17 أيار/ مايو.. اليوم العالمي لمناهضة كراهية مجتمع الميم-عين

يصادف 17 أيار/ مايو من كل عام اليوم العالمي لمناهضة كراهية المثليين/ات العابرين/ات ومزدوجي/ات الميل الجنسي. وذلك من أجل إحياء روح التضامن مع مجتمع الميم-عين والتنسيق لرفع الوعي حول الاضطهاد والعنف الذي يتعرضن/ون له.

منذ 2016، تحتفل بهذا اليوم منظمات ومجموعات قاعدية، في أكثر من 130 بلد. حيث تدافع عن التحرر الكلي للأشخاص من هويات جنسانية متنوعة.

وكان لاختيار تاريخ 17 أيار/ مايو بالذات قصدية سياسية كبيرة، إذ أنه اليوم الذي حذفت فيه المثلية الجنسية من التصنيف العالمي للأمراض التابع لمنظمة الصحة العالمية سنة 1990.

لتجسّد هذه المناسبة تخليدًا لذكرى انتصار حققه مجتمع الميم-عين، بعد كفاحٍ طويل. كما أنه بمثابة إعلان سياسي أن سلب الحقوق والحريات مصيره الزوال والانهزام.

وقفة تاريخية

منذ قرون تتشكل المجتمعات وفق هرميات جنسانية، غيريّة، ونمطيّة. لم يكن من الصعب تخيّل واقع الأشخاص غير المعياريين جنسانياً وجندرياً.

فقد كان العنف والقتل والقمع والفقر مصير كل من يتجرأ/ تتجرأ على العيش كما تتمنى/يتمنى.

إذ طاردت أيادي النظام الأبوي الغيري مجتمعات الميم-عين عبر التاريخ، ولا تزال حتى اليوم.

وفي الوقت الذي يسيطر فيه هذا النظام، ويستمر بفرض قوانين تمكّن مؤسساته القمعية من التحكّم بمصير هذه المجموعات ونشر العنف في المجتمعات، يستمر النضالٍ لأجل عالمٍ أفضل للجميع وخالٍ من كل هذا العنف.

ولم يترك الناشطون/ات أي وسيلةٍ لمكافحة هذا النظام و”قيمه” القمعية.

ظهر تخليد اليوم العالمي لمناهضة كراهية الميم-عين عام 2004. وبعد سنةٍ من العمل، أعلن عنه بشكلٍ رسمي في أيار/ مايو 2005 بحضور ما يقارب 24 ألف شخصٍ ومنظمة.

هذا التجمع كان بمثابة رسالةٍ واضحةٍ للعالم الأبوي المعياري أن كل العنف والاضطهاد لم ولن يمنع الناس من اختيار مصائرهن/م وهويتهن/م وجنسانيتهن/م.

كما عرف التجمع التوقيع على إعلانٍ يدعم التظاهرة حتى تصبح تظاهرة عالمية وسنوية. 

أهداف المظاهرة 

يتوخى التخليد السنوي ليوم 17 أيار/ مايو أهدافًا شاملة تتعلق بإنهاء النظام الأبوي الغيري والمعياري.

كما تركّز على أهدافٍ مركزية من أجل تحسين الأوضاع اليومية لمجتمع الميم-عين حول العالم.

من بين الأهداف التي يركز حولها هذا اليوم هو رفع الوعي بالاضطهاد والعنف والتمييز الذي يعيشه مجتمع المثليين/ات والعابرات/ين ومزدوجات/ي ومتعددات/ي الميل الجنسي إلى جانب أطياف جنسانية غير معيارية متعددة.

كما يهدف إلى إقامة حدثٍ يمكن أن يكون مرئيًا في مختلف أنحاء العالم دون طلب إقامة تحرك موحد، وذلك من أجل ضمان سلامة الأشخاص من سياقات سياسية واجتماعية مختلفة.

والحرص على ألّا تكون التظاهرة مصيدة للأنظمة القمعية والمجموعات العنيفة في استهداف أفراد المجتمع.

هذه المقاربة اللامركزية تهدف إلى الاعتراف بحق الأشخاص في الاحتفال والاحتجاج في هذا اليوم دون فرض أجندات أو تعريض حيواتهن/م للخطر.

كما أنها تقود إلى التنوع في النشاطات التي تبرز اختلاف هذا المجتمع وقدرتها على النضال بشراسة.

“معًا دائمًا: متّحدات/ون في تنوعنا”

تعتبر الثيمة الرئيسية المخلدة لـ17 مايو من كل عام هي النظر لهذا اليوم على أنه مبادرة تعمل على تعزيز حقوق الأشخاص ذوي/ذوات الميول الجنسية المتنوعة، والهويات أو التعبيرات الجندرية والخصائص الجنسانية غير المعيارية والمختلفة.

وذلك من أجل مناهضة الكراهية والعنف الذي يطال هذه المجتمعات، والدفاع عن قيم الفخر بالتنوع والحب والسعادة.

ويتولى المشرفون على التظاهرة عبر العالم نشر قيم المسؤولية والمشاركة بين أفراد مجتمع الميم-عين لأجل الدفاع عن التحرر الكامل والعمل بكل السبل الممكنة لتحقيق ذلك.

وتحمل كل سنة ثيمةً معينةً تخلد هذا اليوم. وبالنسبة لهذا العام فإن المشرفين/ات على التظاهرة وبالتنسيق مع تنظيمات مجتمع الميم-عين لام في أنحاء واسعةٍ من العالم اخترن/اختاروا ثيمة تحت عنوان “معًا دائمًا: متّحدات/ون في تنوعنا”.

وفي الوقت الذي تحقق فيه النضالات الكويرية تقدمًا مبهرًا، فإن المجتمعات القائمة عليها مهددة بخطرٍ كبيرٍ عبر العالم.

تشن الأنظمة القمعية كل يوم حملات عنفٍ عبر سن القوانين والعنف المباشر كالقتل والفقر والتشريد والتعنيف الجنسي والجسدي والنفسي، والملاحقة والابتزاز والاختطاف ضد مجتمع الميم- عين في كل مكان من العالم.

ومع ذلك يشعر أفراد المجتمع كل يوم باليأس والخذلان من الحركات الثورية.

وهو ما يستدعي رفع المزيد من التضامن والنضال والتحالف عبر الهويات والحدود والحراكات المختلفة. لأنه لا يمكن لأيٍّ كان أن يحقق حريته بمفرده.

ولا يمكن القضاء على النظام الذي يقتل ويجوّع ويقمع الناس بناءً على الطبقة أو العرق أو الجنسانية أو حالة المواطنة والجسد، سوى بتضامن جميع المقهورات/ين واتحادهن/م لأجل عالمٍ بديل وعادل.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد