أصبحت خائفة من العيش في أي مكان في لبنان الخوف يغمرني دومًا
“لا. لا أستطيع أن أتحمل أكثر. لقد قتلت الحرب الأهلية أخي وهجّرتنا من منزلنا الكائن في الشوف. انتقلت الى بيروت عام ١٩٧٨. في تلك الفترة فقدتُ أقاربًا سقطوا ضحية انفجار حصل في عين الرمانة. ثم انتقلت الى الكرنتينا. الكوارث تلاحقني أينما ذهبت ها هي الكرنتينا مدمرة اثر انفجار بيروت. دمّرتها سلطتنا الفاسدة وقتلت ما تبقّى مني. ما هو الذنب الذي اقترفته حتى تنزل علي كل هذه المصائب. أصبحت خائفة من العيش في أي مكان في لبنان. الخوف يغمرني دومًا. كلما تذكرت مشهد المرفأ أشعر بالرعب.
أربعون عامًا من الحرب والفوضى والقتل والدمار. كفى! ذاكرة الحرب لم تفارقني وأتى هذا الانفجار كي ينعش ذكرياتنا الأليمة أكثر فأكثر! عندما سمعت صوت الانفجار ناديت ابنتي ودفعتها الى الحمام. كما كانت أمي تدفعني اليه كلما سمعنا صوت القذائف أثناء الحرب الأهلية. لم يبق لي شيئ! أنظروا الى منزلي أصبح فارغًا. الأثاث أصبح ركامًا. ماذا عليّ أن أفعل؟ أن أتحمل؟ لا لن أبقى. لا أريد أن أبقى هنا”.
لينا لطيف، 62 عاما، الكارنتينا