
سجن “الدامون”: مأساة الأسيرات الفلسطينيات
49 أسيرة فلسطينية تطالها كل أشكال الانتهاك والتعذيب.
في سجون الاحتلال تتعرض الأسيرات الفلسطينيات لانتهاكات مبرمجة، سجنُ الدامون مثالاً حيث تقبع فيه حوالي 49 أسيرة فلسطينية تطالها كل أشكال الانتهاك والتعذيب.
تروي أسيرة محررة، كيف تعرضت هي وزميلاتها لموجات يومية من السباب والشتائم المقذعة، وكيف تركن في ساحة السجن مقيدات تدور حولهن مجموعات من الكلاب البوليسية المتوحشة، في انتهاك واضح لإنسانيتهن.
تصف الأسيرة بكاء الأسيرات خلال جولات القمع التي ينفذها زبانية السجن، وتتابع بألم “كانت الأصغر تقدم الأكبر سنا لتنام على البرش (سرير مصنوع غالبا من القماش أو البلاستيك المشدود على إطار خشبي أو معدني)، بينما تنام هي على الأرض في غرف مكتظة. وكنت أبكي حين أوصي الأسيرات الأصغر مني كيف يدخرن قليل الطعام ليأكلنه حين يشعرن بالجوع، يتألم قلبي حين نخبئ قليلا من اللبن لمجموعة من الأسيرات”.
View this post on Instagram
الدامون السجن الأخطر على الأسيرات
وفي سجن الدامون كمثال على سياسة القمع، لم يسمح لنحو 50 أسيرة بلقاء أي محام/ية، رغم كل المحاولات التي بذلها نادي الأسير في سبيل ذلك، ويشير المدير العام لنادي الأسير الفلسطيني أمجد النجار إلى أن الانتهاكات في هذا السجن هي الأسوأ من بين السجون.
وقال إن الأسيرات يتعرضن فيه للاعتداءات الجسدية والنفسية بشكل ممنهج، ضربا وعزلا وتعمدا في الإهانة، عدا عن الحرمان من الزيارة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ويشدد المسؤول الحقوقي على أن هذه الاعتداءات تمثل جريمة مكتملة الأركان بحق الأسيرات، وهي تأتي في إطار سياسة “الانتقام الجماعي” التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات.
تعرضت فيه أم وابنتها للقمع لمجرد سلامهما على بعضهما بعضا خلال فترة “الفورة” (الاستراحة).
شهادة أسيراتٍ من داخل السجن
في رسالتها التي نشرها مكتب إعلام الأسرى نهاية الشهر الماضي تقول الأسيرة سيرين الصعيدي من قرية بيت ليد قضاء طولكرم “يبدأ رئيس القسم جولاته الصاخبة منذ الفجر، يتنقّل بين الغرف بالسباب والصراخ، وتنتهي جولة التفتيش بحلول التاسعة صباحا، بينما تعيش الأسيرات تحت وطأة القمع المتكرر والتفتيش العاري الذي طال إحدى الغرف قبل أيام قليلة”.
وتضيف أن السجن مكتظ بالحشرات والصراصير، في ظل غياب الملابس والأغراض الأساسية التي يفترض أن تتوافر للأسيرات.
أما شهادة الأسيرة شهد حسن والتي نشرها مكتب إعلام الأسرى، جاء فيها “الرطوبة في الغرف قاتلة، الأكل قليل جدا، الملابس شحيحة، والاستحمام لا يتم إلا كل يومين في انتظار أن تجف الملابس الوحيدة التي تمتلكها. نفس الملابس من يوم ما دخلنا السجن”.
وتفيد الشهادات المنشورة عبر مكتب إعلام الأسرى، والموثقة لدى نادي الأسير، أن سياسة العقاب التي تنتهجها إدارة سجن الدامون بحق الأسيرات شرسة على نحوٍ متصاعد منذ بداية الإبادة، إلى الحد الذي تعرضت فيه أم وابنتها للقمع لمجرد سلامهما على بعضهما بعضا خلال فترة “الفورة” (الاستراحة).
وتفيد الشهادات أن إدارة السجن ترفض بشكل قاطع أن تجمع الأم دلال الحلبي بابنتها إسلام شولي في غرفة واحدة
مراقبة الأسيرات داخل زنزانات السجن
وإمعانا في انتهاك خصوصيتهن، فقد فرضت إدارة مصلحة سجون الاحتلال وجود الكاميرات في بعض الغرف، خصوصا تلك التي تعتقل فيها الفتيات القاصرات، وهو الأمر الذي لم تتراجع إدارة السجن عنه إلا بعد عدة جولات من المحاكم.
وفي هذا الصدد يقول المحامي حسن عبادي، إنه رصد خلال زياراته سجن الدامون شكاوى الأسيرات من هذا الأمر، حيث أبلغنه أن الكاميرات موجودة في كل مكان بما فيها العيادة الطبية التي يزرنها بشقّ الأنفس، دون أي مراعاة لظروفهن الصحية.
ويأتي هذا المستوى من القمع بحق الأسيرات في ظل تقييد عمل المؤسسات في الضفة الغربية والتي تناصرهن وتعمل على النضال حقوقيا لتحسين ظروفهن وهو ما تجلى أخيرا في إغلاق مكتب مؤسسة الضمير وحظر كافة المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة لها على خلفية إقرار الاحتلال لها بوصفها مؤسسة إرهابية.