الحرب على غزّة.. عن أيّ “طرفين” تتحدَّث بيلا حديد؟

بعد صمتها طيلة الفترة الماضية عن الإبادة الجارية في غزة، خرجت عارضة الأزياء الأميركية من أصول فلسطينية بيلا حديد للتعبير عن موقفها، سيّما وأن أصواتًا كثيرة تعالت متسائلةً عنه.

وشرحت بيلا حديد ما تمرّ به هي وعائلاتها. كما برّرت صمتها على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق أهل غزة، خصوصًا أنها عُرفت وعائلتها بمواقفهنَّ/م المناصرة للقضية الفلسطينية.

وفي تعليقها المتأخِّر، اعتذرت بيلا حديد عن صمتها، متحدِّثةً عن تلقيها تهديدات بالقتل طيلة الفترة الماضية. ناهيك عن اختراق هاتفها الشخصيّ وتلّقيها الإساءات والملاحقات، ما أشعر عائلتها بالخطر.

إنسانية مفخخة بالتضليل!

قالت بيلا حديد في بيانها: “لا أستطيع أن أسكت بعد الآن، فالخوف ليس خيارًا. إن شعب فلسطين وطفلاتها وأطفالها، لا سيّما في غزة، لا يستطعن/ون تحمُّل صمتنا. نحن لسنا شجعانًا، هنَّ/م الشجعان والشجاعات”.

وأضافت: “بعد رؤية آثار الغارات الجوية في غزة، أشعر بالحزن مع جميع الأمهات اللاتي فقدن طفلاتهن. والطفلات والأطفال اللواتي/الذين يبكين/ون بمفردهنَّ/م. ومع جميع الآباء، والأخوات والإخوة، والعمّات والأعمام، والصديقات والأصدقاء، والمفقودات/ين، اللاتي/الذين لن يسرن/وا على هذه الأرض مرّةً أخرى أبدًا”.

لكِّنها في المقابل أبدت أسفها على من وصفتهنَّ/م بـ”المدنيات/ين” لدى إشارتها إلى المستوطِنات/ين الإسرائيليات/ين. ولم يقف الأمر هنا، إذ وصفت المقاومة الفلسطينية بـ”الإرهاب” لدى تلميحها إلى عملية “طوفان الأقصى“. الأمر الذي أقل ما يُقال عنه أنَّه تخاذلٌ.

فبين السطور والشعارات الرنّانة، فخَّخت بيلا حديد بيانها بعبارات ومواقف ليبرالية مللنا من سماعها على ألسن الاستعمار وأبواقه. واتخذت موقفًا شاملًا بظاهره، لكِّنه إقصائيّ لحق صاحبات وأصحاب الأرض في تقرير وسيلة تحرّرهنَّ/م من الاحتلال.

 

مراحل تمييع القضايا الأربعة!

  • بدأت بيلا حديد بتبرير صمتها المدوي لأيامٍ ودماء الغزّاويات/ين تسيل.
  • بعدها، عبّرت عن تضامنها مع شعب فلسطين انسجامًا مع مواقفها السابقة وأصولها الفلسطينية.
  • ثمّ أعادت إلى الواجهة رواية “المدنيين/ات الأبرياء” مقابل “الإرهابيين/ات”.
  • وفي النهاية، اختزلت مطلب الفلسطينيات/ين من التحرّر الكامل من الاحتلال، إلى نغمة “وقف إطلاق النار” و”إدخال المساعدات الإنسانية” فقط.

انقسامٌ حول موقف بيلا حديد!

أمام ذلك، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انقسامًا واضحًا حول تصريحات بيلا. فقد أعرب البعض عن تعاطفه معها بسبب تهديدات القتل التي تصلها لترهيبها وإسكاتها.

فيما انتقدت مغرّدات/ون موقفها الحيادي الداعي إلى حلِّ السلام في المنطقة والاحتلال يرتكب مجازرًا وتطهيرًا عرقيّ في غزّة راح ضحيته أكثر من 8 آلاف حتى الآن”.

كذلك عبَّرت أخريات/ون عن صدمتهنَّ/م من تصريحات بيلا حديد في الجزء المتعلِّق بتعاطفها مع الاحتلال الإسرائيليّ.

أما نحن، فلا ننتظر مواقف ثورية من صاحبات وأصحاب الامتيازات. ولا نسأل لماذا هنَّ/م متواطئات/ون في أوقاتٍ كهذه، فنحن لا نراهن عليهنَّ/م ولم نعد نَرَاهن حتى. لكّنا لن نشيح بنظرنا عند محاولاتهنَّ/م تمييع قضايانا وتبرير سفك مزيدٍ من دمائنا.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد