أردوغان وكراهية المثلية.. إعادة بثّ خطاب قديم لولاية جديدة

احتفل رجب طيب أردوغان بفوزه بولاية رئاسية جديدة، أكّد فيها إصراره على خطابه الكاره لأفراد الميم عين لام+.

خطب أردوغان أمام مناصريه في اسطنبول، أمس الأحد 28 أيار/مايو، عقب انتهاء الجولة الحاسمة للانتخابات. إذ شدّد على “رفضه” للمثلية الجنسية، مستحضرًا ذريعة “قدسية كيان الأسرة”.

وهي الديباجة التي يعتمدها رجال السلطة تمهيدًا لسياساتهم السلطوية القامعة، التي تستهدف الفئات المهمشة. فتسعى لسلبها مزيدًا من الحقوق والحريات، لصالح تكريس النمطي والسائد.

التهديد والترهيب.. رؤية أردوغان السياسية لولايته الجديدة

وفي تجسيد واضح للهوموفوبيا التي ينتهجها أردوغان، أعلن أنه “سيقطع يد” كلّ من يحاول الاقتراب من “كيان الأسرة المقدس”.

وقال موجّهًا الشكر إلى منتخبيه: “أشكر شعبي الذي مكّنني من فرصة تحمل المسؤولية تجاهه لمدة 5 سنوات إضافية”.

لكنّ إلغاء أفراد مجتمع الميم عين لام+ من هذا الشعب، يعتبر مؤشرًا خطيرًا يوضّح شكل الحريات التي يتحدّث عنها أردوغان ويسعى إلى تسييدها.

فبحسب ما جاء في خطابه، أنه “لا أحد بمقدوره أن يسيء للحريات في بلدنا”، بينما أساء إليها هو نفسه عبر التهديد والإلغاء اللذين مارسهما.

وهو ما يعيدنا إلى التصوّر الأبويّ للحريات والحقوق، فكلّ ما هو معياري له حق بممارسة حريته.

أمّا من/ما يبتعد أو يختلف عن هذه المعيارية فهو مقصيّ، ومهدد “بقطع اليد”.

كراهية المثليات/ين سبيل تسجيل النصر السياسي

وكان أردوغان قد اعتبر موقفه المعادي لأفراد الميم عين لام+، ورقةً رابحةً يستخدمها ضد خصمه كمال كليجدار أوغلو في معركة التنافس على الأصوات.

فقد أعاد التأكيد عليها عقب فوزه، واصفًا العلاقات المثلية بالـ “الشذوذ”، الذي لا يمكن أن يتسرّب لحزب العدالة والتنمية.

يذكر أن رجب طيب أردوغان، عمد منذ توليه السلطة، إلى التضييق على الناشطات/ين من مجتمع الميم عين لام+.

وتعهد خلال العام الماضي بإجراء تعديلات دستورية تهدف إلى “تجريم المثلية”، وهو ما أصرّ عليه في خطابه الأخير.

يعدّ استهداف الفئات المهمشة، والتحريض ضدها، سلوكًا شائعًا نسبيًا لدى السياسيين/ات الذي يتبنون خطابًا يمينيًا متطرّفًا.

ويسعى إلى تقويض الحريات وسلبها تباعًا وفق ما يخدم ضمان الهيمنة الأبوية على الدساتير والقوانين، وبالتالي انعكاسها على المجتمع وعلاقات الأفراد ببعضهنّ/هم.

ثم يعمد هؤلاء، وأردوغان من ضمنهم، إلى تصوير الأمر على أنه رغبة المجتمع، أو “الشعب“، وأنهم حرّاس الحرية التي يقررها “شعبهم”.

في حين أن الأمر لا يعدو كونه حراسة للسلطة الذكورية التي تستمدّ استمراريتها من اضطهاد الفئات المهمشة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد