نصف مستخدمات الإنترنت في العالم العربي يخشين التحرش الإلكتروني
49% من مستخدمات الإنترنت في المنطقة العربية أكدن أنهن لا يشعرن بالأمان من التحرش الإلكتروني. هذا ما كشفه تقرير الأمم المتحدة الجديد بعنوان: “العنف ضد المرأة في الفضاء الرقمي: رؤى من دراسة متعددة الأقطار في الدول العربية”. وأشار إلى أن “36% من النساء العربيات اللواتي تعرضن للعنف الإلكتروني العام الماضي نصحن بتجاهل الواقعة، بينما ألقي اللوم على 23% منهن، وقيل لـ21% منهن أن يحذفن حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بهن”.
التقرير أجرى استقصاء شمل أكثر من 11500 مستخدم ومستخدمة للإنترنت ممن هم/هن فوق سن 18 عاماً في العراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وفلسطين وتونس واليمن، باستخدام تقنية مبتكرة لجمع البيانات على شبكة الإنترنت، بهدف كسب الفهم حول مدى شيوع العنف الإلكتروني في المنطقة العربية وتأثيره على النساء والفتيات العربيات، وعواقبه عليهن، ومعرفة العوائق التي تحول دون وصول الناجيات إلى الخدمات وتقديمهن البلاغات”.
وبين التقرير أن “أكثر من واحدة من كل 5 نساء تعرضن للعنف الإلكتروني في المنطقة، حذفن أو ألغين تنشيط حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي. بينما “اعترف أكثر من واحد من كل 3 رجال تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً شملهم الاستقصاء في المنطقة، اعترفوا بأنهم ارتكبوا أحد أشكال العنف الإلكتروني ضد النساء”. وعند سؤالهم عن أسباب ارتكابهم للعنف عبر الإنترنت ضد النساء، أجاب 26% منهم أن “السبب الأول في ذلك هو أنه حقهم”، بينما صرّح 23% آخرون أنهم “ارتكبوا أعمال عنف إلكتروني بغرض التسلية”.
كما أوضح التقرير الأممي أن الشكل الأكثر شيوعاً للعنف الإلكتروني، الذي يؤثر على النساء في المنطقة، هو تلقي صور أو رموز غير مرغوب بها ذات محتوى جنسي بنسبة 43%، تليها مكالمات هاتفية مزعجة ومحاولات تواصل غير لائقة أو غير مرحب بها بنسبة 38%، ثم تلقي رسائل مهينة و/ أو بغيضة بنسبة 35%”. كما أن 22% من النساء اللاتي تعرضن للعنف عبر الإنترنت تعرضن “للابتزاز الجنسي المباشر”. وأفادت النسبة الأكبر من النساء اللواتي تعرضن للعنف عبر الإنترنت أنهن تعرضن له على فيسبوك بنسبة 43%، وإنستغرام بنسبة 16% وواتساب بنسبة 11%. ومن بين النساء اللواتي تعرضن للعنف العام الماضي، أفادت 44% منهن أن الواقعة تعدت الحيز الافتراضي.
وطرح التقرير بحثاً نوعياً حول تجارب العنف عبر الإنترنت من خلال منظور منظمات المجتمع المدني والناشطات وجهات تقديم الخدمات. كما أُجري مسح للقوانين والخدمات المتوفرة حالياً، والمتعلقة بالعنف الإلكتروني الذي تيسره تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كذلك، سلط التقرير الضوء على “الجهود الكبيرة التي بذلت للتصدي لهذه الظاهرة في المنطقة”، لافتاً إلى أن “دول مثل المغرب والسعودية وتونس ولبنان ومصر عدلت قوانين العقوبات الخاصة بها وتشريعات التحرش الجنسي والعنف الأسري، لتجرّم العنف الإلكتروني ضد النساء”. بالإضافة إلى أن 15 دولة عربية من أصل 22 أتاحت خطوطاً لمساعدة ضحايا العنف الإلكتروني.
التقرير الذي أصدرته هيئة الأمم المتحدة للمرأة، جاء بمناسبة احتفال العالم بحملة الـ16 يوم الخاصة بمناهضة العنف ضد النساء.