دعاة الديمقراطية ورهاب الأصوات الفلسطينية

لطالما نجحت القضية الفلسطينية في إسقاط أقنعة “الحريات” عن دول العالم الغربي المتاجر بقيم العدالة والحقوق الإنسانية.

فمنذ بدء عملية طـوفان الأقصى، كشّرت العديد من الدول عن أنيابها بوجه الأصوات المساندة لحق الفلسطينيات/ين والناقلة لمعاناتهن/م، والفاضحة لوحشية كيان الإجرام الإسرائيلي.

وفي وقت يمارس فيه الأخير جـرائم إبادة جماعية بحق الغزويات/ين، لا يصمّ العالم آذانه عن تعطشه للدماء فحسب، بل يساهم أيضًا في إسكات كل صوتٍ ناقلٍ لرواية أصحاب الأرض ومظلوميتهن/م.

إلغاء جائزة الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي

في أعقاب عملية طوفان الأقصى، ألغت المنظمة الأدبية الألمانية “ليتبروم” حفل تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي. حيث كان من المقرر منحها جائزة LiBeraturpreis السنوية عن روايتها “تفصيل ثانوي”، في معرض فرانكفورت للكتاب.

وادّعت المنظمة، في بيان، أنها ستجد “شكلًا مناسبًا وإعدادًا مناسبًا للحدث في وقتٍ لاحقٍ”.

في هذا السياق، احتجّ/ت أكثر من 600 كاتب/ة وأكاديمي/ة ومتخصص/ة في مجال النشر على إلغاء حفلة تكريم الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي. فيما انسحب عدد منهن/م، من بينهن/م الكاتبة السوريّة رشا عباس، والكاتبة الأفغانيّة مشتري هلال، وآخرون، بسبب “الانحياز الواضح لإسرائيل وإسكات أصوات الفلسطينيّات/ين”.

واتهمت رسالة مفتوحة نشرتها مجلة ArabLit شركة “ليتبروم”، ومعرض فرانكفورت للكتاب بـ”إغلاق المجال أمام الصوت الفلسطيني”.

وقالت إن “إلغاء الفعاليات الثقافية ليس هو السبيل للمضي قدمًا”.

كما وقّع على الرسالة المئات من الكتّاب/الكاتبات والمحررات/ين والفنانات/ين، بما في ذلك الحائزات/ين جائزة نوبل البولندية أولغا توكارتشوك، والتنزاني عبد الرزاق قرنح، والفرنسية آني إرنو، وكذلك نعومي كلاين، وجوديث بتلر، وراشيل كوشنر.

يشار إلى أن رواية “تفصيل ثانوي” تحكي قصّة فتاتَيْن، الأولى اغتصبها ثم قتلها جنود إسرائيليين في صيف 1949 بعد النكبة. والثانية تعثر بعد سنوات على القصّة في الأرشيف، فتحاول تتبّع آثارها ووقائعها.

وضع الناشطة الفلسطينية مريم أبو دقة قيد الإقامة الجبرية

فرضت السلطات الفرنسية الإقامة الجبرية على الناشطة الفلسطينية مريم أبو دقة (71 عامًا)، عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تمهيدًا لطردها من البلاد.

طال هذا الإجراء التعسّفي تنديدات واسعة من قبل سياسيات/ين فرنسيات/ين وناشطات/ين في وسائل التواصل الاجتماعي.

وبرّرت السلطات الفرنسية طرد الناشطة الفلسطينية بأن “مريم أبو دقة تمثل تهديدًا للنظام العام في السياق الحالي الذي يتسم بالتوتر الشديد المرتبط بالحرب” وفق مصادر صحفية محلية.

من ناحيتها، استغربت مريم أبو دقة الإجراءات القمعية التي اتخذتها السلطات الفرنسية ضدها.

وأعربت، في تصريحٍ لوسائل إعلام فرنسية، عن أسفها العميق للخطوة الفرنسية، موضحةً أنها جاءت إلى البلاد بطريقة شرعية.

وأضافت الناشطة الفلسطينية التي فقدت 27 فردًا من عائلتها، إثر مقتلهن/م على يد الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة: “لا أملك الحق في التعبير أو الحديث عنهم. والآن يقولون لي إنه عليّ أن آتي إلى قسم الشرطة يوميًّا، وإن تأشيرتي ألغيت. يأمرونني بعدم التحدث. لماذا؟ أين الديمقراطية؟”

وكانت الناشطة الفلسطينية قَدِمت إلى فرنسا للمشاركة في مؤتمر حول “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”. وقد حصلت على تأشيرة لزيارة فرنسا لمدة 50 يومًا من القنصلية الفرنسية في القدس المحتلة، وذلك في شهر آب/ أغسطس الماضي.

حرية الرأي لدى “بي بي سي”… تحويل 6 صحافيات/ين إلى التحقيق

أحالت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” 6 من صحافياتها/ صحافييها إلى التحقيق الإداري، على خلفية منشورات زعمت منشورات “منحازة ضد إسرائيل”.

وأعلنت الهيئة أنها تحقق مع الصحافيات/ين العرب بعد إشادتهن/م على منصة “إكس” بعملية طوفان الأقصى التي تشنها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

والصحافيات/ون هن/م: سالي نبيل، سلمى الخطاب، محمود شليب وعمرو فكري من مكتب القاهرة. وسناء خوري وندى عبد الصمد من مكتب بيروت.

تزامن ذلك مع إيقاف التعامل مع الصحافية المصرية المستقلة آية حسام بتهمة “التحيّز لفلسطين”.

وأفادت تقارير بريطانية بأن الصحافيات/ين “نشرن/وا موضوعات مؤيدة لحركة حماس، أو وضعن/وا علامات إعجاب على منشورات تشيد بالحركة”.

ورغم إزالة هذه المنشورات، تعهدت “بي بي سي” باتخاذ إجراءات تأديبية ضد الصحفيات/ين العرب، إذا ثبت انتهاكهم “لإرشاداتنا التحريرية”، وتلك المتعلقة “بوسائل التواصل الاجتماعي”.

في المقابل، تراجعت بي بي سي عن وصف المتظاهرات/ين المتضامنات/ين مع فلسطين بـ”داعمي حماس”، وسط انتقادات لسياستها الإعلامية.

وسبق أن قالت في تغطيتها للمظاهرات التضامنية مع فلسطين، إنها “تتضمن أشخاصًا يدعمن/ون حماس، التي تصنّف في بريطانيا على أنها جماعة إرهابية”.

ثم تراجعت القناة عن هذا التعبير، وأقرّت أنه كان وصفا مضللًا للمظاهرات.

إستقالات احتجاجًا على التواطؤ الإعلامي

خلفت تغطية “بي بي سي” المنحازة للعدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة ردود فعل غاضبة في القطاع الإعلامي التونسي.

ففي ضوء التعتيم الإعلامي على جرائم الإبادة في غزة، والانحياز المخزي للصهاينة، وتعبيرًا عن دعم ومناصرة القضية الفلسطينية، بادر/ت العديد من الصحافيات/ين إلى تقديم الإستقالة من مناصبهن/م.

استقالة الصحافي التونسي بسام بونني من “بي بي سي”

إذ أعلن مراسل “بي بي سي” في شمال أفريقيا، الصحافي التونسي بسام بونني، أمس الربعاء، عن استقالته من المؤسسة البريطانية عبر حساباته على منصات التواصل الاجتماعي.

وكتب بونني: “تقدمت صباح اليوم باستقالتي من هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” لما يحتمه عليّ الضمير المهني”.

استقالة الإعلاميتان التونسيتان أماني الوسلاتي وأشواق الحناشيمن “كنال بلس”

من ناحيتهما، استقالت الإعلاميتان التونسيتان أماني الوسلاتي وأشواق الحناشي من عملهما في “كنال بلس” Canal+ الفرنسية.

فكتبت أماني الوسلاتي على “فيسبوك”: “دعمنا للفلسطينيات/ين وللقضية الفلسطينية غير مشروط وسيبقى حتى نهاية حياتنا”.

كما كشفت عن أنها تعرّضت للوصف بأنها “إرهابية وتدعم الإرهاب” لمجرد نشر العلم الفلسطيني على حسابها في “إنستغرام”.

وتابعت: “يصفونني بالإرهابية بينما يدعمون دولة صهيونية تقتل الآلاف من الرضع والأطفال والنساء منذ 75 سنة”.

بدورها، قالت أشواق الحناشي في منشورٍ لها إنه “منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، قرّرنا أنا وزميلتي وصديقتي التونسية أماني الوسلاتي وقف العمل، ولم نضع أقدامنا فيها”.

وأكّدت أن “مهنيتنا وتربيتنا ومساندتنا للقضية الفلسطينية لا مزايدة فيها”.

صانع المحتوى التونسي لؤي الشارني يتخلّى عن لقب الاتّحاد الأوروبي من أجل فلسطين

من جهته، أعلن صانع المحتوى التونسي لؤي الشارني عن تخلّيه رسميًّا عن لقب سفير النوايا الحسنة للاتحاد الأوروبي بتونس، مساندةً للشعب الفلسطيني.

وقال، في 18 تسرين الأول/ أكتوبر الجاري، إن ”ما يحدث في فلسطين فرصة لمراجعة العديد من القناعات والخيارات”. وأضاف أنه “للأسف سقط القناع، فالغرب وأوروبا يساندان كيان الاحتلال وينحازان له انحيازًا أعمى”.

وتابع: ”اللقب الذي تحصلت عليه منذ 8 أشهر وبعد عملٍ كبير أتخلى عنه اليوم. كنت أرى أنني أشترك مع الاتحاد الأوروبي مبادئ معينة مركزها الإنسان وحقوقه، وبان بالكاشف أننا نتبنى رؤى متناقضة للقضايا والحق”.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد