من إيران إلى أفغانستان وسوريا وحش شرطة الأخلاق يطارد النساء

ينتج عن اتحاد السلطتين السياسية والدينية نظام حكم فاسد متطرّف. يولي جلّ اهتمامه لتكريس المشاكل الموجودة في المجتمع، وتعميقها بما يعود له بمزيد من الفائدة والاستحواذ.

وتشكّل “شرطة الأخلاق” بمختلف أفرعها، أوضح أشكال هذا الهوس في السيطرة على أجساد النساء. والتحكّم بخياراتهن تحت ذريعة أن “صلاح حال البلاد من صلاح حال نسائها”.

محافظة إدلب السورية تحت قمع شرطة الأخلاق

تعمل هيئة تحرير الشام على فرض نمط مجتمعي متشدد في المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال غرب سوريا، بعد أن نجحت في تكريس حكمها لتلك المناطق، عبر تحجيم الفصائل الأخرى خلال السنوات الأخيرة.

وقد عمدت حكومة “الإنقاذ” التي شكّلتها هيئة تحرير الشام عام 2017 إلى تسريب مشروع قانون جديد بعنوان “الآداب العامة”.

ويتضمّن هذا القانون 128 مادة، من ضمنها تشكيل “شرطة الأخلاق” وفتح باب الانتساب إليها للنساء والرجال. كما سبق وأن فرضت الهيئة ارتداء الحجاب على الطفلات اللواتي بلغن سن 12 عامًا فما فوق.

وتضمن القانون المطروح حزمة من المحرمات والممنوعات من بينها منع الاختلاط بين الجنسين، إلا بإثبات أنهما من المحارم، ومنع المعازف والعروض المرئية المسموعة “المخالفة للدين والذوق”.

ونصّ المشروع في الفصل الأول من الباب الثالث، على الصلاحيات الموكلة لشرطة الآداب، وتشمل الرقابة على وسائل الإعلام، ووسائل التسلية والترويح، والمؤسسات التجارية والصناعية والخدمية والطرق والمرافق العامة، ومنع مخالفات الآداب والذوق العام فيها.

مآسي النساء تحت الحكم المتطرف.. واحدة لا تتجزأ

ولشرطة الآداب صلاحية منع الأعمال المخالفة، وضبطها أو إزالتها، أو القبض على المخالفين، أو إغلاق المحال المخالفة. ووفقًا للقانون يترتب على الشرطة القيام بدوريات، ويختلف عددها في اليوم الواحد حسب الوضع، لكنها لن تقل عن ثلاثة دوريات.

وحسب الفصل الخامس، على عناصر الشرطة المختصة (شرطة الآداب) القبض على مرتكبي المخالفات المذكورة وكتابة ضبط بذلك، وأن يبلغوا القاضي فورًا بمذكرة.

وسبق وأن مهدت هيئة تحرير الشام لقانون الآداب العامة عبر سلسلة من الإجراءات كان من بينها إصدار وزارة التربية في حكومة الإنقاذ العام الماضي تعميمًا موجهًا إلى المؤسسات التعليمية الخاصة يقضي بإزالة الرسوم والصور المرسومة على الجدران في المدارس، وارتداء اللباس الشرعي الساتر الفضفاض من قبل طلاب مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي.

وتضمن التعميم ارتداء اللباس الشرعي الساتر الفضفاض من قبل الكوادر للفتيات والنساء. والفصل التام بين الطلبة الفتيان والفتيات لمرحلتي التعليم الأساسي والثانوي.

بالإضافة إلى منع اصطحاب الهواتف من قبل الطلبة، والابتعاد عن الموسيقى والعروض غير اللائقة والمخالفة للضوابط الشرعية على منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمؤسسات التعليمية، وفي الاحتفالات التي تقيمها المدارس داخل المنشآت أو خارجها.

وينذر هذا التطوّر المتطرّف بواقع مزرٍ يتربّص بالنساء والفتيات اللواتي يرزحن تحت هذا الحكم، كما يهدد حريتهنّ وخياراتهنّ الشخصية. كما يستحضر إلى الأذهان المآسي التي طالت النساء في إيران وأفغانستان والسعودية وماليزيا والسودان حيث عانت النساء من الجلد والاعتقال والأحكام المجحفة لمخالفتهن القواعد الأبوية لهاتي الحكومات المتطرفة.

طالبان تصعّد تضييقها على الأفغانيات

ألقت حركة طالبان القبض على عدد من النساء في العاصمة الأفغانية كابل، بذريعة ارتدائهن “حجابًا سيئًا”.
وقد أصدرت الحكومة المتطرفة، بيانًا على لسان وزير “الامر بالمعروف والنهي عن المنكر” جاء فيه ان:

“الاعتقالات طالت اللواتي يرتدين الحجاب السيء، وهؤلاء القلائل اللواتي ينشرن الحجاب السيء في المجتمع الإسلامي قد انتهكوا القيم والشعائر”.

وأضاف مهددًا “سيلقى القبض في كل ولاية على اللواتي لا يرتدين الحجاب”.

ولم يحدد بعد عدد النساء المعتقلات، ولا طبيعة المحاكمة أو العقوبة التي سيخضعن لها. ولكنّ هذا النوع من الإجراءات يكون متماثلًا دومًا، ما يعني أننا أمام تكرار الإجرام الوحشي بحقّ النساء غير المحجبات في إيران.

يذكر أن حركة طالبان فرضت العديد من القيود عن النساء منذ توليها السلطة، فمنعتهنّ من استكمال الدراسة بعد المرحلة الابتدائية، والسفر دون “محرم”. كما أغلقت جميع صالونات التجميل، وحظرت ارتياد النساء للحدائق وأماكن الترفيه العامة.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد