جيشي يقتل زوجته.. جريمة جديدة بذريعة الشرف

استفاق سهل عكار في بلدة دارين، مساء 22 آذار/مارس 2022، على جريمة جديدة ولكنها ليست الأولى، أودت بحياة أمٍّ أمام أعين أولادها داخل منزل قتيلها.

وفي التفاصيل، اتضح أن مرتكب الجريمة هو عسكري في الجيش ويدعى “أ.ح.”، أطلق النار على زوجته ليصيبها بعدة رصاصات في رأسها أمام أولادها.

وعلى الأثر، جرى نقل الضحية بحالة خطرة إلى إحدى مستشفيات الشمال، لكنها فارقت الحياة.

بينما توارى القاتل عن الأنظار، ولا يزال التحقيق مستمراً من أجل كشف تفاصيل الجريمة من قبل القوى الأمنية.

وكعادة التبريرات الذكورية التي تطلق في حالات قتل النساء والفتيات، نقلت مصادر صحفية أن المعلومات الأولية التي كشفت عن سبب الجريمة يرتبط بالتذرع بـ”الخيانة”. هكذا تستمر منظومة القتل الأبوية في تشريع قتل النساء وتبرأت الرجال القاتلة تحت مسمى الشرف.

وعلى الرغم من إلغاء المادة 562 من قانون العقوبات، التي كانت تشترط “توافر عنصر المفاجأة للاستفادة من العذر المخفّف للعقاب لمن يقدم على قتل أو إيذاء زوجه أو أحد أصوله أو فروعه أو أخته”، إلا أن هذه المادة لم تلغَ من النفوس التي يغلب عليها الطابع العنفي والقاتل لأرواح وأجساد النساء.

وفي ظل غياب الإحصاءات الرسمية والتوثيقية لما يسمى بـ”جرائم الشرف”، فإن مجرد القاء نظرة على عناوين الأخبار تحت عنوان ” قتل زوجته، نحر أخته، خنق ابنته، سمم حبيبته…إلخ “، يتبين لنا خطورة ما نشهده من تنامي ظاهرة قتل النساء وتعنيفها.

فالأسماء فقط تتبدل وتتغير أما الضحية، فهن النساء والفتيات ليس في لبنان فقط، بل في كل المنطقة العربية.

وحدها النساء مع أطفالها وطفلاتها تدفع ثمن النظام المجرم والمتخلف المحصن بالشرف الزائف وعبارات تخلقها الأنظمة لتبرير فشلها وسقوطها أمام امتحان الإنسانية.

وأما عن هذه الجريمة تحديداً، وما يجعل تبرير قتلها على يد زوجٍ عسكري مثير للريبة والسخرية في آنٍ معاً، هو ارتباط  ثلاثية الجيش “شرف، تضحية، وفاء” بتبرير الجريمة (الخيانة)!  فهل هذا ما يتعلّمه بعض العساكر في الوطن؟ وهل قتل النساء باسم الشرف ثم التواري عن الانظار، شرف؟

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد