لماذا تسكت الكنيسة عن “إهانة الرب”؟

دعا البابا فرنسيس، في عظته في رأس الكنيسة الكاثوليكية إلى “إيقاف العنف ضد النساء والفتيات”، معبّراً عن أسفه من ازدياد العنف ضدهن.

وخصص البابا عظته، بمناسبة اليوم العالمي الخامس والخمسين للسلام، للدعوة إلى “وقف العنف في أنحاء العالم”، ووصف العنف ضد النساء بأنه “إهانة للرب”.

وأضاف: “بينما تمنح الأمهات الحياة وتحفظ النساء العالم، لنجتهد جميعاً كي ندعم الأمهات ونحمي النساء”. وتابع: “الكنيسة أم، الكنيسة امرأة”.

تصريح البابا لاقى انتقاداً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ رأى البعض أن مقاربته تحمل تمييعاً لقضايا مناهضة العنف ضد النساء، خصوصاً في ظل سكوت الكنيسة عن حالات العنف المستشرية.

في هذا السياق، دعته بعض التعليقات إلى مناقشة قضايا النساء بشكلٍ مستقل، بعيداً عن الرب. إذ غرد حساب على  تويتر قائلاً: “اترك الإله خارج هذا النقاش حضرة البابا”. واعتبر أن “الفاتيكان شريك في الخداع والألم والمعاناة”، بحسب ما ورد في تغريدته.

تغريدة

وغمز آخرون من قناة فضائح التحرش المتكررة من قبل القساوسة، ومحاولات التعتيم من قبل الفاتيكان. فتساءل أحد الناشطين: “ماذا عن العنف والاعتداء الجنسي من قبل القساوسة ضد الأطفال/الطفلات والراهبات الأبرياء”.

في إطارٍ متصل، انتقدت الصحافية اللبنانية سناء خوري المقاربة التي قدّمها البابا في سبيل الدعوة إلى الحد من العنف ضد النساء. وتساءلت عن ما إذا كان “من الضروري أن يكون تعنيف النساء إهانة لله لكي يعتبر خطأ؟ أم هل يا ترى إذا وصفناه كإهانة للنساء التي تتعرض للضرب أو للقتل لن يُعتبر جرماً خطيراً كفاية؟”. وطالبت “السادة رجال الدين أن يخففوا الاستعارات والتشابيه والاستعانة بالشياطين والملائكة ليتكلموا عن النساء”.

وقالت: “بعد أن عيّن البابا فرنسيس امرأة واحدة فقط في منصبٍ قيادي، للمرة الأولى في التاريخ، اعتبر أن كنيسته لم تعد بؤرةً للذكورية ولفرض مفاهيم تمييزية ضد النساء، كغيرها من السلطات الدينية”.

من جهته، علق الإعلامي نيشان ديرهاروتنيان على تصريح البابا، قائلاً إن “العنف ضد النساء هو اعتداء على النساء أنفسهن، ويؤذي النساء أنفسهن، ويجرح ويهين النساء أنفسهن”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد