زيادة بمعدل 25% في نسبة المراهقات والنساء اللواتي يعانين من سوء التغذية

يونيسيف: "يُعانين من نقص التغذية والتجاهل .. أزمة تغذية عالمية للمراهقات والنساء"

أعلنت منظمة اليونيسيف عن ارتفاعٍ حاد في نسبة المراهقات والنساء الحوامل والمرضعات، اللواتي يعانين من سوء التغذية من 5.5 إلى 6.9 ملايين، أي بمعدل 25%، منذ عام 2020.

ودقت المنظمة، في تقرير أصدرته في 7 آذار/مارس الجاري، بعنوان “عانين من نقص التغذية والتجاهل: أزمة تغذية عالمية للمراهقات والنساء”، ناقوس الخطر بشأن الحاجة إلى الاستثمار في برامج التغذية الأساسية للمراهقات والنساء.


وحذّر التقرير من أن “نصف حالات التقزّم بين الطفلات/الأطفال دون سن العامين تبدأ أثناء الحمل، أو قبل بلوغهم الـ6 أشهر”.

يُعتبر هذا التقرير دراسة شاملة لوضع التغذية للمراهقات والنساء في العالم، بحسب اليونيسيف.

وصدر عشية “اليوم الدولي للمرأة”، الذي يصادف في 8 آذار/مارس من كل عام.

4 دول ناطقة بالعربية ضمن لائحة البلدان المُصنّفة كمركزٍ لأزمة التغذية العالمية

قال التقرير إن “12 بلداً، من الدول التي تحمّلت أشد تأثيرات أزمة الغذاء والتغذية العالمية، شكّلت مركز أزمة التغذية العالمية”.

إذ “تفاقمت هذه الأزمة نتيجة الحرب في أوكرانيا، وحالات الجفاف، والنزاعات، وانعدام الاستقرار المستمرة”.

وضمّت هذه البلاد 4 دول ناطقة بالعربية هي اليمن، السودان، جنوب السودان، والصومال. بالإضافة إلى أثيوبيا، أفغانستان، بوركينا فاسو، تشاد، كينيا، مالي، النيجر، ونيجيريا.

وحذّر من أن “الأزمات الجارية، التي تتفاقم بسبب انعدام المساواة المستمر، تعمل على تعميق أزمة التغذية بين المراهقات والنساء، خصوصاً أنها لم تشهد سوى تحسن طفيف على امتداد العقدين الماضيين”.

51 مليون طفل/ة دون العامين يعانين/ون من توقّف النمو بسبب سوء التغذية عالمياً

وكشف التقرير أنه “على صعيد العالم، يعاني 51 مليون طفل/ة دون سن العامين من توقف النمو. ما يعني أنهن/م قصار/ قصيرات القامة بشدة بالنسبة إلى أعمارهن/م بسبب سوء التغذية”.

من بين هؤلاء، “يصاب نحو نصفهن/م بتوقّف النمو أثناء فترة الحمل، وخلال الأشهر الـ6 الأولى من حياتهن/م. وهي فترة الـ 500 يوم التي تعتمد/يعتمد الطفل/ة فيها اعتماداً كاملاً على التغذية التي تتلقاها/يتلقاها من الأم”، وفقاً للتقرير.

ولفتت اليونيسف إلى أن “منطقتي جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، تعتبران مركز أزمة التغذية بين المراهقات والنساء“.

وأوضحت أن من هاتين المنطقتين “2 من 3 يعانين من نقص الوزن عالمياً، و3 من 5 يعانين من فقر الدم”.

و”تزيد احتمالية معاناة المراهقات والنساء، من الأسر المعيشية الأشد فقراً، من أزمة التغذية بمقدار الضعفين، مقارنةً مع غيرهن من الأسر المعيشية الأكثر ثراءً”، بحسب التقرير.

عام 2021، فاق عدد النساء والفتيات اللاتي يعانين من انعدام الأمن الغذائي عدد الرجال والفتيان بمقدار 126 مليوناً، مقارنةً بـ49 مليوناً عام 2019.

كما شدد التقرير على دور الأزمات العالمية في التسبب بضرر بشكلٍ أكبر على قدرتهن على الحصول على الأطعمة المغذية.

فأشار إلى أنه “عام 2021، كان عدد النساء والفتيات اللاتي يعانين من انعدام الأمن الغذائي يفوق عدد الرجال والفتيان، بمقدار 126 مليوناً، مقارنةً بـ49 مليوناً عام 2019. ما يمثل زيادةً في الفجوة الجنسانية في انعدام الأمن الغذائي بأكثر من الضعفين”.

“أكثر من بليون من المراهقات والنساء في العالم يعانين من نقص التغذية عالمياً”

ووفقاً للتقرير، “تعاني أكثر من بليون من المراهقات والنساء من نقص التغذية، من ضمنها نقص الوزن وقصر القامة، ونقص في المغذيات الدقيقة الأساسية، وفقر الدم. ما يترك تبعات مدمرة على صحتهن وحيواتهن”.

ومن الممكن أن “تؤدي التغذية غير الكافية إلى إضعاف جهاز المناعة، وضعف التطور الإدراكي، وزيادة خطر المضاعفات الصحية المهددة للحياة، بما في ذلك أثناء الحمل والولادة. ما يترك بدوره تبعات خطيرة ولا يمكن تصويبها على بقاء طفلاتهن/أطفالهن ونموهن/م وتعلمهن/م وقدرتهن/م المستقبلية على كسب الدخل”.

المديرة التنفيذية لـ”اليونيسف” حذرت من المضاعفات الخطيرة لسوء التغذية

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لليونيسف، كاثرين راسل، إن “أزمة الجوع العالمية تدفع ملايين الأمهات وطفلاتهن/أطفالهن نحو الجوع، ونقص التغذية الشديد”.

وشددت على أنه “من دون عملٍ عاجلٍ من المجتمع الدولي، قد تستمر تبعات ذلك إلى أجيال عديدة قادمة”.

“عندما لا تحصل الفتيات والنساء على تغذية كافية، يُستدام انعدام المساواة بين الجنسين”

وأضافت أنه “لمنع نقص التغذية بين الأطفال/ الطفلات، علينا أيضاً أن نعالج سوء التغذية بين المراهقات والنساء”.

وأكدت أنه “حين لا تحصل الفتيات والنساء على تغذية كافية، يُستدام انعدام المساواة بين الجنسين. كما تنخفض إمكانية التعلّم وكسب الدخل”.

بينما “يزداد خطر المضاعفات الصحية المهددة للأرواح، من ضمنها أثناء الحمل والولادة. وتزداد احتمالية ولادة طفلات/أطفال يعانين/ون من نقص التغذية”، بحسب كاثرين.

وأضافت: “نحن نعرف ما يتطلّبه الأمر لتوفير الخدمات والدعم الغذائي المنقذ للأرواح للنساء، والطفلات/الأطفال الأشد حاجة إلى هذا الدعم. وما علينا سوى تعبئة الإرادة السياسية، والموارد لنحقق ذلك. وليس لدينا الوقت لإهداره”.

الأمم المتحدة: ارتفاع خطير في نسبة انعدام الأمن الغذائي في السودان

في سياقٍ متصل، سبق أن كشفت الأمم المتحدة عن ارتفاعٍ خطير في عدد الأشخاص الذين/اللواتي يعانين/ون من انعدام الأمن الغذائي في السودان، للعام الثالث على التوالي، وهو يعد من أكثر دول العالم فقراً،


ولفتت إلى أن “15 مليون شخص في السودان، أي ثلث السكان، يعانين/ون من انعدام حاد في الأمن الغذائي”، وفقاً للتقييم الشامل للأمن الغذائي وهشاشة الأوضاع، الصادر عن برنامج الأغذية العالمي.

في حين يواجه ثلث السودانيات/ين أزمة جوعٍ متصاعدة، بسبب تغيّر المناخ وخسائر جسيمة أدت إلى ارتفاع عدد المشرّدين/ات، وانتشار الأمراض.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد