ناجية تفضح اغتصابها على يد الفنانين بشار سليمان وآية متولي.. المساحات البديلة غير آمنة

بعد ما يزيد عن سنتين من الصمت، كشفت الشابة اللبنانية فاطمة فؤاد عن تعرضها لجريمة اغتصاب وحشية، على يد الفنانين بشار سليمان وآية متولي، خلال حفلة فنية نظمتها مجلّة “معازف” بالتعاون مع “Ballroom Blitz”، في مركز “برزخ” في منطقة الحمرا في بيروت.

الجريمة، بحسب شهادة فاطمة فؤاد التي دوّنتها عبر فيسبوك في 25 حزيران/ يونيو الجاري، روت خلالها تجربتها مع جريمة الاعتداء الجنسي، تعود أحداثها إلى ليلة رأس السنة 2019/2020.

في التفاصيل، وضعت الناجية في شهادتها “برسم كل الفاعلات/ين في المشهد الموسيقي، ضمن الصحف والمجلات والراديوهات، والنوادي والملاهي والبارات والمطاعم والمقاهي والمكتبات، والمؤسسات والجمعيات والمنظمات النسوية والفنية والثقافية، والمنظِّمات/ين في المهرجانات الموسيقية، وكل من يعنيها/هُ الأمر”.

وكشفت أن المعتدية آية متولي “قامت بتخديري رغماً عني”، لتتناوب على اغتصابها هي وشريكها بشار سليمان، ليلة 31 كانون الأول/ ديسمبر 2012.

مالك ورئيس “معازف” يتستر عن الجريمة

وأوضح نصّ الشهادة أن إدارة “معازف” كانت متواطئة للتغطية على الجريمة.

إذ أصر رئيسها معن أبو طالب، وهو نفسه مالك المؤسسة، على “لفلفة الموضوع وعدم نشر بيان يدين المغتصبين”.

وكشفت فاطمة أن المتحرش بشار سليمان “سبق أن اعتدى بالضرب على عضوة في الفريق، خلال فحص الصوت في الحفلة نفسها”، لافتةً إلى أن “الإدارة نفسها تجاهلت الأمر”.

كما تغاضى أبو طالب، بحسب الناجية، “عن عدّة روايات متداولة ومسموعة لناجياتٍ من مصر والأردن تعرضنَ لمضايقات واعتداءات من قبل المغتصب نفسه، بحجّة أنه يعرفه جيداً، ولا يتوقع منه هكذا تصرف”.

واستنكرت فاطمة سلوك معن أبو طالب الذي وصفته بـ”الرجعي والمحافظ عبر تستّره وحمايته للمغتصب، واستخفافه بروايات الناجيات، والتعامي عن فعالية الفضح كأداة نسوية توظَّف في تعرية النفاق السياسي الثوري وإلغاء وجود المغتصبين والمتحرّشين والمعنّفين من المساحات العامة في سبيل تحرّرنا، نحن النساء، والمهمشات/ين بحسب المعايير الطبقية والعرقية والجندرية النمطية، من سجن الذكورية والأبوية والاستغلال والاحتلال، واسترداد فضائنا العام، وإعلاء صوت الحق فيه”.

“معازف” تعد بالمحاسبة وتوقف التعاون مع المغتصبين

من ناحيتها، ردت إدارة “معازف” في بيانٍ أولي نشرته بعد أن لاقت شهادة فاطمة رواجاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعرب/ت خلاله ناشطات ونشطاء عن تضامنهن/م مع الناجية، واستنكار أسلوب المجلة في طمس الحقيقة والتستر عن الجناة.

وقالت “معازف”، في بيانها، إنها “تأسف بشدّة لما تعرّضت له فاطمة”.  وإذ شددت على “رفضها التام لكل أنواع التحرش والتعدّي الجنسي والسلوكيات غير اللائقة”، اعترفت بـ”فشلها في صون هذه المعايير، وفي اتخاذ تدابير فورية في تلك الليلة”.


وأضافت “لنضع أنفسنا امام المحاسبة للأذى الذي وقع في حفلنا”، لافتةً إلى أنها ستبدأ “تحقيقاً مستقلاً في دور معازف ومديرها معن أبو طالب في الأحداث التي وقعت تلك الليلة، مع نشر بيان في كل مرحلة من التحقيق وإتاحة المعلومات عن مجرياته لأي مهتم/ة”.

كما أوضحت أنه ستوكل بمهمة الإدارة إلى شخصٍ آخر خلال مهلة التحقيق. وأكدت “رفض العمل مع مرتكبي الجريمة من الآن وصاعداً”، واعدةً بـ”مسح المحتوى المرتبط بهما من المجلة”.

إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هنا، والذي تساءله متابعون/ات للقضية، هو كيف لهذه المؤسسة الثقافية التي تسترت على جريمة الاغتصاب منذ وقوعها، أن تحقق مع أحد المتّهمين الرئيسيين في التستر على المجرمين وهو “رئيسها ومالكها في نفس الوقت”؟

وقد لاقى بيان “معازف” انتقادات من ناشطات/ين على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبرنه/وه متناقضاً ولا يرقى لمستوى الجريمة.

“آفاق” تفضّ شراكتها الفنية مع “معازف” تضامناً مع الناجيات

في سياقٍ متصل، أدانت مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق “صمت وتستر مؤسسة معازف على الجريمة، وعدم اتخاذها موقفاً من الفنانين المذكورين، حين وقوعها”.

وأعلنت “آفاق” عن “فض الشراكة الفنية مع معازف، إيماناً منّا بالمسؤولية التي تحتّم على أي مؤسسة/جهة/فضاء التعامل مع أي اعتداء بحماية الناجيات منه أولاً ومحاسبة المعتدين/ات ثانياً”.

وقالت إن “موقفنا هذا يتماشى مع مبادئنا الراسخة برفض وإدانة أية اعتداءات، ومع إيماننا بضرورة أن تكون المؤسسات الثقافية والفنية مساحات آمنة للعاملات والعاملين فيها ولمرتاديها، محصّنة بآليات واضحة تضمن المحاسبة وتحمّل المسؤولية”.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد