في ذكرى مهسا أميني.. النظام الإيراني ما يزال يحاول قمع الثورة

في مثل هذا اليوم من العام الماضي، قتلت “شرطة الأخلاق الإيرانية” الشابة مهسا أميني أثناء احتجازها داخل أحد المراكز بذريعة عدم التزامها بالحجاب اللائق.

وقتلت مهسا البالغة من العمر آنذاك 22 عامًا نتيجة التعذيب، بحسب تقرير الطبيب الشرعي، ووفقًا لشهادة ذويها اللواتي/الذين أكّدن/ وا أنهنّ/هم استلمن/وا جثمانها مغطىً بالكامل، وتم منعهن/هم من رؤيته.

الثورة مستمرة والنظام يحاول قمعها

بعد مقتل مهسا (جينا) أميني، اندلعت انتفاضة شعبية كانت تطالب بإلغاء قانون الحجاب الإلزامي، قتلت خلالها قوات الأمن ما لا يقل عن 60 شخصًا خلال شهرها الأول.

كما بدأت الإيرانيات بخلع الحجاب في الشوارع، وخلال التظاهرات، وعلى منصات التواصل الاجتماعي معتمدات على قص الشعر كحركة احتجاجية رمزية.

وادّعى النظام الإيراني حلّ “شرطة الأخلاق”وسحبها من الشوارع، لكنّه كان مجرّد مراوغة لا قيمة لها فسرعان ما بدأ بملاحقة الفنانات اللواتي خلعن الحجاب، واعتقالهن.

ابتداءً من الصحافيتين إلهة محمد ونيلوفر محمدي اللتين غطيتا جنازة مهسا أميني، بتهم من نوع “التواطؤ مع العدو” و “التعامل مع جهات خارجية”.

وصولًا إلى اعتقال الفنانات والناشطات اللواتي شاركن بحملات خلع الحجاب، بالإضافة إلى منع المهرجانات التي تتضمن أفلامًا لممثلات خلعن الحجاب. أو صورًا لنساء غير محجبات.

وتجلّى هوس النظام الإيراني بشعر النساء عندما نشر كاميرات حرارية في شوارع البلاد، مهمتها رصد المخالفات وإرسال رسائل تحذيرية لهنّ.

وجاء هذا القرار ضمن خطة “العفة” وتضمّن تغريم النساء واعتقالهن بعد التحذير و”عدم الالتزام”.

وصحبها إغلاق مرافق عامة مثل المتنزهات، ومجمّعات الألعاب بذريعة استقبالها نساء غير ملتزمات بقواعد الحجاب.

اعتقال عم مهسا أميني ووالدها

قبيل الذكرى السنوية، واستمرارًا للمحاولات الممنهجة لقمع الثورة، اعتقلت السلطات الإيرانية صفا علي البالغ من العمر 30 عامًا، وهو عمّ مهسا أميني.

وأكدت منظمة “هنكاو” أن القوات الإيرانية اقتحمت منزله دون مذكرة توقيف واقتادته إلى مكان مجهول.

وبحسب ناشطات/ين أن مدينة سقز، مسقط رأسها مهسا شهدت تحضيرات واسعة لإحياء ذكرى القتيلة والثورة، قابلها النظام بتشديدات أمنية كبيرة. منها نصب كاميرات في محيط الضريح، وتكثيف عمليات اعتقال الناشطات/ين، وذوي اللواتي/الذين قتلن/ وا خلال الاحتجاجات على مدار عام.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by from: Iran (@from____iran)

ووردت أنباء تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أن قوات النظام الإيراني اعتقلت أمجد أميني، والد مهسا أميني صبيحة ذكرى السنوية الأولى لها.

كما اشتملت الإجراءات على طلس جدران الشوارع العامة باللون الأسود، منعًا لكتابة الجمل المناهضة للنظام عليها.

يذكر أن مهسا ليست الضحية الأولى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد سبقتها ريحانة جباري التي تم إعدامها بعد أن قتلت ضابطًا في الأمن حاول اغتصابها عام 2014.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد