“إحنا انتهينا”.. قلق بشأن اختفاء الفلسطينيتين وسام وفاطمة الطويل

أين وسام وفاطمة؟

أعربت منظمة العفو الدولية عن قلقها حول سلامة الشابتين الفلسطينيتين وسام وفاطمة الطويل، بعد أن أجبرتهما الأجهزة الأمنية في قطاع غزة منذ 6 كانون الثاني/ يناير الجاري، على العودة إلى منزل معنفهما.


وأشار بيان المنظمة، الصادر في 12 كانون الثاني/ يناير  إلى أن الشابتين “تعرّضتا لأشكالٍ متعددة من العنف على يد والدهما، بما في ذلك الضرب والتهديد بالقتل والاستجوابات، والحبس مرتين؛ استمرّت الأولى 35 يوماً داخل غرفة في الطابق السادس من مبنىً سكني تملكه العائلة، في رفح جنوب قطاع غزة”.

وتطرق البيان إلى محاولات وسام وفاطمة المستمرة للهرب، بنيّة الاختباء من معنّفهما، والحصول على الحماية.

القوات الأمنية ألقت القبض على وسام وفاطمة، وسلمتهما إلى معنفهما، بدل القبض على المجرم!

“إحنا في بيت الوالد. كمان شوي ح يودّينا ع السادس. احنا انتهينا”

إلا أن القوات الأمنية، بدلاً من توقيف المُعنِّف، “ألقت القبض على فاطمة ووسام قبل منتصف ليل 5 كانون الثاني/ يناير 2023، من دون أمر قضائي أو أي توضيح، وسلمتهما إلى عمّهما، الذي اقتادهما إلى منزل والدهما في رفح”.

وتابعت العفو الدولية أنه “في الساعة 12:45 من صباح 6 كانون الثاني/ يناير، أرسلت إحدى الشقيقتين طلباً بالمساعدة إلى منظمة العفو الدولية”.

وورد في الرسالة: “إحنا في بيت الوالد. كمان شوي ح يودّينا ع السادس. احنا انتهينا”.

وقالت وسام إنَّ والدهما “كان يحمل مسدساً أثناء إخضاعهما لاستجوابات تستغرق ساعاتٍ حول سلوكهما في غيابه”.

بينما سبق لوسام أن أشارت إلى أن “الأب” المُعنّف عماد العاصي حبسهما مراراً في غرفةٍ في الطابق السادس، وقفزتا من نافذتها إلى الطابق الخامس، وهربتا في آب/ أغسطس 2022.

وكان آخر ما نشرته وسام، عبر فيسبوك، في 5 كانون الثاني/يناير الجاري: “فإما حياة تسرّ الصديق، وإما مماتٌ يغيظ العدا”.

في حين انقطعت أخبارها وأخبار شقيقتها منذ إعادتهما، رغماً عنهما إلى “والدهما”، في اليوم التالي.

بعد محاولاتٍ متكررة للتخلص من سجن معنفهما .. وسام وفاطمة في خطر!

نفذت وسام الطويل (24 عاماً)، وشقيقتها فاطمة (20 عاماً)، عدة محاولات للفرار من عنف والدهما.

إلا أن القوات الأمنية أصرت على إعادتهما إلى سجن المعنف عماد العاصي بدل حمايتهما.

“والدي كان يحمل مسدساً بينما كان يخضعنا لاستجواباتٍ لساعات”

ففي آب/ أغسطس 2022 قفزتا من نافذة الغرفة التي حبسهما فيها، ولجأتا إلى مأوى خاص مخصّص للنساء.

وبعد 3 أيام، تعرضتا لضغوط من طرف عمهما لمغادرة المأوى، في حين وعدهما بتقديم الحماية لهما من المُعنّف.

وبعد عودتهما، قام بسليمهما  إلى والدهما مجدداً.


وتمكنت الشقيقتان في 9 أيلول/ سبتمبر 2022 من الفرار مجدّداً، وذهبتا إلى ملجأ للنساء تديره الحكومة في غزة.

إلا أنه سبق لوسام أن كشفت أن مديرة الملجأ منعتهما من المغادرة للذهاب إلى مكتب النائب العام، حيث كانتا تأملان في اتخاذ إجراءات قانونية ضد معنفهما.

وفي 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2022 أجبرتهما الشرطة على مغادرة الملجأ “بالسحل والإجبار”، وأرسلتهما إلى منزل أحد الأقارب، فهربتا مجدداً للاختباء خوفاً من تسليمهما.

و”بقرارٍ حكومي”، سلّمت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة الفتاتين إلى “والدهما” رغماً عنهما، في 6 كانون الثاني/يناير الجاري.

وسام لـ”شريكة ولكن”: “رجعتنا عالبيت رح يكون إليها ضريبة مؤذية”

بدورها، تابعت منصة “شريكة ولكن” معاناة الناجيتين منذ آب/ أغسطس 2022، حين فضحت وسام ممارسات والدها العنفية عبر مقطعٍ مصور.

 “يلي عشناه ويلي بنعيشه مش مجرد مخاوف.. هوي أمر واقع ونحنا عاجزات عن إيجاد أي حل”

إذ كشفت وسام، في حوارٍ سابق مع “شريكة ولكن”، أن القيّمين/ات على بيت الأمان الذي لجأتا إليه “مارسوا/ن علي وعلى أختي الضغط لإعادتنا إلى معنفنا رغماً عنّا”.

وبعد إعادتهما في المرة الأولى، هربتا مجدداً “بطريقةٍ انتحارية قبل أن يتم تسليمنا إليه”، وفق ما قالته وسام في اتصالٍ مع “شريكة ولكن”، في تشرين الثاني/نوفمبر 2022.

وقالت: “يلي عشناه ويلي بنعيشه مش مجرد مخاوف .. هوي أمر واقع ونحن عاجزات عن إيجاد أي حل”.

وطالبت حينها  بـ”محاسبة المتورطين بالضغط عليهما لإجبارهما على الخروج من بيت الأمان، وإعادتهما إلى معنّفهما، لا سيما الحكومة”.

وأوضحت أنه “تم إبلاغنا أن قرار إعادتنا هو قرار حكومي”. كما شددت على ضرورة خروجهما “بأسرع وقت، قبل أن يجدوننا ويسلموننا إلى المُعنّف مجدداً”.

وقالت، في تسجيلٍ صوتي أرسلته إلى منصتنا: “إحنا ثابتين لآخر نفس. ما رح نقبل حدا يرجعنا عالبيت لأن رجعتنا عالبيت رح يكون إليها ضريبة مؤذية”.

وناشدت “جميع الجهات المعنية، من منظمات دولية وأمم متحدة، وأي جهة تستطيع تأمين الحماية لنا، أن تمنع تسليمنا للمعنف، وتساعدنا على الخروج من غزة، تحت حماية دولية”.

وأكدت أنهما “لا تثقان بالشرطة أو غيرها من السلطات الرسمية لحمايتهما”.

 

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد