الناجيات يطالبن بالمحاسبة.. “الأستاذ والإعلامي” سامر مولوي متحرش

“في بنات مش حاسة بالأمان بوجود هيك شخص بمنصب أستاذ”، هكذا اختتمت إحدى طالبات الأستاذ سامر مولوي، المدرّس في ثانوية جورج صراف للبنات في طرابلس، منشورها على فيسبوك.

وأكدت أن المولوي “يبتز طالباته بعلاماتهن في حال لم يخضعن لمضايقاته. ويمسك يدي تلميذاته ويهددهن بتخفيض علاماتهن في حال رفضن تصرفاته، وسيضايقه وجود فتيات لا يرغبن في التقاط صورةٍ معه”. كما لفتت إلى أنه “يتوجه للطالبات بكلماتٍ بذيئة وإهانات وتم التوجه إلى الإدارة التي لم تستجب وتجاهلت طلباتنا، لذلك أنا هنا اليوم لأتحدث عن سلوكيات هذا الشخص”.

وفي حين لم يستغرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي تجاهل الإدارة لشكاوى الطالبات، اعتبروا أنه “يعكس صورة البيئة الأبوية التي تبرئ المتحرش والمغتصب وتلوم الضحية”. بينما تحدث آخر عن “خطورة الاعتداءات الجنسية التي تشكل واحدة من أكبر المشاكل التي نواجهها في مجتمعنا، ولا سيما على صعيد المؤسسات التربوية. فيستغل بعض المدرسين والإداريين سلطتهم على الطلاب ليخيروهن/م بين الاشتراك في ممارسات جنسية غير مرغوب بها والتعرض لمضايقات متكررة أوالتضحية بمستقبلهن/م العلمي”. وأدان “الإسقاطات النفسية القذرة التي تتوجّه ضد الناجيات، للدفاع عن المعتدين”، مؤكداً على ضرورة “خلق بيئة آمنة ومريحة لهن، ودعمهن بوجه كل متحرش ومغتصب ومعتدٍ”.

واقع النكران الذي تواجهه معظم الناجيات من التحرش من قبل المجتمع، يجبرهن أحياناً على السكوت عن التحرش، ما قد يوقعهن مراراً وتكراراً ضحية اعتداءاتٍ من هذا النوع. إلا أن بوح إحدى الناجيات في واقعة ثانوية جورج صراف، شجع زميلاتها على فضح الأستاذ الذي استغل منصبه ليعتدي على تلميذاته بصورةٍ متكررة.

“رفيقتي طلبت إذناً للذهاب إلى الحمام واثناء خروجها من الصف وضع يده على مؤخرتها”، نشرت إحدى الطالبات. وتقول أخرى: “حتى لما بنت كانت تقرأ بالصف كان يقترب منها ويمسك يدها وفخذها”! لتؤكد ثالثةً بأنه “هناك الكثير من المواقف المشابهة، وأن بعض المعلمات لا يلقين عليه التحية بسبب سلوكياته اللا أخلاقية، حتى إدارة المدرسة كانت على علم بذلك لكنها لم تحاسبه”.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالناجيات الشجاعات استطعن أن يفضحن سلوكيات المعتدي سامر مولولي ليس فقط بحق الفتيات، بل أيضاً بحق طلابٍ ذكور، سجل أحدهم اعترافاته في سياق الحملة الإلكترونية التي رافقت قضية الأستاذ المتحرش.

“كانت ملامحي ناعمة نوعاً ما، وصوتي ليس خشناً كثيراً، وفي إحدى المرات كنت أعطيه الدفتر فوضع يده على خصري ليقربني أكثر إليه بحجة أنه يريد أن يسمعني جيداً”، صرح أحد الطلاب. وأضاف: “حينها لم أعرف ما الذي يجب علي فعله، لم أستوعب وكنت أعتقد أن هذا موقف عادي”.

وعلى الرغم من التصريحات الكثيرة المؤكدة لتكرار وقائع التحرش، إلا أن الأمر لم يخل من تسلّل المبررين الذين واظبوا على لوم الناجيات/ين، في صورةٍ تعكس التواطؤ المجتمعي على الضحايا والتبرئة التي يتوقعها المذنب في كثيرٍ من الحالات المشابهة. “بيكون بدن علامة عالية وما حطلن، وهلق تذكروا يحكوا”، كتب أحد المبررين للفساد الأخلاقي الواقع بحق طالبات بعضهن قاصرات، ليغازله آخر بأسلوبٍ يزيح الستار عن الإفلاس القيمي “وليش هني ساكتين لو ما كانوا مبسوطين”!

وعقب نشر إحدى الطالبات لشهادتها، داعيةً إلى “النشر على أوسع نطاق” بهدف وضع حد لهذه الاعتداءات، انتشر الخبر على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوالت التعليقات الداعمة للطالبة، ما دفع باتجاه الدعوة لتحرك احتجاجي أمام الصرح التربوي الذي ينتمي إليه المعتدي، للمطالبة بمحاسبته.

واحتجت مجموعة من الطالبات والطلاب وذويهم/ن داخل المدرسة في طرابلس صباح 12 كانون الثاني/ديسمبر، تضامناً مع الفتيات اللاتي تقدمن بشكاوى ضد الأستاذ، واستنكاراً لموقف الإدارة المتواطئ والمتخاذل بحق الطالبات. وطالب المحتجون من القضاء المختص  بـ”فتح تحقيق فوري مع الاستاذ المعني، وعزله ومحاسبته على جرائمه”.

وفي حين حضر التفتيش المركزي إلى الثانوية لأخذ شهادات الطالبات، شدّد المحامي نهاد سلمان متحدثاً باسم أهالي الطالبات والطلاب، على ضرورة “عدم السكوت عن الموضوع، وشطب سامر المولوي من الكادر التعليمي على الأقل، لأنه يشكل خطراً على الطالبات”، مؤكداً التوجه لـ”اتخاذ الإجراءات القضائية بحقه”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد