مقتل المئات.. تقرير جديد حول دموية نظام الملالي في قمع الاحتجاجات

نشرت منظمة حقوق الإنسان في إيران (IHRNGO) تقريرًا جديدًا وثّقت فيه الجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني في أعقاب ثورة “المرأة، والحياة، والحرية”.

واستنكرت في تقريرها الصادر بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمقتل الشابة الإيرانية الكردية مهسا (جينا) أميني، عدم تحقيق أيّة مساءلة في مقتل مئات المتظاهرات/ين حتى اللحظة، وتعريض آخريات/ين لإعدامات ميدانية وأحكام بالإعدام أو المؤبد.

أرقام مؤلمة حول القمع الدموي للاحتجاجات في إيران!

أكدت المنظمة مقتل 551 شخصًا في الاحتجاجات على يد قوات الأمن، بينهن/م نساء وحفلات وأطفال. بالإضافة إلى عشرات اللواتي/الذين قضين/وا جرّاء الانتحار أو في ظروف مشبوهة.

وحول الوسائل المستخدمة في عمليات القتل، كشفت أن معظمها حصلت بالأسلحة النارية أو الهراوات. مع إشارتها إلى أن السلطات الإيرانية بذلت كل ما في وسعها لإنكار هذه الوفيات من خلال التضليل وتشويه المعلومات حول حيثياتها.

لذلك ركّزت المنظمة الدولية على “الأهمية القصوى لتوثيق الأدلة على جرائم الجمهورية الإسلامية وتمييزها عن المعلومات المضللة، بهدف تعزيز آليات محاسبة الجناة”. لافتةً إلى أن “تعاون المواطنات/ين مع منظمات حقوق الإنسان يعد أحد أهم ركائز تحقيق ذلك”.

وذكرت أن الأمم المتحدة أنشأت بعثة لتقصّي الحقائق استجابةً لدعوات من المنظمات الحقوقية الإيرانية. بما في ذلك منظمة حقوق الإنسان في إيران. وذلك بسبب رفض الجمهورية الإسلامية السماح بإجراء تحقيقات مستقلة أو اعتماد أيّة وسيلة للمساءلة.

وشدّدت منظمة حقوق الإنسان في إيران على أهمية توثيق جرائم الدولة الإيرانية. كما دعت إلى بذل المزيد من الجهد والمشاركة من قبل جميع البلدان الملتزمة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان في محاسبتها.

في السياق، شارك رئيس المنظمة محمود أميري مقدم شهادته ضمن التقرير. وقال إن “الإيرانيات/ين لديهنّ/م الحق المطلق في الاحتجاج على القمع والفساد والتمييز وتحديد نظامهن/م السياسي”.

وأضاف: “كان القمع الدموي للاحتجاجات التي عمت البلاد، والتي أدت إلى مقتل مئات النساء والرجال والأطفال، واسع النطاق وممنهجًا ومخططًا له من قبل السلطات. ويرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية”.

كذلك طالب بمحاسبة “جميع الجناة على جرائمهن/م بدءًا من علي خامنئي، ووصولًا إلى جميع القوى القمعية”.

عدد الوفيات حسب المقاطعة

قتل نظام الملالي متظاهرات/ين في 26 محافظة إيرانية. لكن معظم الجرائم تمركزت في محافظات سيستان وبلوشستان وطهران وكردستان وأذربيجان الغربية.

وبحسب التقرير نفسه، فإن المناطق الكردية والبلوش شهدت أكبر عدد من الضحيات والضحايا. وجاء توزيع المحافظات على النحو التالي:

سيستان وبلوشستان: 136 شخصًا؛ طهران: 77 شخصًا؛ كردستان: 57 شخصًا؛ أذربيجان الغربية: 56 شخصًا؛ مازندران: 42 شخصًا؛ البرز: 32 شخصًا؛ جيلان: 29 شخصًا؛ كرمنشاه: 24 شخصًا؛ أصفهان: 19 شخصًا؛ خوزستان: 18 شخصًا؛ فارس: 15 شخصًا؛ خراسان/رضوي: 9 أشخاص؛ أذربيجان الشرقية: 5 أشخاص؛ قزوين: 5 أشخاص؛ كهكيلويه وبوير أحمد: 3 أشخاص. هرمزكان: 3 أشخاص؛ زنجان: 3 أشخاص؛ لورستان: 3 أشخاص؛ المركزي: 3 أشخاص؛ همدان: شخصان؛ أردبيل: شخصان؛ إيلام: شخصان؛ بوشهر: شخصان؛ جولستان: شخصان؛ سمنان: شخص واحد/ة؛ شمال خراسان: شخص واحد/ة.

تم تسجيل أكبر عدد من الوفيات بين شهريّ أيلول/سبتمبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2022. وكان 30 أيلول/سبتمبر من الأيام الأكثر دموية، والذي أطلق عليه “جمعة زاهدان الدامية”، حيث قتل 104 أشخاص. يضاف إليه يوم 21 أيلول/سبتمبر حين قتل 63 شخصًا. وتاريخ 22 من الشهر ذاته عندما قتل 20 شخصًا. فضلًا 16 تشرين الثاني/نوفمبر إذ قتل 29 شخصًا.

تقرير آخر.. استهداف عيون النساء

أصدرت منظمة حقوق الإنسان في إيران، تقريرًا آخرًا، كشفت فيه بالأرقام والأسماء حقائق خطيرة عن “الاستهداف الممنهج” لعيون المتظاهرات/ين، خصوصًا النساء.

ونشرت صورًا وتقارير طبية للناجيات/ين أثناء إسعافهن/م في المستشفيات والمراكز الطبية إثر استهداف قوات الأمن الإيرانية “عمدًا” لوجوهن/م وعيونهن/م خلال حملتها الشرسة لقمع التظاهرات وإخمادها.

وفي التقرير، أعلنت المنظمة أنّها تحققت من 138 حالة إصابة في العين بالرصاص الحيّ ووسائل أخرى. أصيبت بها المتظاهرات/ون على مدى فترة الاحتجاجات.

وأوضحت أن العديد من الضحيات والضحايا فقدن/وا الرؤية في عين واحدة، وبعضهن/م فقدنها/وها في كلتا العينين. ليجد عناصر الأمن في أعينهن/م “هدفًا مشروعًا” للتخويف والترهيب.

نعبّر عن تضامننا المطلق مع أخواتنا وإخوتنا الحرّات والأحرار في إيران. ونعيد التأكيد على ما أشار إليه التقرير بأن الضحيات والضحايا لسن/ليسوا مجرّد أرقام وإنما هنَّ/م أفراد حقيقيات/ين. كانت لديهنَّ/م حيوات وعائلات وأحباب وقد سلبتهنَّ/م منظومة الموت كلَّ ذلك.

قد يعجبك ايضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد