نساء يتحدين خطاب الكراهية والتنميط .. قصة نغم غندور

في القصة الثالثة من سلسلة نساء يتحدين خطاب الكراهية والتنميط تتعرفن/ون إلى نغم غندور، مبرمجة كمبيوتر وأستاذة جامعية.

“كنت طفلةً خجولة. وكنت أمضي الوقت بمفردي. أخشى من كل شيء، وأرتعب حتى من التجوّل. في كل مرةٍ كنت أخرج فيها من المنزل، كنت أسير مسرعةً وأضع رأسي في الأرض كي لا أرى أحداً. لم يكن لدي العديد من الأصدقاء، وكنت حساسة جداً.
تمردت على هذا الخوف أو الخجل بطريقةٍ عكسية. فحين بلغت الثامنة عشرة من عمري، قررت أن أقصّ شعري قصيراً وارتديت ثياباً رجالية.

كل ما أردت أن أحققه هو حصولي على القوة التي يمتلكها الرجل. لكن المجتمع لم يرحمني: “ماذا تفعل ابنتك؟ من يراها في الشارع لا يمكن أن يحدد ما إذا كانت رجلاً أو امرأة”!
هذا ما قالته جارتنا عندما زارتنا في المنزل. وشعرت حينها بالاستياء والحزن الشديد، لأنني صُنفتُ كما يراني الآخرون/الأخريات. لم أكن أحب مظهري، ولا جسدي ولا حتى طريقة اختيار ملابسي.
عشت الجزء الأكبر من حياتي لإرضاء الآخرين/الأخريات خصوصاً الرجال، ولو بطريقةٍ غير مباشرة.
استمريت في علاقةٍ سامة لمدة عشر سنوات. علاقة دمّرت كل شيء في داخلي.
فقدت ثقتي بنفسي، وأصبحت أشكّك في جميع قناعاتي. لم أقوَ على التخلي عن هذه العلاقة لأنني أصبحت أضعف من أن أعترف بهذا القرار.
منعني من رؤية أصدقائي، لم أستطع الخروج من المنزل إلا بعد موافقته. كانت هذه العلاقة سامة ومؤذية على الصعيدين النفسي والجسدي.
هنا، بدأت نقطة التحول في حياتي. حين قررت أن لا أكون ضعيفة. لجأت إلى العلاج النفسي، وبعد مدة قصيرة تحررت من هذه العلاقة.
اليوم أحب شكلي كما هو. أحب القيام بالنشاطات الترفيهية. أسير على الطرقات من دون خجل. لا أريد أن أكون رجلاً أبداً، ثقتي بنفسي تضاعفت.
وأنا على يقين أنه لولا هذه التجربة، لما وصلتُ إلى هذه القوة التي أمتلكها اليوم”.

تصوير وكتابة: سارة حطيط
قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد