جان-مارك ديسكوبيس، إلى أنها “ستواجه لمجرد في جلسة الاستماع، ضمن محاكمة كانت تنتظرها”.

في حين لم يرغب محاميا الدفاع عن المغني المغربي، جان-مارك فيديدا وتييري إيرزوغ، في الإدلاء بأي تصريح قبل انطلاق المحاكمة.

وكان فريق الدفاع عن الفنان “المغتصب”، اعتبر أنه “ليس هناك أي دليل على الاغتصاب”.

وبررا ذلك بأن لورا “حضرت طوعاً إلى غرفة موكلهم، ولم تُشر بصورةٍ واضحة إلى عدم رضاها”.

وفي نيسان/أبريل عام 2019، أُحيلت القضية إلى محكمة الجنح، بقرارٍ من قاضي تحقيق أعاد تصنيف التهم ضمن خانة “الاعتداء الجنسي”، و”العنف مع أسباب مشدّدة للعقوبة”.

لكن غرفة التحقيق في محكمة الاستئناف نقضت هذا الأمر القضائي مرةً أولى في كانون الثاني/ يناير 2020.

واعتبرت أن “ثمة تهماً كافيةً لتوصيف الوقائع بأنها اغتصاب”.

سجل حافل بدعاوى الاغتصاب .. وتواطؤ على تلميع صورته

هذه ليست التهمة الوحيدة ضد سعد لمجرد من هذا النوع.

فسجلّ “الفنان” المغربي موصومٌ بعدة قضايا اغتصاب مماثلة، معظمها ما تزال عالقة في القضاء.

3 قضايا مماثلة!

ففي عام 2018، تقدمت امرأة فرنسية بشكوى ضده بتهم ضربها واغتصابها في سان تروبيه.

وواجه عام 2015 تهمة الاعتداء الجنسي على امرأة مغربية فرنسية، واغتصابها في المغرب.

كما اعتُقل عام 2010 بتهمة اغتصاب امرأة وضربها في نيويورك.

رعاية فنية لتلميع صورة مغتصب

إليسا و سعد لمجرد

على الرغم من هذه القضية الأخلاقية – القضائية، إلا أن لمجرد لم يتردد في فرض نفسه على الساحة الفنية، برعاية فنانين/ات ضربوا/ن بعرض الحائط شهادات الناجيات.


في المقابل، واجه لمجرد رفضاً جماهيرياً في عدة دول عربية، على خلفية فضائح الاغتصاب التي تلاحقه.

فشُنت ضده عدة حملات رافضة لإحياء حفلاته، في لبنان والعراق ومصر، تأكيداً على أن خيار التسامح مع المغتصبين لم يعد متاحاً.

ففي العراق، أُطلقت في أيار/مايو 2022 حملة واسعة لرفض تلميع صورة “الفنان” المتهم بعدة قضايا اعتداءات جنسية.

كما عبر/ت ناشطون/ات على مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم/ن مع الناجيات، تحت وسم #حفل_سعد_المجرد_مرفوض.

وفي وقتٍ سابق، نجح وسما #مش_ عايزين_لمجرد_في _مصر و#سعد_لمجرد_مغتصب، في إلغاء حفلة غنائية له في القاهرة.

واستطاع الوسمان عام 2020، الضغط على الشركة المنظمة لحفلٍ له في “كايرو شو”.

فعمدت حينها إلى حذف الإعلان، وإلغاء توزيع التذاكر من على موقعها الالكتروني، وحذف الملصق الدعائي.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد