الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
في وقت يواصل فيه الاحتلال الصهيوني العدوان على لبنان، تتربع مأساة الأطفال/الطفلات في قلب الأزمة الإنسانية. حيث يواجهن/ون القتل والصدمات النفسية والتشريد وأوضاع النزوح الصعبة.
اليونيسيف تصرح لا أحد يسمع صرخات الأطفال/الطفلات
نشرت المنظمة الأممية المعنية بالطفولة، اليونيسيف، تقريراً يتناول الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمر بها أطفال/طفلات لبنان بسبب الحرب. أوضاع تمر في ظل تطبيع عالمي مع جرائم الاحتلال الصهيوني، الذي يحظى بدعم من كبريات الدول.
وأشار المتحدث باسم منظمة اليونيسف، جيمس إلدر، في المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف، إلى تزايد أعداد الأطفال/الطفلات الشهداء/ات والمصابين/ات نتيجة العدوان المستمر على لبنان.
حيث قُتل أكثر من 200 طفل/ة في أقل من شهرين. وهو أمر يعكس تصاعد العنف الاستعماري الذي يهدد مستقبل الأجيال القادمة.
هذه الأرقام، بحسب إلدر، ليست مجرد إحصاءات مأساوية، بل تمثل واقعًا مريرًا أصبح بالنسبة للأطفال/الطفلات في لبنان “تطبيعًا صامتًا للرعب”.
مأساة الأطفال.. خسائر بشرية هائلة وآثار نفسية عميقة
منذ بدء العدوان في لبنان، يقتل الاحتلال في المتوسط أكثر من ثلاثة أطفال/طفلات يوميًا، ويُصاب العديد منهن/م بجروح بالغة، فضلاً عن تعرضهن/م لصدمات نفسية شديدة.
وذكر إلدر في المؤتمر أن الأطفال/الطفلات باتوا ضحايا لعدوان لا يعرف حدود. حيث تتساقط الصواريخ في المدن وتدمر البنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس، التي يعتمد عليها الأطفال/الطفلات في حياتهن/م اليومية.
ذكر التقرير أيضاً حالة سيلين حيدر، لاعبة كرة القدم في المنتخب اللبناني، والتي ترقد في غيبوبة إثر إصابتها بشظية صاروخ في رأسها نتيجة لعدوان صهيوني على بيروت. وهي قضية تبرز بشاعة الواقع الذي يعيشه الأطفال/الطفلات والفئات الشابة في لبنان، وتوضح حجم المعاناة المستمرة.
View this post on Instagram
أوجه التشابه مع غزة.. تكرار المأساة
في تصريحاته، أشار إلدر إلى أوجه التشابه المقلقة بين الوضع في لبنان وأوضاع الأطفال/الطفلات في غزة.
فقد أصبح مئات الآلاف من الأطفال/الطفلات في لبنان بلا مأوى، وتتعرض مدارسهن/م للهجوم، وتُغلق المرافق التعليمية بسبب تفاقم العدوان. كما أن المستشفيات والمرافق الصحية تتعرض هي الأخرى للاعتداء، ويُقتل العاملون/ات في مجال الصحة بشكل متزايد.
وقال ألدر: “يجب أن نأمل ألا تشهد الإنسانية مرة أخرى هذا المستوى المستمر من القتل العنيف الذي يتعرض له الأطفال في غزة، على الرغم من وجود أوجه تشابه مخيفة مع الأطفال في لبنان”.
وأضاف: “التشابه الرابع المخيف مع غزة هو التأثير النفسي الخطير على الأطفال. أصبحت العلامات المزعجة للاضطراب العاطفي واضحة بشكل متزايد. والتشابه الأكثر إثارة للقلق مع غزة هو أن تصاعد عدد الأطفال القتلى لا يثير أي استجابة ذات مغزى من أصحاب النفوذ”.
وأشار التقرير أن الأثر النفسي للدمار والدماء يزداد وضوحًا. حيث تبدأ علامات الاضطراب العاطفي تظهر على الأطفال/الطفلات بشكل متزايد. وأكثر ما يثير القلق هو حسب التقرير أن العالم لا يزال يتجاهل صرخات الطفولة في لبنان. حيث لم يُتخذ أي رد فعل ملموس من قبل الجهات المؤثرة لوقف هذه المأساة.
أين تحميل المسؤولية
رغم تأكيد التقرير بأن الوضع في لبنان، كما في غزة، هو وضع إنساني مأساوي يحتاج إلى استجابة حاسمة توقف الاحتلال وتحاسبه.
خصوصاً أن استمرار العنف ضد الأطفال/الطفلات والشعب اللبناني بأسره يتطلب تحركًا عاجلاً لوقف دوامة العدوان والعنف الاستعماري وتوفير الحماية اللازمة للفئات الهشة وعلى رأسها الأطفال/الطفلات.
تجنب التقرير أي ذكر للجهة المسؤولة عن هذه المآسي وهذا العنف. حيث قدم أعداد الضحايا، لكن لم يحدد من قتلهن/م ألا وهو الاحتلال الصهيوني.
وهو ما يجعل التقارير الأممية غير قادرة على الانسجام مع المبادئ التي تدعو لها. فمن جهة، تقول أن صرخات أطفال/طفلات لبنان غير مسموعة، لكن لا تستطيع الإشارة إلى من يخنقها، ولا تحاسب من يقتلهن/م ولا تحدد هويته.