تغطية الرأس فريضة وتغطية القمع جريمة.. نيلوفر حامدي وإلهة محمدي متهمتان بالتخابر!

تواجه الصحافيتان الإيرانيتان نيلوفر حامدي وإلهة محمدي تهمة التخابر مغ الاستخبارات الأميركية، على خلفية متابعتهما لقضية مهسا أميني، منذ مقتلها في 16 أيلول/ سبتمبر الماضي على يد شرطة الأخلاق بذريعة “الحجاب السيء”.

فمع تصاعد الاحتجاجات في إيران، نفذت السلطات حملةً غير مسبوقة ضد الصحافة، على خلفية تغطيتهم/ن للأحداث الدامية التي تلت مقتل مهسا أميني.

وبالتوازي، أطبق النظام مزيداً من القيود على الإنترنت، لمنع تسريب صور وفيديوهات القمع والتظاهرات المستمرة في مناطق إيرانية مختلفة.

واستهدفت حملات الاعتقال 46 صحافياً/ةً ومراسلاً/ةً وومصوراً/ةً، بحسب لجنة حماية الصحافيين، ومقرها نيويورك.

في حين أوردت صحيفة “سازند” الإصلاحية أن “أكثر من 20 صحافي/ة ما زالوا/زلن قيد الاحتجاز”.

نيلوفر حامدي وإلهه محمدي معتقلتان بتهمة التخابر!

الأولى نشرت صورة مهسا أميني في المستشفى والثانية غطت جنازتها

طالت حملات الاعتقال، في الأيام الأولى من الاحتجاجات، كل من الصحافية نيلوفر حامدي العاملة في صحيفة “شرق” الإصلاحية، وإلهه محمدي العاملة في صحيفة “هم ميهن” الإصلاحية.

ووجهت كلٌّ من وزارة الاستخبارات الإيرانية، واستخبارات الحرس الثوري، في بيانٍ مشتركٍ غير مسبوقٍ، تهمة التخابر مع الاستخبارات الأميركية للصحافيتين.

وادعى أن الصحافيتين أدتا مهمات استخباراتية “تحت غطاء العمل الصحفي”.

إذ أشار بيان الاستخبارات الإيرانية إلى أن “أول صورة لمهسا أميني على سرير المستشفى نشرتها الصحافية نيلوفر حامدي”.

وزعم البيان بأن نيلوفر “من المتدربات في دورات تعليم الحروب التركيبية، التابعة لجهاز الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي إيه)”.

وادعى أن حامدي، التي كانت من أوائل اللواتي/الذين حضرن/وا إلى المستشفى واستقرن/وا فيه، “حرّضت أهالي الراحلة مهسا أميني”.

من جهةٍ ثانية، زعم البيان أن إلهة محمدي “حرضت أقارب الراحلة، ودبرت بعض المشاهد، وغطت أخبار وصور موجّهة، أثناء حضورها الفوري في مدينة سقز لمراسم التشييع والدفن والتجمعات التي نظمت في تلك المدينة”.

وادعى أن إلهة “تدربت في دورات النظام العصابي الأميركي في الدول الخارجية”.

واتهم الصحافيتين بأنهما “لعبتا دوراً في صناعة الأخبار لوسائل الإعلام الأجنبية حول مهسا أميني”.

وفي استكمالٍ لسيناريو المؤامرة، اتهم البيان أجهزة استخبارات الولايات المتحدة الأميركية بـ”التخطيط للاحتجاجات الواسعة الأخيرة في إيران والتعاون مع أجهزة التجسس الحليفة والوكيلة”، ضارباً بعرض الحائط  القتل والقمع الذين ترافقا مع الاحتجاجات الأخيرة.

توقيع بيان للإفراج عن نيلوفر حامدي وإلهة محمدي

وأثارت هذه الخطوة غضب الصحافيات/ين الإيرانيات/ين وتنديدهن/م بالتضييق على حق ممارسة عملهن/م.

إذ رفض/ت عدد من الصحافيين/ات الإيرانيين/ات ما جاء في بيان الاستخبارات حول الصحافيتين نيلوفر حامدي وإلهة محمدي.

ووقّع/ت أكثر من 300 صحافي/ة ومصور/ة صحفي/ة، في 30 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بياناً أدان اعتقال السلطات زملاء/زميلات لهم/ن وتجريدهم/ن من حقوقهم/ن المدنية بعد توقيفهم/ن.

وطالب بيان الصحافيين/ات بالإفراج عن الصحافيتين نيلوفر حميدي وإلهه محمدي المعتقلتين منذ 6 أسابيع.

وحذرت بعض الصحف الإيرانية المحسوبة على الإصلاحيين من اعتقال الصحافيين/ات. إذ نشرت مانشيتات تنديدية بقمع حرية الصحافة، مثل “الصحافة ليست جريمة” و”أطلقوا سراح الصحافيين/ات المعتقلين/ات”.

من ناحيته، نفى الصحافي أفشين أمير شاهي “الاتهامات غير صحيحة بحق الصحافيتين نيلوفر وإلهة”. ووصفهما بأنهما “ناجحتان، وملتزمتان، وقامتا فقط بعملهما”.

وأكد أن نشر صورة مهسا أميني على السرير في المستشفى وتغطية مراسم التشييع والأربعينية “ليسا جرماً، وهما من أبجديات العمل الصحافي“.

من جهتها، قالت الصحافية سارا معصومي إن “أقلام الصحافيتين كانت في خدمة الحقيقة وليس السلطة”.

واعتبرت أن الاتهامات ضدهما “لن تؤثر على حكم الرأي العام تجاههما”.

في حين ادعت صحف النظام، من ضمنها صحيفة “كيهان” المقربة من المرشد علي خامنئي، أن الصحافيين/ات المعتقلين/ات هم “عملاء/عميلات مأجورون/ات”.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد