آيات الرفاعي.. قتلها ومشى في جنازتها  

لا يكاد يمرّ يوم من دون أن نسمع بحادثةٍ تعكس مدى تجذّر كره النساء، في مجتمعاتٍ ألّهت الذكور واعتبرت الخروج عن بيت طاعتهم السلطوية جريمةً لا تُغتفر.

آيات الرفاعي، اسمٌ جديد ينضم إلى قافلة ضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل تواطؤٍ ممنهج مع قمع النساء بكافة أشكاله وسكوتٍ مألوف عن العنف الممارس بحقهن.

إذ انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر جريمة قتل الشابة السورية آيات الرفاعي (21 عاماً)، على يد زوجها غياث الحموي، بتاريخ 31 كانون الأول/ديسمبر 2021.

وكشفت مصادر طبية، في تصريحاتٍ صحفية، عن “تعرض آيات لضربٍ أودى بحياتها”. وأفادت المصادر أنها “وصلت إلى مستشفى المجتهد الساعة 11 ليلاً، وفارقت الحياة”.

وأكد التقرير الطبي أن الضحية، التي تسكن في منطقةٍ قريبةٍ من المستشفى، ظهرت بقع زرقاء على كامل جسمها، تحديداً في منطقة الرأس”، ما يؤكّد تعرضها للتعنيف. وأشار التقرير إلى وجود “علامات توحي بوفاتها قبل وصولها بساعتين”، بحسب المصادر نفسها.

كما أشارت إلى أن “الطب الشرعي يواصل إجراءاته، للوصول إلى كافة التفاصيل، بعد تشريح الجثة واكتشاف كدمات داخلية في الدماغ قد تعني تعرضها للضرب”، في ظل تضليلٍ مجتمعي وصل إلى حد محاولة تصوير الجريمة على أنها حادثة انتحار.

في غضون ذلك، نشرت وزارة العدل السورية يوم 4 كانون الثاني/يناير الجاري بياناً أكدت فيه أنه “ألقي القبض على الفاعلين، والتحقيقات جارية لمعرفة حيثيات القضية”.

من ناحيته، علّق المحامي رامي الخيّر، خلال برنامج “المختار” الإذاعي، على الجريمة التي وصف تفاصيلها بـ”الشنيعة”. وأوضح أن الضحية “التي تزوجت في عمرٍ صغير، تعرضت للعنف الجسدي عن طريق ضرب رأسها في الحائط حتى الوفاة”. ولفت إلى أن “تقرير طبيب الشرعي يدل على شبهة كبيرة بحدوث جريمة”.

من ناحية ثانية، عبر الخيّر عن استغرابه من غياب موقف الأهل، معتبراً أنه “في حال تأكدت الجريمة عن طريق الجهات المختصة، فهم إما شركاء أو متدخلين فيها”.

وانتشرت روايات على مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن آيات الرفاعي، وهي أم لطفلة تبلغ من العمر عاماً واحداً، “كانت مقيمة مع عائلة زوجها، وتعرضت منذ زواجها للتعنيف والمعاملة السيئة، سواء من قبل الزوج أو أهله”. ولفتت الروايات إلى تعامل أهل الضحية المتسامح والمتساهل مع معنفها، ما يؤكد الصمت المفتعل مع جرائم التعنيف، أسرياً واجتماعياً على حدٍ سواء.

نعوة آيات الرفاعي

كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بطاقة نعوة الضحية، التي ورد فيها إسم قاتلها تحت مسمى “زوج الفقيدة” بشكلٍ طبيعي، في صورةٍ تعكس مدى التهاون في قتل النساء والتمادي في طمس الحقائق المرتبطة بإساءة معاملتهن وتعنيفهن وقتلهن.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد