لجين الهذلول وشريفة سوار في مواجهة هجمات بيغاسوس

كشف تقرير جديد عن تعرّض هاتف الدكتورة البحرينية شريفة سوار للاختراق عن طريق برنامج التجسس “بيغاسوس” التابع لشركة “إن إس أو” الإسرائيلية، بالتزامن مع اكتشاف ملف غامض يحتوي على صور مزيفة في هاتف الناشطة السعودية لجين الهذلول.
اشتهرت الهذلول بدعمها لحملة إنهاء الحظر المفروض على قيادة النساء للسيارات في السعودية. وأطلق سراحها من السجن بعد إدانتها بتهمة الإضرار بالأمن القومي، في شباط/فبراير 2021.
وبعد فترةٍ وجيزةٍ من إطلاق سراحها، تلقت بريداً إلكترونياً من غوغل يحذرها من أن المتسللين المدعومين من الدولة حاولوا اختراق حساب البريد الإلكتروني الخاص بها Gmail.
وقال 3 أشخاص مقربين من لجين لوكالة “رويترز” إنها “خوفاً من اختراق هاتفها، اتصلت بمجموعة سيتيزن لاب الكندية الناشطة في حقوق الخصوصية وطلبت منهم التحقق من جهازها للحصول على أدلة”.
هكذا ساهم اكتشاف الناشطة في قلب الأمور ضد شركة “إن إس أو” إحدى أكثر شركات برامج التجسس تطوراً في العالم، التي تواجه الآن سلسلةً من الإجراءات القانونية والتدقيق في واشنطن بسبب مزاعم جديدة باستخدام برامجها لاختراق المعارضين والمعارضات والناشطات في أنحاء العالم.
في مقابل ذلك، كشف  التقرير الذي أعده مختبر “سيتيزن لاب” بالشراكة مع مجموعة الخليج لمراقبة الحريات والصحافة “الخط الأحمر”، أن “التحريات التي أجرتها أفضت إلى نتيجة أن هواتف تخص 3 أفراد في البحرين اختُرقت عام 2021 باستخدام برنامج بيغاسوس”.
ومن بين المستهدفين/ت في البحرين الدكتورة شريفة سوار، وهي طبيبة نفسية منفية، اتهمت أحد أفراد العائلة المالكة البحرينية بالتورط في مخطط لتوزيع الأدوية للاستخدام الترفيهي على أطفال المدارس. واختُرق هاتف آيفون الخاص بها بواسطة بيغاسوس في 10 حزيران/يونيو 2021، بينما كانت لا تزال في البحرين. وبحسب التقرير نفسه، حدث الاختراق الثاني بعد نحو شهر من عفو الملك عنها.

بدأ كل شيء بخللٍ في برنامج التشغيل في هاتف لجين، إذ أتاح خطأ خارج عن المألوف في برامج التجسس الخاصة بـ”إن إس أو” للباحثين في مجال الخصوصية، اكتشاف مجموعة من الأدلة التي تشير إلى اختراق الهاتف، وفقاً لما ذكره 6 أشخاص على علم بالواقعة لوكالة “رويترز”.

وخلال العام الماضي، ربطت سلسلة من المعلومات، التي كشف عنها عدد من الصحافيين والصحافيات والناشطين والناشطات، بما في ذلك مشروع “بيغاسوس” للتعاون الصحافي الدولي، بين صناعة برامج التجسس وانتهاكات حقوق الإنسان، ما أدى إلى مزيد من التدقيق في “إن إس أو” ونظرائها.

لكن باحثين أمنيين يقولون إن “اكتشاف الهذلول كان أول ما قدم مخططاً لشكلٍ جديدٍ قوي من التجسس الإلكتروني، تمثل في أداة اختراق تتسلل إلى الأجهزة من دون أي تفاعل من المستخدم، أي من دون الحاجة إلى الضغط على رابط لتحميل برنامج خبيث مثلاً، ويعد أكثر الأدلة الملموسة حتى الآن على قدرات السلاح الإلكتروني”.

وقالت لينا الهذلول شقيقة لجين، إن “تجربة لجين في المراقبة والسجن جعلتها مصممة على جمع الأدلة التي يمكن استخدامها ضد من يستخدم هذه الأدوات”. وأضافت أنها “تشعر أنها تتحمل مسؤولية مواصلة هذا القتال، لأنها تعلم أنها تستطيع تغيير مجريات الأمور”. واعتبرت أن “الضربات المالية التي تعرضت لها إن إس أو قد تكون الشيء الوحيد الذي يمكنه ردع صناعة برامج التجسس”، مضيفة: “ضربهم الاكتشاف حيث يؤلمهم”.

وأشار الباحث في “سيتيزن لاب” زبيل ماركزاك إلى أن “برنامج التجسس الذي عُثر عليه في جهاز الهذلول يحتوي على رمز يظهر علاقته بخوادم كان سيتيزن لاب ربطها سابقاً بشركة إن إس أو. وأطلق المختبر تسمية “الاختراق القسري” (ForcedEntry) على عملية الاختراق الجديدة. ثم قدم الباحثون العينة إلى شركة “آبل” في أيلول/سبتمبر 2021.

وبناءً على النتائج التي تم الحصول عليها من هاتف لجين، رفعت شركة “آبل” دعوى قضائية ضد “إن إس أو”، في تشرين الثاني/نوفمبر 2021، لدى محكمة فيدرالية أميركية، اعتبرت فيها أن “مصنعة برامج التجسس انتهكت قوانين الولايات المتحدة من خلال بناء منتجات مصممة لاستهداف مستخدمي ومستخدمات آبل ومنتجاتها آبل ومهاجمتهم/ن وإيذائهم/ن”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد