
إيمان محمد حسن: مصرية اختفت في ألمانيا منذ أكثر من شهر
إيمان، امرأة مصرية تعيش في ميونخ بألمانيا مع زوجها المصري وأبنائهما الثلاثة، وأصغرهم رضيع، انقطع الاتصال بها تمامًا مما أثار قلق عائلتها في مصر.
إيمان محمد حسن: شهر على اختفائها في ألمانيا وسط صمت مريب
في بلدٍ يُفترض أنه يقدّم الحماية ويضمن الحقوق، اختفت إيمان محمد حسن، الأم المصرية ذات الـ 35 عامًا، في مدينة ميونخ الألمانية منذ أكثر من شهر، ولم يُعثر عليها حتى الآن.
اختفاء إيمان ليس مجرد حادثة غامضة، بل هو حلقة أخرى في مسلسل طويل من العنف الذي واجهته على يد زوجها، الذي لم يكتفِ بتعنيفها، بل امتد صمته اليوم ليصبح أحد أكثر الجوانب إثارة للريبة في القضية.
فقد كانت إيمان ناجية تحاول انتزاع حياتها من دائرة العنف. قبل اختفائها، نجت سابقًا من محاولات متكررة لسلبها حريتها وحقوقها الأساسية، حيث سبق وأن احتجزها زوجها في مصر، حارمًا إياها من طفليها، قبل أن تنجح بمساعدة السفارة الألمانية وجمعيات حقوق المرأة في العودة إلى ألمانيا.
وهناك، لجأت إلى دار المعنفات لتجد بعض الأمان. لكن الزوج المعنّف استمر بالإلحاح عليها، حسب شهادة شقيقتها، لإعادتها إلى العلاقة.
ولاحقًا، أنجبت مولودها الثالث الذي اختفت وهو ما يزال رضيعًا بعمر السبعة أشهر.
صمت الزوج تفصيل مريب في القضية
شقيقة إيمان لم تلتزم الصمت. ناشدت الجالية المصرية في ألمانيا، طالبة الضغط على السفارة المصرية للتدخل، خوفًا من أن تُغلق القضية كما أُغلقت العديد من القضايا المشابهة، حيث تُختزل حياة النساء في إحصائيات، ولا يُبذل أي جهد جاد للكشف عن مصيرهنّ.
وأوضحت أن زوج أختها لم يتقدّم ببلاغ رسمي عن اختفاء زوجته، كما أشارت إلى أنه “يعيش حياته بشكل طبيعي”.
اليوم، المحامي العام في ألمانيا يعتزم إغلاق القضية بحجة “عدم توافر المعلومات”، متجاهلًا أن أكبر مصادر هذه المعلومات، أي الزوج، يرفض حتى الإبلاغ عن اختفائها.
عرض هذا المنشور على Instagram
والصمت هنا ليس مجرد إهمال، بل هو تواطؤ يساهم في إخفاء الحقيقة، وفي ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب عندما تكون الضحية امرأة.
اختفاء إيمان محمد حسن ليس قضية فردية، بل جزء من منظومة العنف الذكوري الذي يهدد النساء، سواء في منازلهن، أو حتى في دول يفترض أنها أكثر أمانًا. إن التهاون في التعامل مع قضيتها هو رسالة واضحة لكل امرأة تواجه العنف: أن حياتها ليست ذات قيمة، وأن نجاتها ليست أولوية.
نرفع الصوت اليوم للمطالبة بالكشف عن مصير إيمان، ولإجبار السلطات على تحمّل مسؤولياتها، وعدم ترك هذه الجريمة تمرّ بصمت.
لأن حياة النساء ليست تفصيلًا، ولأننا لن نقبل بأن تتحوّل إيمان إلى مجرد رقم آخر في قائمة النساء اللواتي اختفين بلا أثر.