هذا ما يجري على جسر المشاة قرب «السيتي مول» !
هو إخبار للجهات المعنية ، من أجل التحرك وإيقاف مسلسل التحرش المستمر بحق من تضّطر إلى عبور «جسر التحرّش» أو جسر المشاة قرب «السيتي مول» .
تقريباً كل الفتيات اللواتي يعبرْنه، يتعرّضن لأشكالٍ متنوّعة من التحرّش، تحوّل هذا الجسر إلى «مصيدة» ووكر للمتحرّشين الذين ينتظرون الفتيات ويلاحقونهنّ، ويتحرّشون بهنّ إما عبر الكلام المقزز، أو عبر محاولات لمسهنّ أو التعرّض لهنّ بطريقة أو بأخرى.
تحت الجسر مباشرةً، يقف شرطيٌّ أحياناً، لكن لا علم له بما يجري فوق الجسر، ومحاولات النهب والتحرّش التي تتعرّض لها النساء من دون رحمة، لا سيما أنّ هذا الجسر هو المنفذ الأفضل بين جهّتي الأوتوستراد، وهو طويلٌ جداً ومرتفع بما يكفي حتّى يكون مثالياً لعمليات التحرّش التي أبطالها لبنانيون وسوريون وغيرهم، خصوصاً أن التحرّش عابر للجنسيات.
تخبر سينتيا أنّها غيّرت مكان عملها منذ مدّة بسبب الجسر الذي لا حسيب ولا رقيب عليه. تقول سينتيا: «خلال سنتين من عملي في تلك المنطقة تعرّضت لأكثر من عشرين عملية تحرّش، ولم يكن لديّ أي حلّ سوى الاستمرار بعبور الجسر يومياً ذهاباً وإياباً، فسائقو سيارات السرفيس يرفضون توصيلنا إلى الجهة الأخرى من الأوتوستراد، إلا مقابل مبلغ كبير.
في المرّة الأخيرة، لحقني رجلٌ عجوز وأمسك بي عند الساعة التاسعة ليلاً، وأفلتت من يديه بأعجوبة. وبقيت مدّة أسبوع حبيسة الفراش وأزمة عصبية بسبب الحادثة».
يمتلئ الجسر بالمتسوّلين الذين يحاول بعضهم أيضاً التحرّش بالفتيات، لا سيما أنّ معظم الفتيات العاملات في «سيتي مول» يُنهين عملهنّ في وقتٍ متأخر من الليل، ولا حلّ بأيديهنّ إلا عبور الجسر للعودة إلى بيوتهنّ، وبالتالي التعرّض للتحرّش وأحياناً لمحاولات السرقة. ومثل هذه الأفعال لا نعرف ما هو سقفها، لا سيما أنّ الدولة غائبة تماماً وتكتفي بشرطيّ يقف أحياناً تحت الجسر، ولا يعرف ما يدور فوقه.
طبعاً ليس جسر «السيتي مول» الموطن الوحيد للتحرّش والتعرّض للنساء في لبنان، هناك أوكار لا تُعدّ ولا تُحصى يعرفها هؤلاء المجرمون أو المرضى النفسيون، ولا تصلها أية تغطية أمنية كافية.
المصدر: السفير