الإعلامية غادة عويس توثّق الحملة السعودية – الإماراتية لتشويه سمعتها

أعلنت الإعلامية اللبنانية غادة عويس عن نيتها توثيق محاولة النظامين السعودي والإماراتي اغتيالها معنوياً، وتفاصيل التجسّس عليها، في كتابٍ مرتقب.

واستُهدفت غادة عام 2020 بهجماتٍ إلكترونية، بعد سرقة صورٍ لها، واستغلالها بهدف نشر قصص مفبركة وتشويه سمعتها.

وجاء ذلك بعد زرع برنامج التجسّس الإسرائيلي المعروف “بيغاسوس” على هاتفها.

واختارت غادة حينها، بحسب تصريحاتٍ لها، مواجهة أنظمة الاستبداد في المنطقة، والتصدي لـ”الادعاءات المهينة والمحمّلة بكراهية النساء”.

غادة عويس تعد بتوثيق فضائح النظام السعودي

قالت غادة عويس، عبر تويتر، إنها ستوثّق قريباً تجربتها الصحافية “في العالم العربي المنهك بالاستبداد والفساد”.


ونشرت تغريدتها بالتزامن مع نشر تقرير وثّق الحملة الممنهجة التي طالتها، بهدف اغتيالها معنوياً، وكتم صوتها، ووقف انتقاداتها لانتهاكات النظام السعودي.

بينما أعدت التقرير المعمق شبكة “Forbidden Stories”، المتخصصة في التحقيقات الاستقصائية.

“إنها طريقة جديدة لقتل الصحافيات/ين وإسكاتهن/م. قتل الشخصية والكلمات والأسئلة، بدلاً من قتل الجسد.”

واعتبرت غادة، بحسب التقرير، أن ما تعرضت له من هجمات “هي طريقة جديدة لقتل الصحافيات/ين فعلياً، وإسكاتهن/م”.

وعلّقت على الهجمة بأنه “بدلاً من أن تدفع لشخصٍ لاغتيالك جسدياً، فأنت تدفع لشخص لاغتيالك فعلياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي”.

وتابعت: “أنت تقتل الشخصية بدلاً من قتل الجسد، تقتل الكلمات، وتقتل الأسئلة”.


وأكدت أن العنف المبني على النوع الاجتماعي الذي استهدفها، عززه كونها امرأة.

فقالت: “أنا عربية، وهذا يعني أنه ليس عليّ أن أطرح أسئلة صارمة. وصحافية، وهذا كافٍ لأن يُنظر إلي بشكلٍ سيئ. إضافةً إلى أنني امرأة“.

أمير سعودي جنّد شبكة مرتزقة لتشويه صورة غادة عويس

كشف التقرير خبايا علاقة مشبوهة بين الأمير السعودي سطام آل سعود و“مرتزقة التأثير الرقمي”.

إذ عملوا/ن قبل سنوات على تشويه صورة الإعلامية اللبنانية غادة عويس.

وتطرّق التقرير إلى تفاصيل تجنيد كل من اللبنانية ماريا معلوف، واللبناني جيري ماهر، والأميركية شارون فان رايدر، والأميركية – الإسرائيلية إيرينا تسوكرمان.

ووصف المذكورين/ات بـ”المرتزقة المكلفين/ات للاعتداء على غادة، بحضور ممثلين عن سعود القحطاني مستشار ابن سلمان، ووكالة تجسّس إماراتية في فندق في دبي، برفقة متعرّيتين روسيتين”.

وأشار التحقيق إلى أن استهداف غادة بدأ منذ 9 حزيران/يونيو عام 2020، حين نشرت صانعة المحتوى الأميركية شارون فان رايدر صورة لامرأة في حوض استحمام.

 شركة إماراتية تتجسس على غادة عويس من خلال برنامج بيغاسوس الإسرائيلي

ورُجح أن تكون الصورة، التي زُعم أنها تخص غادة عويس، تم الحصول عليها عبر اختراق هاتفها. والتلاعب بها بشكلٍ مخادع لجعلها تبدو عارية.

إذ تم زرع برنامج بيغاسوس الإسرائيلي للتجسس على هاتفها من شركة إماراتية.

ووصفت شارون فان رايدر، غادة عبر تويتر بـ”الكاذبة”. وادعت أنها “باعت نفسها للإرهابيين للحصول على حكاية صحفية”.

وأضافت أنها تعمل في “شبكة تبث معاداة السامية”، في إشارةٍ إلى قناة الجزيرة.

كما توجهت حينها آلاف الحسابات الإلكترونية، التابعة للسعودية، بإهاناتٍ ورسائل كراهية ضد الإعلامية اللبنانية.


وبحسب التقرير، قالت غادة عويس، تعليقاً على الهجوم الإلكتروني: “كان من الغريب أن يكتب المواطن الأميركي، الذي لا يتحدث العربية ولا يعرفني، تغريدات عني ليل نهار”.

ووفقاً لتحقيقٍ أجرته Die Zeit الألمانية، تلقّت شارون أجراً مقابل تغريداتها المؤيدة للسعودية والمهاجمة لغادة عويس.

وذلك بعد لقاءٍ جمعها مع الأمير سطام بن خالد آل سعود في دبي، في أيار/مايو 2019.

وكان لافتاً وجود ممثلٍ عن سعود القحطاني، مساعد محمد بن سلمان، الذي تأكد إشرافه على مقتل المعارض السعودي جمال خاشقجي.

كما حضر اللقاء اثنان من ممثلي شركة دارك ماتر للأمن السيبراني (شركة إماراتية) و”مُتعريتان روسيتان”.

وأضاف التقرير أنه “بناءً على طلب الأمير سطام آل سعود، قامت شركة دارك ماتر، باختراق هاتف الإعلامية غادة عويس”.

وكشفت “Forbidden Stories”، أنه في إفادةٍ أدلت بها فان رايدر عام 2022، قالت إنها “حصلت على أموال من وسيط نيابة عن سطام آل سعود، للتحايل على قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA)”.

وتم تأكيد ادعاءات فان رايدر مع شخص حاضر في الإيداع. ولم يستجب مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة العدل إلى طلبات التعليق.

ما علاقة جيري ماهر وماريا معلوف؟

ذكرت فان رايدر خلال جلسات التحقيق معها من قبل مكتب التحقيق الفيدرالي “أف بي آي” أن “الإعلامية اللبنانية ماريا معلوف هي جزء من المشروع الإعلامي، الذي هاجم غادة عويس”.

وأضاف التقرير أن “سطام آل سعود موّل المشروع، وأخبر فان رايدر أن رجلاً يدعى جيري ماهر سيتحدث عن الخطوات التالية”.

من جهتها، أشارت الإعلامية المستهدَفة إلى أن “المشكلة الحقيقية لم تكن فان رايدر، بل الأشخاص الذين سيدفعون لها مقابل ذلك”.

وأوضحت، بحسب التقرير، أنه “لو لم تكن هي، لكان أي شخص آخر . وإذا توقفت هي سيبدأ شخص آخر”.

وأضاف التقرير أنه “بين تشرين الثاني/نوفمبر 2019 وآذار/ مارس 2020، حوّل ماهر 4 أقساط على الأقل بقيمة 2500 دولار أميركي إلى شارون. ما أنكره ماهر وآل سعود في حديثهم إلى مُعدي/ات التقرير”.

كما تطرق إلة مشاركة إيرينا تسوكرمان، محامية أميركية – إسرائيلية، في الهجمة الإلكترونية ضد غادة عبر مهاجمتها، في مقاطع فيديو ومقالات رأي وظهور تلفزيوني.

كما تعرضت إيرينا تسوكرمان بالإهانة إلى العديد من منتقدي/ات النظام السعودي، بعد مقتل خاشقجي.

وشكّكت علناً في عمل المحققين/ات المستقلين/ات للدفاع عن محمد بن سلمان.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد